كتبت مقالات كثيرة أهاجم فيها السيد المالكي واكشف عوراته وما اعتقدت أنها عورات كل عميل جاء متسللا ومتخفيا خلف الدبابة الأمريكية وفي الحقيقة فان سحابة داكنة كانت تحجب عني الحقيقة مع قدر من التضليل الذي مارسته على ذهني وسائل الإعلام مثل الفيحاء والغدير والعالم والعربية والعراقية والحرة العراقية وشقيقتها الحرة الأمريكية وغيرها كثير..فالرجل ماكان يستحق تلك الصورة المفعمة بالتشويه والتزييف والمبالغة والحقد الطائفي والسياسي وماكان ينظر له باعتباره عميلا. الآن صرت أرى زيارته لقبور قتلى جيشنا الأمريكي وقراءته الفاتحة على أرواحهم الزكيّة عملا إسلاميا علويا يستلهم قيم الأئمة الأفاضل وعقيدة السلف الصالح وروح الإسلام السمحة التي تحظ على الاعتراف بالجميل وعلى الإحسان للصديق قبل الشقيق ولاشك أن هذه الزيارة إن تؤكد شيئا فهي تؤكد إسلام السيد المالكي وتعمقه في أحكام القرآن وتدبر معانيه بعد أن عاش العراق طويلا تحت حكم الكافر صدام ورفاقه وصار شعبا ملحدا غارقا في الموبقات والمحضورات والمنكرات . ولا استبعد أن السيد المالكي بذل جهودا لإقناع الأخ بوش والأخت كونداليزا رايس والعم رامسفيلد بدخول الإسلام ، فليس مجيئهم إلى بلاد الرافدين وصرف أموالهم هناك إلا مؤشرا على إعجابهم بديننا ورغبتهم في فعل الخير وانتباههم في ضيق الدنيا وفنائها مقابل رحابة الآخرة وخلودها. ماايقظني على هذه الصورة أمرين اهتز لهما فؤادي ولم استطع إخفاء سعادتي بهما : اولا / الأموال التي قدمها سيادته للإخوة الأمريكان مؤخرا لقاء مس معنوياتهم حين غزى صدام الإمارة الكويتية الأمريكية العظمى ، فالإمارة الكويتية تابعة أصلا وتاريخيا للأشقاء الأمريكان وثمة وثائق تشير إلى كونها إحدى محافظات هذا البلد الصديق قبل أن تعزلها عنه بريطانيا بل أن عائلة بوش في دفاتر الحالة المدنية هي عائلة صباحية واسمه كاملا : جورج دابليو بوش بن الصباح ...فالأمريكان استاءوا كثيرا لما فعله صدام حين أتى غازيا بلدهم أو إحدى محافظات بلدهم وبالتأكيد فهم يستحقون تعويضا مجزيا واعتذارا رسميا عميقا وهو ما فعله السيد المالكي بالنيابة عنا جميعا..وهو بذلك شرفنا ورفع رأسنا عاليا وأظهرنا أهل حق وعدل وإنصاف..أظهرنا امة تحترم نفسها ويصح عليها قول الله عز وجل أنها خير امة أخرجت للناس...ولمن لم يقنعه كلامي أو رأى فيه شيئا من عدم الجدية لاسمح الله أقول له : ماذا لو لم يقم السيد المالكي بهذه الخطوة..؟؟!!..ألا نكون في وضع أخلاقي صعب جدا أمام إخواننا الأمريكان والعالم ؟؟؟ ألا يحق لأصدقائنا الأمريكان والذين أعادوا الإسلام إلى العراق بعد طرد البعثيين الكافرين أن يعتبروننا غير جديرين بصداقتهم لنا..؟؟!..وإذا فكروا في هذا الاعتبار فهي طامة كبرى.. لأننا صرنا نضع نضاراتهم على عيوننا ونمشي باخصارنا مثلهم ونستمع إلى الموسيقى كما يستمعون الخ الخ الخ..حين لايعتبروننا جديرين بصداقتهم سيحرموننا من كل شيء..من كل شيء..ونعود إلى البداوة التي كنا فيها زمن صدام الهدام. كل الشكر لك سيدي المالكي على وطنيتك وغيرتك على البلد والوطن والدين وعلى شجاعتك..هكذا يكون الزعماء عبر العالم أو لا يكونون..لقد أحسنت واجزيت لمن أحسن وأجزى..ولما كان للأمريكان فضل على العراق فانه يجب أن يكون للعراق فضل عليهم..الشر بالشر والخير بالخير والصديق من لايعز على صديقه مال الدنيا.. فكيف إذا كان الصديق أمريكا..؟!!..وإذا كان على رأس أمريكا الرجل الحنون والعطوف والنبيل والتقي بوش أو اوباما..فكلهم أتقياء ونبلاء. ثانيا / ماقامت به قواتنا العراقية والأمريكية فجر اليوم في الفلوجة : إنزال جوي رائع وجميل واستعراضي كما في الأفلام ، وقتل بعض الكلاب السائبة التي تتجول في المدينة وتقلق راحة أهلها. معلوم سيدي أن هذه الكائنات تحمل فيروسات ويجب التخلص منها ، فالمدن الأمريكية لاتجد فيها حتى الذباب بل أنهم (الأمريكان) جعلوا للذباب مدنا خاصة حتى لايختلط بالبشر وهنا أرى أنكم استفدتم من تجربتهم في التحضّر لكن بقي لكم أن تعينوا وزيرا دعويا مهمته إحداث مدن للحشرات والقطط والكلاب على الطريقة الأمريكية وأكيد أن أصدقائنا لن يبخلوا عليكم بالمشورة. لكن عندي أمنية : منيت لو وجه السيد المالكي إحدى فرق الكومندوس هذه للإرهابيين ، ليس الكلاب فموضوع هؤلاء تمت تسويته ، والدور آت على الصراصير والذباب والقطط والضفادع والنمل ، وإنما اقصد تحديدا صغار الإرهابيين من البشر ورضّعهم ، شيوخهم وعجائزهم ، لان الرضيع الإرهابي اخطر من الكهل ، والعجوز الإرهابي (ة) اخطر من الشاب ، فالأول نبتت فيه جينة محاربة أصدقائنا الأمريكان وإحراجنا معهم ، بينما الثاني يحمل في جعبته فن الإحراج وتجربة الحرب. لكن ماذا نفعل بالفلوجة أصلا وفي أي شيء يمكن أن نستحق هذه المدينة وأهلها..؟؟..نحن مقبلون بمساعدة أصدقائنا الأمريكان على تأسيس مدن مثل نيويورك ونيويودجرزي وباسادينا وسالت ليك سيتي وووو...مدن ملئ بالجوامع والاحمرة والعربات المجرورة والمقاهي وموسيقى أم كلثوم وفريد الأطرش هذه اصطبلات وليست مدنا...وهي تشوه صورتنا عند أصدقائنا. وهنا انصح السيد المالكي إلى استغلال وجود أصدقائنا بيننا وتسوية الفلوجة بالأرض والى الأبد ، بأهلها وجوامعها وبعوضها..ولن يستطيع احد الاعتراض أو مجرد الاحتجاج ، فالعربان جبناء كلما تضرب كلما تطاع إذ لوكانت فيهم همة لأحرقوا العراق كله حين ضربت هذا الفجر ولكن لايتقنون إلا دفن موتاهم والعويل!. عاش المالكي .. وليسقط العراقعاش السيستاني .. وليسقط العراقاستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيماعذروني .. رجاء ! Whamed6@gmail.com