صرحت الجامعة العربية هذه الأيام أن الاستعدادات انطلقت لعقد اجتماع القمة العربية القادم في بغداد. هنا لا اخفي بعض المسلمات الأولية التي ترتسم في ذهنية طبيعية تعيش واقعا طبيعيا خال من أية إثارة وهي : 1 / أن العراق بلد عربي يمتع في ظروفه الحالية بكافة مقومات واستحقاقات انتمائه للأمة العربية. وهو مستقل وحر ويمارس دوره على المستوى المحلي الوطني والإقليمي والعربي والعالمي والإنساني. ومن الطبيعي أن يناله شرف استضافة المؤتمرين من الرؤساء والملوك والأمراء والسلاطين العرب مثله في ذلك مثل كل بلد عربي وعلى قدم المساواة. 2 / أن العراق يتمتع بحكومة يفترض فيها وبحسب المقاييس العربية الرسمية (المعتدلة) أن تكون مستقلة وتتمتع بسلطة إدارة شؤون البلد وتحديد خياراته المستقبلية وعلاقاته الخارجية ، بحسب الاقتدار ونسق أو مستوى الأداء المعروف أو المعهود في حكومات الدول العربية الأخرى. 3 / من البداهة أن تكون دولة العراق قادرة أو أنها موفقة بالفعل في حفظ امن شعب العراق ، وقادرة بالنتيجة ، وبالبداهة أيضا ، على توفير امن المؤتمرين. وان سؤال الأمن لايمكن أن يطرح مطلقا. 4 / من البداهة أن تكون دولة العراق هي الجهة الموكول إليها ، والقادرة بالفعل ، على القيام بترتيبات إقامة المؤتمرين وتنقلهم إلى فضاء المؤتمر من محلات أقاماتهم. فضلا عن بداهة أنها الجهة الداعية (المرسلة للدعوات) والمستقبلة للوفود. 5 / من البداهة أن توفر دولة العراق الخدمات اللوجستية والفنية التي تحتاجها الوفود الإعلامية. وان يكون الوضع العام مهيئا بطبيعته للقيام بمهامها . 6 / من البداهة أن تكون لدى دولة العراق الممثليات الديبلوماسية القارة للحكومات العربية وغير العربية ، بما يسمح بعقد مؤتمرات إقليمية على أعلى مستوى ومايتطلبه ذلك من إمكانيات تشاور وتنسيق. 7 / من المفروض أن يكون موظفي دولة العراق (رئيس جمهورية ، رئيس وزراء ، وزراء ، قادة الجيش والفرق الأمنية ، مدراء الوزارات ومصالح الدولة )عراقيي الجنسية حصرا وليسوا من أصحاب الجنسيات غير العراقية أو الجنسيات المزدوجة. 8 / من المفروض أن يكون ساسة العراق الرسميين من أصحاب الملفات الأمنية النقية في علاقة بشعبهم أساسا ، وأنهم غير متورطين في عمليات اغتيال كبرى وعلنية على الأقل ، في عمليات نهب أو فساد أخلاقي .. حتى لاتكون الجامعة العربية كمن يجزي المجرم على إجرامه أو كمن يشجع على الإجرام. 9 / من المفروض أن تكون حكومة العراق غير طائفية أو شعوبية أو مذهبية .. في العلن وفي الدستور على الأقل .. حتى لاتسيئ الجامعة العربية للطوائف أو المذاهب الأخرى .. أولا تكون طرفا في المشروع الذي لايمثل كافة أطياف الشعب ومكوناته. 10 / أن تكون إرادة الجامعة العربية مستقلة بمعنى غير تابعة لأي محور أو دولة عربية أو أجنبية أو حلف عالمي. وبالتالي، لايخضع عزمها تنظيم اجتماعها في العراق لأي املاءات ولو على سبيل المراعاة أو مجاراة معطيات خارطة القوى المؤثرة إقليميا أو عالميا. إن كانت هذه الافتراضات متوفرة فعل .. ؟؟!! .. إن كانت متوفرة فنعم وألف نعم بل ومليون مليون نعم لعقد اجتماع القمة في بغداد .. هل أن بعضها متوفر وبعضها غير متوفر .. ؟؟!! .. إن كان بعضها متوفر وبعضها غير متوفر .. فنعم وألف نعم ومليون مليون نعم لعقد اجتماع القمة في بغداد .. هل أن واحد منها فقط متوفر وتسعة افتراضات غير متوفرة .. ؟؟!! .. إن كان واحد منها فقط متوفر وتسعة افتراضات غير متوفرة .. فنعم ومليون مليون نعم لعقد اجتماع القمة في بغداد. أما إذا كانت كلها غير متوفرة .. والجامعة تصر على اجتماعها في بغداد فهي الطامة الكبرى ولاحول ولاقوة الا بالله!!.