ها قد ترجل فارس أخر من على صهوة جواده وهو القابض على وطنه ومبادئه في وقت أصبح فيه القابض عليهما كالقابض على جمرة من نار . لقد أبى الدكتور محسن خليل أن يفارق وطنه وأن يغمد سيفه وأن يهادن أو يساوم أو يصمت كما صمت الاخرون . كان هاجسه الوطن والمبادئ التي رفع في سبيلهما صوته وبرى قلمه بعد أن كسر الاخرون أقلامهم , أو أعاروها الى دعاة الواقعية والمساومة والانتهازية . صفقوا له ولاتبكوا رجلا مات كما يموت الرجال , فصوته هاهو يتردد صداه بيننا وفي كل جنبات الوطن وفي الضمائر التي مازالت حية تنبض بحب الله والوطن . لقد أمنت ياسيدي وأستاذي بأن الحياة موقف , وأن صفحات التاريخ مفتوحة لمن يريد أن يرقد فيه بعز وشرف , وأن الوضوح مطلوب في الازمات الشديدة فكنت لها أهلا , وتركت خلفك كل بهرجة الدبلوماسية لتلبس بدلة المقاومين الصابرين الزاهدين , لتسمو فوق كل المنافقين الهاربين الى الظل الباحثين عن كسرة خبز من فتات المحتلين وأعوانهم . صفقوا له فهو اليوم متعب ويريد أن ينام ولتكن هذه الليلة ليلة العهد على المقاومة والنضال , ودعوني أقبل أخر كلماته التي أرسلها لي وهو يقول أطلب الموت توهب لك الحياة . رحمك الله ياسيدي وأستاذي وصديقي العزيز د. مثنى عبد الله