شبكة ذي قار
عاجل










تناقلت الصحف ووسائل الاعلام خبرا يقول إن كرزاي رام الله, عفوا أقصد الرئيس الفلسطيني محمود عباس هدّد, والله يعلم كيف, رئيس وزراء الكيان الصهيوني, بأن يختار بين السلام والاستيطان. وقال لاحقا إن المفاوضات في ظل الاستيطان مضيعة للوقت. وقد يتصوّر المرء للوهلة الأولى, خصوصا إذا كان جاهلا في ما آل اليه مصير مارثون المفاوضات العقيمة والعبثية منذ يوم أوسلو المشؤوم وحتى هذه اللحظة, بأن قادة الكيان الصهيوني يتحرّقون شوقا وهياما وإنبطاحا من أجل التوصّل الى إتفاق سلام مع الفلسطينيين, ضحاياهم االمفضّلين والدائمين. لكن, وبسبب إلتصاق مؤخراتهم بالصمغ الأمريكي شديد الفعّالية والجودة على كراسي السلطة المزعومة يتجاهل السيد محمود عباس وزمرته التفاوضية بان بناء وحدات سكنية في مغتصبة"مستوطنة "صهيونية في الضفة الغربية أو القدس الشريف هو أفضل ألف مرّة بالنسبة لقادة الكيان الصهيوني من جميع اللقاءات والجلسات والمباحثات التي جرت بينه وبينهم, والتي إنتهت, وهو أعلم من غيره, الى فشل ذريع, وجاءت بما لا تشتهي سفن اللاهثين خلف الأوهام والسراب. وإن من سابع المستحيلات أن يتنازل الصهاينة ولو عن واحد بالمئة ممّا إغتصبوه لمحمود عباس أو من هُم على شاكلته. ومن الغريب والمعيب أيضا أن يتناسى البعض أو يتجاهل أن الكيان الصهيوني كلّه عبارة عن مستوطنة كبيرة بناها عُتاة الصهيانة وأسيادهم في أمريكا والغرب, وتحوّلت شيئا فشيئا الى"دولة"عنصرية لا تعرف غير منطق القوة والغطرسة وسرقة ونهب ما تبقى من أرض فلسطين باكثر السبل والوسائل عنفا ودموية وهمجية. وخير دليل على ذلك هو السجل الاجرامي والوحشي الطويل للكيان الصهيوني منذ نشأته وقبلها بكثير. ولا يوجد من بين القادة الصهاينة شخص واحد لم يرتكب, بهذه الشكل أو ذاك, جريمة أو مجزرة أو جُنحة أو إنتهاك ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. ومن المؤسف جدا أن البعض منّا ما زال يعيش في عالم الأوهام والاحلام الصبيانية ويؤمن, طبعا بسبب قلّة حيلته, بان القتلة والمجرمين من قادة الكيان الصهيوني الغاصب يمكن أن يتحوّلوا, من أجل عيون محمود عباس أو باراك أوباما, الى قدّسين ومصلحين ودُعاة سلام ومحبّة. بل على العكس تماما, فكلّما إستجداهم العالم وطلب ودّهم وغازل مشاعرهم اللإنسانية أوغلوا في جرائمهم وزادوا في تطرّفهم وبالغوا في دلالهم وإحتقارهم للآخرين. وللسيد محمود عباس اللاهث دائما وبلا بصيص أمل خلف سراب"السلام" مع مجرمي الكيان الصهيوني, أكثر من تجرية مريرة وفاشلة ومذلّة. وبفضل رجال سلطة رام الله وقلّة حيلتهم وإنعدام الشعور بالمسؤولية كلّيا لديهم أزاء حاضر ومستقبل شعبهم, تحوّلت القضيةالفلسطينية بكل تشعباتها وتغرعاتها ومعاناة شعبها المستمرة وشهدائه الذين لا يعدون ولا يحصون, الى مجرد مسألة إستيطان يجب تجميده لبضعة أسابيع أو أشهر كما يتمنى متوسلا السيد محمود عباس. وراح زعماء العالم كلّه, وعلى رأسهم عباقرة سلطة رام الله الغير شرعية, يستجدون ويتوسّلون بالمجرم بنيامين ننتنياهو لكي يأمر بوقف عمليات الاستيطان كبادرة حسن نيّة منه من أجل إستمرار مسرحية المفاوضات الغير ممتعة أصلا, وليكون لدى أمريكا موضوعا"شيّقا"تضحك به على ذقون الرأي العام العالمي. ومع إن الاستيطان يُعتبر في جميع القوانين والشرائع من الجرائم الكبرى إلاّ أن زعماء العالم"المتحضّر"يطالبون بل يتمنّون تجميده مؤقتا فقط, بدل منعه وإلغائه تماما وتفكيك جميع المغتصبات"المستوطنات"الموجودة حاليا. ثمّ ماذا لو تمّ تجميد الاستيطان مؤقتا؟ وماذا جنى السيد محمود عباس وفريقه التفاوضي من أكثر من عقد من الزمن لم يقتصر على المفاوضات واللقاءات والجلسات الثنائية والعناق والرسائل المتبادلة, بل تعدّاه الى الصداقة الشخصية والعائلية مع كبار قادة الكيان الصهيوني اللقيط؟ ثم ما هو موقع قطاع غزة من الاعراب في جملة المفاوضات العباسية الراهنة خصوصا في ظل التمزّق والتشرذم والتخندق الحاصل على الساحة الفلسطينية؟ mkhalaf@alice.it




الخميس٢١ ÔæÇá ١٤٣١ ۞۞۞ ٣٠ / Ãíáæá / ٢٠١٠


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق محمد العماري طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان