الله يا هذا العراق العظيم كم أنجبت من العظام وكم ملأت النواحي بأصحاب القيم الثابتين على مواقفهم والقابضين على الجمر في زمن قل فيه الثابتون على قيمهم الواقفون عند حدود المبادئ .. بالأمس ودع العراق وأمة العرب والمؤمنين رجل المواقف الدكتور محسن خليل .. ذلك الرجل الذي كان لسنوات عديدة قبل الإحتلال والغزو سفيرا لجمهور ية العراق في اليمن .. **** الدكتور محسن خليل فيما أعلم وقبل أن يكون سفيرا في اليمن كان سكرتيرا صحفيا لقائده وقائد الجهاد الفذ الرئيس صدام حسين خلد الله ذكره .. وبعد أن غادر اليمن كان مندوبا لبلاده في الجامعة العربية حيث جاء الغزو وهو في أرض الكنانة .. عرض عليه الرئيس علي عبدالله صالح العودة إلى اليمن الذي عاش فيها ردحا من الزمن فشكر للرئيس عرضه وآثر البقاء في القاهرة نظرا لحالته الصحية حيث عانى من أورام خبيثه برئتيه .. لكنه لم يغادر قلبه وروحه العيش في أرض اليمن الذي أحبهاوأحب أهلها مثلما ألفته وأحبته وأحبه أهلها .. **** الدكتور محسن خليل ككل من يعيشون مع العظماء ويقتربون منهم اكتسب ملامح من عظمة قائده العظيم صدام .. كان يحدثنا عن فترة أم المعارك وعن البيانات التي كان يكتبها الرئيس القائد صدام بخط يده .. وعن جولته في شوارع بغداد صبيحة الضربة الأولى لبغداد في أم المعارك بقامته الفارعة وموكبه المميز .. متحديا كل الأقمار الصناعية وأجهزة الرصد والطائرات والصواريخ التي تفتش عنه وترقب حركاته .وكان يتحدث عن الاقتصاد الذي درسه وقدم رسالته في الدكتوراه حول اقتصاد الكيان الصهيوني .. وكان يتحدث عن السياسة التي ألم بها إلماما جعله من أبرع من يتحدث فيها وكان يتحدث عن الجهاد .. وأذكر أن مجموعة من الطيارين قدموا إليه من أبناء اليمن يرغبون المشاركة في معركة الشرف والمواجهة مع قوى الغزو .. مرة ومرة وهو يصبّرهم ويشكرلهم مبادراتهم الجهادية تلك ..ويقول لهم إخوانكم في العراق سيكفونكم الأعداء بإذن الله فأمدوهم بدعواتكم الصادقة بالثبات والنصر .. **** الدكتور محسن خليل عاش مع إخوانه اليمانيين يمانيا حتى اللهجة ..وكان يلبس الملابس اليمنية ويتمنطق بالجنبية اليمانية الشهيرة ( الخنجر التقليدي ) ويمضع القات مع إخوانه اليمانيين .. ويشاطرهم جلسات المقيل في مجالسهم ويأكل معهم في بيوتهم حتى لقد كان ينسى أنه دبلوماسي عربي يمثل بلاده في اليمن .. وهو يعيش حياته عربيا يمنيا خالصا . **** وحتى بعد أن غادر اليمن فإنه ظل يتواصل مع كل إخوانه فيها .. حتى آخر لحظات حياته ويحيي مواقف شرفاء الأمة التي أنجبته .. رحل الدكتور محسن خليل بعد معاناة طويلة ومؤلمة مع المرض وترك مثالا لا يقل روعة ووهجا من كل مواقف قادته وإخوانه المجاهدين في ارض العراق العظيم .. مات غريبا ككل من يموتون غرباء من هذا الشعب العظيم وقلوبهم وأعينهم مشدودة إلى بغداد بانتظار النصر القريب إن شاء الله .. وبانتظار تحرير فلسطين من البحر إلى النهر .. فرحمه الله وتقبله في المؤمنين الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه .. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا..عزاؤنا لأنفسنا ولقادة المجاهدين وللمجاهدين وللأمة العربية النبيلة التي خسرت أحد أبنائها البررة بفقدان الدكتورمحسن خليل ..