كنت من بين القراء المتشوقين للأطلاع على كتاب الفريق طاهر الحبوش بعد أن اطلعت كما غيري وعبر الإنترنت على صدور هذا الكتاب ، ولعل الفضول المعرفي جعلني أحث الجهد من خلال علاقاتي الشخصية لكي أحصل على نسخة من هذا الكتاب الذي قام بتأليفه شخص معلوم بمنصبه المرموق قبل الإحتلال البغيض وكذلك له مؤلفات عدة . من خلال هذه الرغبة الجامحة علمت أن هذا الكتاب يباع في العاصمة السورية دمشق وبالتحديد في مركز دراسات الوحدة العربية . وبفضل احد الأخوة وصلني الكتاب وقرأته بتمعن ودقة ووجدت في صفحاته ما هو مهم لما جرى من تضليل على مسيرة العراق وعلمت من خلاله كذلك كذب بريمر وكيف زور الحقائق ، ولعل ما لفت ناظري هو ما جاء في الصفحة (65) والتي وضح من خلالها الكاتب ما قام به السيد عزة إبراهيم حين زيارته لإيران قبل حرب الخليج الثانية ، وكيف تم الإتفاق مع حكام إيران على الوقوف لمساندة العراق إذا نشبت الحرب ، وكيف غدرت القيادة الإيرانية بالعراق بعد اندلاع الحرب . وفي الصفحة (117) من الكتاب ذكر المؤلف اللقاء الذي جرى مع الرئيس الراحل صدام حسين ونائبه السيد عزة إبراهيم وكيف ابلغ مسعود البرزاني الفريق طاهر بقوله : (أن موضوع الفدرالية الذي نطرحه، نعلم أنه سقف عالي ولكننا نرضى بمجرد إجراء تطوير بسيط على قانون الحكم الذاتي الذي تحقق بفضل السيد الرئيس ونحن لا ننسى فضله الكبير على الأكراد ) وفي الصفحة (147) من الكتاب ذكر المؤلف : كيف استدعاه السيد عزة ابراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عندما كان مديراً للأمن العام ليبلغه بضرورة التوجه الى مدينة النجف لينقل تحياته للسيد محمد صادق الصدر ويرجوه أن يسمح للأجهزة الأمنية بحمايته وبالطريقة التي يرغب فيها ، وذلك بناء على معلومات وردت للقيادة تشير بأن ( السيد) ربما يتعرض إلى اعتداء مخطط له من الأعداء . لكن وبعد ان ابلغ السيد الشهيد ، شكر الإهتمام ورفض الحماية . وهذا القول الذي اطلعت عليه من خلال الكتاب، دليل كذب من اتهم الحكومة باغتيال السيد محمد صادق الصدر رحمه الله . وفي الصفحة (284) ذكر الكاتب رداً على بول بريمر بخصوص ما تعرض له الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله من قرار لا وجود للعدالة فيه وكذلك حول قرار اجتثاث البعث بقوله ( لقد غفل وتغافل المحتل وأعوانه عن حقيقة أن هذا الحزب الثوري الأصيل لا يمكن القضاء عليه ، لأنه يمثل أمل الأمة والجامع لكل أطيافها ومعتقداتها ومجسد حي لواقع وحدتها فهذا الحزب وبعد خمس سنوات من الاعتقالات والقمع والقتل والتهجير ما زال يواصل نشاطه ونضاله الشرس في مقاومة المحتل على ارض العراق بقيادة أمينه العام المجاهد عزة إبراهيم ورفاقه جنباً إلى جنب مع بقية الفصائل الجهادية الوطنية المقاومة للاحتلال ) لقد سطر الكاتب شواهد تاريخية مهمة وهو بحق يعتبر وثيقة مهمة لما ألحقه المحتل الأمريكي وحلفائه وعملائه بشعب العراق وكذلك ما حوا الكتاب من سرد واقعي للأحداث وكيف لفق المحتل الحجج الباطلة من أجل احتلال وتدمير العراق .