شبكة ذي قار
عاجل










استطاع الباطل أن يوحد إرادة واتجاهات الفعل لأكثر من ثلاثين دولة لغزو بلدنا تحت ذرائع ما انزل الله بها من سلطان. وأستطاع الغول الأمريكي الغاشم أن يفرض إرادته الشريرة على أحزاب ومليشيات وأفراد لا يجمعهم جامع ولا يربطهم رابط سوى الشهوة القذرة للسلطة وما سيتاح من خلالها من فرص الغنى الحرام على حساب ثلاثين مليون عراقي وعلى حساب سيادة العراق واستقلاله وعلى حساب دماء شعبنا العظيم. استطاع الباطل أن يضع في عربة العدوان والدمار مَن يصف نفسه ماركسي إلى جانب عمامة الفارسي ألصفوي المتعصب المتصعلك والسني التائه في دهاليز الظلامية، ومَن يصف نفسه بالعلماني وهو يتهالك في مسالك الخيانة والبؤس. فلماذا لا تستطيع إرادة الخير المؤمنة بالله وبالوطن وبحرية العراقيين أن تتوحد لتنجز مهمة طرد الاحتلال وعتق رقبة العراق ورقاب العراقيين وإطلاق رصاصة الرحمة على جسد الخنازير المتهالكة؟ لمَ لا تتوحد فصائل الجهاد ما دام طريق التوحيد هو الطريق الأوحد لتحقيق النصر في أقرب زمن وبأقل التضحيات والخسائر؟لمَ يصر البعض على استمرار الشرذمة رغم انه يدرك إدراكا إجماليا ومطلقا إن وحدة الفصائل هي الضمانة الأكيدة ليس فقط لتحقيق النصر بل هي أيضا الضمانة الأعظم والاهم لتحقيق أوضاع سليمة وصحيحة لمرحلة ما بعد التحرير؟ بعد مضي سبع سنوات على كابوس الاحتلال وما أفرزته الأحداث والتداعيات واتضحت كامل الصورة أمام أبصار وعقول العراقيين عموما وطلائع فعلهم الجهادي المقاوم الممثلة لجميع اتجاهاتهم وميولهم وانتماءاتهم الدينية والطائفية والعرقية, صارت ضرورة وحتمية التقاء فصائل الجهاد ليس رأيا أو اجتهادا يتقدم به المتحدث عبد الله الفقير أمام ربه أو غيره من أبناء العراق المجروحة كرامتهم وشرفهم وعزتهم، بل هو هدف مقدس يسمو على كل المسوغات والمبررات التي يضعها بعض رفاق العقيدة الجهادية أمام المحاولات الحثيثة والمطالبات الواسعة لتوحيد فصائل المقاومة الباسلة. إن المقاومين كلهم دونما استثناء هم عراقيون مؤمنون بالله سبحانه وانخراطهم في صفوف الجهاد هو التعبير الأعظم عن هذا الأيمان إلى جانب مقومات وأركان إيمانهم الأخرى . والمؤمن بالله وبالجهاد , والمؤمن بان وحدة البندقية المجاهدة هي الضمانة الأكيدة للنصر على أعداء الله وأعداء الوطن وعليه فان تحقيق وحدة المقاومة بإسقاط كل الذرائع التي تقف حائلا دون انجاز الوحدة يصبح جزءا لا يتجزأ من خط سير الإيمان والمؤمنين ويسمو على كل الاعتبارات الموضوعة على طاولة رفض وعرقلة الوحدة. لقد صار جليا أيضا إن تحقيق النصر التام بإرغام القوات الغازية على الهرب من بلدنا والذي سيؤدي بدوره إلى انهيار العملية السياسية الاحتلالية وذوبان رموزها الخائنة والعميلة تحت الرهبة من سطوة سراة التحرير والسقوط السريع والاندحار المؤكد لفلولهم في غضون أيام فقط بعد هرب حُماتهم من جنود الغزو المجرم لا يمكن أن يحققه فصيل لحاله دونما إسناد تام وتداخل خلاّق مع خنادق كل الفصائل وخاصة الفصائل الكبيرة المعروفة. وعليه فان مَن يكابر في الحفاظ على النمط الفردي أو النمط الجمعي الجزئي فانه يساهم دون أن يقصد بإدامة نزيف شعبنا واستمرار كابوس الظلم والجور الواقع على صدور ورقاب أهلنا من قوات الاحتلال وأذنابهم لأننا نؤمن بعمق بحسن نوايا المجاهدين بكل فصائلهم ولا تراودنا لحظة شك أو وهم في صدق جهادهم وإيمانهم بالله العلي القدير وبالعراق وشعبه كغاية وهدف لخط سير الجهاد.. الجهاد في سبيل الله وفي سبيل الوطن عمل إيماني بطولي متفرد يسقط ذرائع التكفير لمن سقط تحت وطأة هذه الذرائع مقتنعا أو واهما أو معاديا . الجهاد يطهر النفس الإنسانية ويرتقي بها إلى أرفع مستويات رقي الذات والتجرد من الأنا ويوحدها ببارئها وبشرف الغاية. الجهاد شجاعة وكرم يلتقيان في شخصية إنسان ينشد لقاء ربه فائزا بإحدى الحسنين فيتحول إلى كيان مؤمن لا يحق لأي كان أن يضع هذه الشخصية في خانة الكفر أو الشرك والعياذ بالله. البعثيون كانوا في السلطة يقودون البلد لخمس وثلاثين عام حصل فيها فعل وطني وقومي عملاق وحصلت فيها تداخلات محلية وخارجية وأخطاء وسلبيات لا يمكن لمسيرة شعب وأمة بهذا المدى الزمني إلا وان تقع فيها مع الإقرار بان تقدير حجم هذه الأخطاء والسلبيات لابد وان يختلف باختلاف المواقف السياسية من حزب البعث العربي الاشتراكي.. هذه حقائق .. غير إن ما هو حقيقة مطلقة أيضا هو إن البعث ومنذ يوم 9-4-2003، قد انتقل بقيادته الشرعية ومئات الآلاف من أعضاءه إلى قوة مجاهدة في الميدان العسكري وفي ميدان المقاومة المدنية. المنطق والحق والإنصاف ومخافة الله تقتضي إن يتم التعامل مع البعث وفقا لاستحقاقاته الجهادية وليس على أساس ما تشكل من مواقف قبل الاحتلال. ونحن كمناضلين في صفوف البعث ندرك ونعرف إن البعث لا يدعو ويجاهد من اجل وحدة المقاومين وفصائلهم إلاّ لأنه يريد تحرير العراق وإنهاء معاناة شعبنا والنزف المتواصل لدماء أبناءه. حزب البعث العربي الاشتراكي المجاهد المقاتل بدوره قد عبر الكثير من اتجاهات التقييم والمواقف السابقة التي اعتمدها إبان سلطته ليس لشئ بل لأجل توفير البيئة المناسبة لوحدة المقاتلين. البعث يدرك إن مرحلة مواجهة الاحتلال وما أفرزه من نتائج كارثية يقتضي وحدة الكلمة والمواقف لكل الذين يضمهم قاسم مشترك أعظم هو رفض الاحتلال وما نتج عنه والإيمان بان المقاومة المسلحة تسندها وتعضدها كل أنواع المقاومات الأخرى هي الطريق الذي لا بديل عنه لتحرير العراق أرضا وشعبا. ورغم التضحيات الجسيمة التي تعرض لها الحزب غير انه لم ولن يبدل تقييمه للأحزاب الطائفية العميلة الخائنة ولا لأشخاص باعوا ذممهم وضمائرهم لأطراف الغزو والاحتلال وشركاء الاحتلال من الدول المجاورة ودول الإقليم. وعليه فان الركون الجامد إلى تقييم ومواقف سابقة من الحزب يجب أن يوضع في الخلف لأن العداء للبعث والتمسك بأدوات العداء السابقة يضر بذات الإطراف المقاومة لأنه يضعفها ويوهن خطوها نحو التحرير لما للحزب من ثقل معروف جماهيريا وعسكريا. بكل المعايير, وكيفما دخلنا نحن كمجاهدين بعثيين أو دخل رفاقنا في فصائل الجهاد الأخرى فإننا سنجد أنفسنا أمام مخرج واحد هو إن وحدة المقاومة هدف لا ترتقي إلى قدسيته غير مقدسات السماء التي نعتد بها ونسلكها دربا للنصر أو النصر. لذلك نعيد مطالبتنا كبعثيين وكجزء من شعب العراق العظيم إلى كل قادة ومسئولي الفصائل وأصحاب الرأي والمشورة فيها إن يتوكلوا على الله ويعانقوا قدسية وحدة الفصائل وعلينا جميعا إن نفهم إن التاريخ والشعب لن يرحمنا ولن يقبل السقوط في شباك وحبال الجزئيات على حساب الهدف المقدس. الله اكبر والنصر لمقاومتنا البطلة بكل فصائلها الجسورة والعز الدائم لكل الرجال الحاملين لألوية المقاومة التي هي رجاء العراق والعراقيين ولا رجاء سواها. aarabnation@yahoo.com




الاربعاء٢٠ ÔæÇá ١٤٣١ ۞۞۞ ٢٩ / Ãíáæá / ٢٠١٠


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق أ.د. كاظم عبد الحسين عباس طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان