مدخل :في 29 أيلول كتبت هذه المقالة في بغداد واليوم تعاظم البلاء والصراع على الكرسي يؤجج البلاء ويذبح العراقيين من الوريد إلى الوريد .. فإلى متى سيستمر هذا الوضع ومتى يستيقظ الناس من غفوتهم ومتى تتوحد الجهود للإطاحة بهذه العذابات؟. المقال :ينزعج العراقي من العنف، فقد أذاقه هذا العنف الكثير من المآسي والمصائب والفجائع، وهو بعد هذا كلّه، ليس من طبعه ولا جبلّته.العراقي مجبول على حبِّ الخير وحبِّ الاستقرار وحبِّ الآخرين ولكن الظروف، التي مرّت وتمرّ به جاءت على غير ما يشتهي ويحبُّ ويريد.ومن مظاهر العنف، في نظره، ما تفعله الشرطة والجيش الجديد من رمي الرصاص حين مروره في الشوارع وما يحدث ذلك من إرعاب وإرهاب.الجميع يوجه فوهات بنادقه إلى صدرك ولا تعرف من أية فوهة سينطلق إليك الموت ويجعلك في خبر كان، ولا تدري في أية لحظة يأتيك الناعي لينعى لك ولدك أو صديقك أو أحد أقاربك أو أصدقائك أو معارفك.. قوات الاحتلال توجه فوهات أسلحتها أو ترمي عليك طائراتها الأقراص الحرارية.. الجيش الجديد يوجه إلى صدرك بنادقه الخفيفة والمتوسطة وألسنة منتسبيه وكذلك تفعل الشرطة.. رجال الحمايات والحراسات الخاصة يوجهون فوهات مسدساتهم إليك.. أفراد العصابات كذلك وأنت مهدد منهم بالقتل أو الاختطاف ودفع الفدية التي لا تملكها لا أنت ولا عشيرتك كلّها.. الإرهابيون الذي تعرف من يصنعهم ويطلقهم تجاهك.. رمي من دون داع ولا هدف إلا إشباع رغبة الرامي وأنه يريد أن يقول للناس إنه يمر وإن عليهم أن يخلو الطريق له وان يختبئوا فهو ملك الشارع ومالكه.والواقع، أن أمراً صدر من وزير الداخلية منع الشرطة من رمي الرصاص عند مرورهم في الشارع، وعزز هذا الأمر عدم رضا رئيس الوزراء على هذه الظاهرة وشجبه لها، ولكن، مع ذلك، لم ينفذ أحد هذين الأمرين اللذين من المفترض أن يكونا ملزمين، وما قيمة أوامر لا تجد من ينفذها، إذا لم يزدر بها. إن هذا، في ملتي واعتقادي، لا يعني إلا أن الشرطة، لعدم ضبطها وانفلات تنظيمها، تفعل ما يحلو لها، لا ما يريد الوزير أو رئيس الوزراء أو الناس الذين تؤذيهم هذه الظاهرة ويؤذيهم منظر السلاح المصوب إلى صدورهم، وكأن الشرطة والجيش قوات احتلال والمواطنين أبناء بلد تحتله هذه القوات، وهذه القوات جميعها هي من يخلق الفوضى ويجعل المجرمين يستهترون بحياة المواطنين ولو كان عندها شيئا من النظام والالتزام والضبط لما حصل ما حصل ويحصل للمواطنين. ولكن الأنكى من ذلك كله أن تستوقفك دورية محتلة وتقول لك: ماذا تفعل هنا والى أين أنت ذاهب؟ وهذا السؤال ينبغي أن توجهه أنت لهم لا أن يوجهوه هم لك ما دامت حكومتك "الرشيدة" تتمشدق أمامك وأمام العالمين بأنها صاحبة السيادة على الأرض!! إن الحكومة، إذا أرادت القضاء على هذه الظاهرة فعلا، فينبغي عليها أن تقوي مبدأ الضبط العسكري بين أفراد أجهزة الشرطة والجيش وتوقع بالمخالفين والمتجاوزين عقوبات صارمة وإذا هي لم تستطع أن تفعل ذلك فمن المضحك أن تطالب المواطن بمحاسبة هؤلاء والحصول على أسمائهم وإخبار مكتب وزير الداخلية أو رئيس الوزراء بها، لأن ذلك مما لا يعقل ... وحدث العاقل بما لا يليق فان صدق فلا عقل له..وطاخ طيخ .. طاخ طيخ .. طاخ طيخ ..