سندبادٌ أنا وضوئي عيوني ودليلي قناعتي ويقينـــــــي كلـَّما شدَّني إلى البحر شوقٌ دنِفا ً صحتُ يارياح خذيني ولـَكـَمْ غـِبتُ هائما ً في البراري ولَكـَمْ غـصتُ بين موج ٍ وطين ِ ولـَكـَمْ كبـَّلتْ يدي ساحراتٌ لتمدَّ الأنياب كالسكيـــــــــــــن ِ غير أني أنسلُّ منها انسلالا ً عبقريا ً كشعرةٍ من عجيـــــــن ِ كان بيني وبين بغداد حبٌّ سرمدي الهيام حلو المعيــــــن ِ تركتـْنـي في ليلةٍ شهرزادٌ وأماطتْ لثامَها عن شؤونــــــي فرحَ الشامتونَ حين رأوني واقفا ً في الفلاة أحصي شجونـــي خطفَ الليلُ من ضيائي شموسا ً واعتلتْ صهوتي رياحُ المنــــون ِ بينما كنتُ أرتدي الحبَّ ثوبا ً وهَوى الرافدين كان قرينــــــــي تارةً أحتويه عذبا ً رقيقا ً في الحنايا وتارةً يحتوينـــــــــــي خـِلتُ بغداد في منامي عروسا ً كان يغفو جمالُها في جفونــــــــي لاعبتني على مدى الدهر صبـّا ً ولـَكـَمَْ جمرُ حبـِّــها يكوينـــــــــــي ذاتَ يوم ٍ رحلتُ عنها بعيدا ً يضربُ البحرَ في الليالي سفينــــي غير أني سمعتُ صوتا ً نديا ً يسبقُ الموجَ بين حين ٍ وحيــــــن ِ ثـُمَّ أحسَسْتُ أنَّ لحنا ً شجيا ً بين قلبي ومهجتي يعترينـــــي فتوقفتُ واستدرتُ كأني بين شكّ ٍ أبصرتـُها ويقيـــــــن ِ قلتُ بغداد كيفَ جئتِ أحقا ً قد طويتِ المدى الذي يطويني ؟ هل تظنينَ أنني سوفَ أنأى تاركا ً جنـَّتي ومائي وطينــي لا تظني حبيبتي لا تظني أبعدي عن رؤاكِ كلَّ الظنـون إنـَّها رحلة ٌ قصيرٌ مداها بعدها سوف أهتدي لعرينــــي بعدها سوف تبصرين بأني في حناياكِ نائما ً كالجنيـــــــن ِ أنتِ مني كنبض روحي ولولا ضوءُ عينيك ِ ما عرفتُ سنيني ضحِكتْ فرطَ زهوها ثم غابت في فضاءٍ مفضـَّض ِ التكويـن ِ لستُ أدري هل كان كان حلـْما ً أم اني عصفَ الشوقُ في فؤادي الحزين ِ؟ وغدا البحرُ بينَ مـدّ ٍ وجزْر ٍ في هياج ٍ يموجُ بي بجنـــــــــون ِ كنتُ ألويهِ تارةً مثلَ غصن ٍ وكما الغصن ِ تارةً يلوينـــــــــي وأصحـِّيهِ بالبكا حين يغفو وأجاريهِ بين شدّ ٍ وليـــــــــــن ِ غير أني أحبُّهُ حين يعدو نحو بغداد مُفعَما ً بالحنيـــن ِ لستُ أدري ماذا سأفعلُ إني حول نفسي أدورُ كالمجنون حولَ نفسي أدورُ كالمجنون ِ