الحقيقة الاولى وهي الحقيقةالواحدة القائمة و التي مفادها أن ما لم يقدرعليه المستعمرون في السابق وسوف لا يقدر المحتلون وأقزامهم اليوم عليه وهو محو من عقل العراقييون حقيقة إيجابية واحدة وهي إننا توارثنا الوطن عبر الاجيال ومعه توارثنا ثقافة التعدد الديني والطائفي والقومي والسياسي ولم نتوارث معهاالاختلافات والخلافات معها و بها, ولكنها جاءت مع الاحتلال في عام 2003وزرعها في نفوس ضعيفة ونفوس بسيطة.وقد تعايشنا في إختلافات فكرية شيوعيون وبعثيون وقوميون وإسلاميون وحتى متطرفون ولكن لم يُصنف العراقيون على الدين أو المذهب أو القومية لا في الادب السياسي ولا في التصرف اليومي لهذه القوى الوطنية في السابق, وبقى العراقيون داخل سياج الوطن يزرعون شتى الافكار والمذاهب السياسية وبقى حب الوطن والشعب وإيماننا بعراقيتنا منهجً وسلوك مقدس. لم يخرجنا من وتوارثنا هذه الحقيقة من إتزاننا العقلي ولا صفائنا بالمشاعرفلا تشويهي واقع العراقيون يا نائبة في الحكم ومروجة الافكار الطائفية, ولكي تكون لكم كلمة لابد أن تكون محترمة ومقبولة لكي على الاقل تحافظون فيها على صفتكم الزائفة و التي وهبها لكم المحتل بكونكم نواباً .صدق الرسول الكريم (ص) في قوله المأثور والعظيم ((رحم الله إمرءٍ عرف قدر نفسه))!!. وقدكان العراق وسوف يكون, ولكن سوف يكون بعزم أبنائه الذين لهم الانتماء الحقيقي وبالجنسية الورقية أيظاً وعلى مدى وجوده يحمل صفة ذهبية واحدة وهي حب الوطن الجامع المشترك لكل عراقي حقيقي والذي لاجدال عليه,وأما الدين والمذهب و القومية فكل القوى الوطنية الشريفة كانت توظفها لتعزيز الوطنية وليس لتمزيقها كما هو حاصل اليوم.وقد تميزت المرحلة من ثورة17تموز 1968 ولغاية 2003 بإحتلال العراق بإنها مرحلة تعززت الوطنية فيهاووصلت الى قدسيتها بمستوى الشهادة فقد كان الشعار في فترة العدوان الايراني على العراق بين عام 1980 ولغاية 1988 وطنك شرفك و من لا يدافع عن الوطن لا شرف له,فبماأن الشرف واحدً في المعنى فقد كان سبباً لوحدة العراقيين في الدفاع عن الوطن الواحد,ولانهما(الشرف و الوطن) واحدُ في المعنى و الجوهر فقد ربطت قيادة العراق المخلصة أنذاك بينهما ربطاً جدلياً لصيرورة الوطنية الحقة ,فليس من السهولة أن ينجح من كان في فك هذه الجدلية التي تظهر في حديث وسلوك العراقيين اليوم. ومهما أختلفنا فكرياً وسياسياً لم نصل في أية مرحلة من المراحل بهذا الانحدار الخلقي والوطني لمرحلة أن يتفوه ممثل عن السلطة التشريعية بإننا مقسمون في الحقوق حسب الدين والمذهب و القومية.إننا نؤمن وبعمق بإن الاختلاف في الدين والطائفة والقومية لا تفسد الولاء للوطن,وإن هذا الايمان كان في كل المراحل السياسية التي عاشها العراق وكنا متوحدين عند تجابه العراق معضلة كالعدوان أو المؤامرات لان الخطر سيصيب ويضر الاديان والمذاهب و القوميات ,وأيظاً كنا متوحدين بالانتصارات فنصر التاميم في 1حزيران 1972 زرع الفرحة والنصر في كل الاديان والمذاهب و القوميات ويوم النصر العظيم في 8/8/1988كان نصراً لكل الأديان والمذاهب والقوميات في العراق الا من ارتيط بأجندة الاجنبي , إلا القلة الشاذة عن الحضن الوطني وهم موجودون في كل وطن وبين كل الشعوب في العالم وهولاء قال عنهم الامام علي(ع): (إيّاكم والفرقة فإنّ الشاذّ عن أهل الحقّ للشيطان, كما أنّ الشاذّ من الغنم للذئب) .وكذلك الالاف من الطلبة العراقين الذين وفدوا للعالم في العهد الوطني وخلال العقدين السابع والثامن من القرن الماضي وعادوا الى الوطن علماء كانوا من جميع الاديان والقوميات والمذاهب.. اليست هذه حقائق عشناها و عاشها الشعب وحتى الجاحدين وأعداء العراق. وكنا نتوحد وبالاخص في رموز المراحل الوطنية والادبية والعلمية والفنية كلها, ولما أكتشفنا أن هذا التقسيم الديني والطائفي والمذهبي ورقة ممكن أن يلعبها الاجنبي إتفقنا كعراقيين أن نبحث عن مظلة وطنية تحافظ على وحدتنا وقوتنا فكانت الجبهة الوطنية والتقدمية في عام 1973ولكن وبسبب عوامل ذاتية تخص الثورة وعوامل موضوعية تداخلت وأضعفت هذه الجبهة ولكن ظل العراق بأديانه وقومياته وطوائفه موحداً وحتى بعد الاحتلال ,ولكن إستدراك المحتل لتنامي قوة المقاومة العراقية البطلة الموحدة ضد الاحتلال والالتفاف الشعبي الموحد حولها جعله يضيف الى ستراتيجيته في العراق مخطط لتقسيم العراق دينياً وطائفياً و قومياً وتحت كذبة الديمقراطية والفيدرالية, وتعالت الصيحات بخطابات عملائه تارة بإستقلالية المحافظات وتارة بإقامة الاقاليم الطائفية وتارة بالفيدرالية القومية,ولكنهم فشلوا في كل هذه المخططات بسبب الشعور الوطني للعراقين والذي كان الفضل لدور البعث الخالد الوطني والقومي في حملة التثقيف بالثقافة الوطنية والقومية وعلى مدى 35 سنة والذي حول هذا العراق الذي يحاولون تمزيقه اليوم الى كتلة واحدة مرصوصة بحب الوطن والشعب والامة والانسانية,ولكنهم نجحوا مع أحزاب السلطة وبدليل عجزهم على أيجاد مشترك وطني واحد بينهم يسهل تشكيل حكومتهم,فالذي يراقب تصريحات أبناء الشعب العراقي من الشمال وحتى الجنوب كلها تلتقي في التأكيد على وحدة العراق الا يحق أن نستنتج أن أحزاب السلطة الطائفية والعرقية في وادي والشعب الموحد في واد اخر.ومن لا أصل له لا يمكن أن يستمر وتحق بحقه المقولة العراقية الشعبية(لاحظت برجيلها ولا خذت سيد علي) ومع ذلك أقول لهولاء والله هو الهادي إرجعوا لشعبكم وأصولكم التأريخية العظيمة عسى أن تشفع لكم في توبتكم والله هو الغفور الرحيم .. الحقيقة الثانية الحقيقة الثانية تكمن في الاحقية التي تمتلكها هذه الحكومات(الاربعة التي مضت وكذلك الخامسة القادمة) أي في مقدار شرعيتها في ظل غياب تام للاستقلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والذي هو بسبب الاحتلال الايراني والامريكي لكل العراق سواء عبر تواجد عسكري منظم أو تواجد ميليشوي وسيطرت نفوذهما على كل مؤسسات الدولة عبر أتباعهما.ألذي أريد أقوله أن صيرورة التطور التأريخي والسياسي للعراق خلال هذه السنوات السبعة العجاف تدل على وجود أزمة عميقة تتحكم في كل مفاصل الحياة في العراق وتتنامى بشكل مخيف بل أستطيع أن أقول إنها تتأصل سواء في مفاصل الدولة أو المجتمع ,لان عملية التثقيف الجارية وخلال هذه السنوات وتهدف الى زرع مفاهيم سياسية وإجتماعية وحتى علمية وغريبة عنا كعراقين سواء كان ذلك عبرالتثقيف المدرسي أوالجامعي أوعبر نشر ثقافات غريبة عبروسائل الاعلام المختلفة وخاصة العراق يعيش اليوم تحت رحمة صحف كثيرة ورخيصة وخطورتها على أخلاق المجتمع لا تقل عن خطورة ثقافة الاباحيات والتحلل الخلقي وقد تكون أخطر منها .لان نشر ثقافة التحلل الخلقي(الاباحية وتعاطي المخدرات و الشذوذ الجنسي ) قد يوجد من يقف بوجهها من مؤسسات دينية وإجتماعية ولكن نشر الثقافات اللاوطنية كالمذهبية والعرقية لايوجد من يقف أمامها سوى حوارات فردية أو لمجموعات وطنية بالتأكيد تكون محدودة في التأثير.وأما العلمية فيمكن مراقبة عمل وزارة التربية والتعليم العالي وعندها يمكن لاي مراقب أن يدر ذلك .فتدهور المستوى العلمي في المدارس الثانوية سواء من خلال إعتماد الطلبة وبالاخص في الصفوف المنتهية بالنتائج على جهود التدريس الخصوصي وغياب تأثير التدريس الصفي وتفشي الرشوة في تغير نتأئج الأمتحانات وتأثيرات الاحزاب على كل ذلك ,وكذلك الاستمرار بسياسة مغلوطة في السماح للمشاركة لاكثر من مرة في الامتحانات وخاصة للصوف المنتهية والذي يؤثر سلبياً على المستوى العلمي في التقديم للجامعات والى جانب الكثير من السلبيات الخطيرة تتعلق بالتعليم الجامعي التي باتت واضحة ولا تحتاج الى القاء أي ضوء عليها لان هذه الظواهر السلبية والخطرة في التعليم تفصح عن نفسها بسلوكيات يومية خطرة. إنه أذا صح التعبير طوفان شامل سيغرق العراق بهذه الثقافات اللاوطنية والشوفينية والعنصرية واللاعلمية والتي ستزيد من تمزيق وحدة الشعب العراقي وفي نفس الوقت ستغير من سمعة العراق العلمية وتشوهها أيظاً والتي كان يتمتع بها العراقيون وخاصة في المستوى العلمي العالي للطلبة العراقيون. وبالتأكيد أن كل هذه الظواهر الخطيرة التي سييتها الثقافات الغريبة واللاوطنية واللاخلاقية تستفيد منها أحزاب السلطة وتغذيها لانها تخلق لها الارضية الوحيدة لتعطيها الشرعية في البقاء في الحكم و التي هي تفتقدها تماماً. إن الدولة الوطنية كانت موجودة ومنذ تأسيس الدولة العراقية وبالرغم من مرور العراق بمراحل الانتداب ومن ثم عصر المعاهدات التي أفقدت العراق أستقلاله الحقيقي,ولكن الوطنية بقت علامة مميزة للنضال الشعبي العراقي, وبعد ثورة 14تموز مر العراق بمراحل شهد الحكم فيه الكثير من الديمقراطيات,ولكنه لم يشهد مرحلة يكون نظام الحكم فيه فاقداً للشرعية الحقيقية مثل ما يعيشه العراق اليوم بعد إحتلاله في عام 2003 .إن أزمة الشرعية أو وطنية الحكم اليوم في العراق,تكمن في أزمة الشرعية في الاحزاب الحاكمة في العراق اليوم وبالتالي هي أزمة في كامل النظام السياسي العراقي الحالي والذي أوجده المحتل,وأن جذور الازمة تكمن في الاحقية وقدرة هذه الاحزاب أخلاقياً و قانونياً في تمثيل الشعب العراقي,ويمكن تبيان ذلك من خلال الشرعية التي يمتلكها هذا النظام الجديد والذي أٌنشأ في ظل الاحتلال ونفذه وفق أجندته الخاصة بمطامعه في العراق والمنطقة..