أيها العرب ربما سأغفر لكم لأنكم سجنتمونيوربما سأغفر لكم لأنكم جوعتمونيوربما سأغفر لكم لأنكم أعطشتموني وسرقتم التاج منيولكني أقسم وأقسم أني لن أغفر لكم لأنكم عريتمونيوكشفتم عورتي أمام العالم وجعلتموني مثل الزانية .. أيها العرب لا أريد بعد اليوم منكم أية قصائد شعر ..لا قصائد حب.. لأنكم زناة وعهرة لا تعرفون الحبولا قصائد رثاء.. لأنكم قساة وظلمة لا تعرفون الرحمةولا قصائد فخر ومديح.. لأنكم لم تبقوا لي ما يمدح ..أيها العرب لا أريد منكم أن تضيئوا حولي الشموع والقناديلأن الظلام الذي فيكم طغى على نور الشمس نفسهاولأن الظلام الذي زرعتموه في نفسي لا نهاية لها .. أيها العرب لا أريد أن تخضبوا يداي وقدماي بالحناءفجسدي كله قد خضب بدماء اطفال بغداد الزكيةأيها العرب لا أريد أن تزرعوا حولي الورود وأشجار الليمونلأن رائحة أفعالكم النتنة غطت على عطر زهور الدنيا كلها ..أيها العرب لا أريد أن تنطقوا أسمي على لسانكم وشفاهكملا أريد لحروف أسمي أن تختلط بالرائحة الكريهة من أفواهكم....أبعدوا عني .. أتركوني .. أنسوني .. لم أعد بغدادكم ..أذهبوا الى مدن العالم وغنوا لها وأقبضوا الثمن ..وأنا سأبقى هنا اقاوم في التراب لا أرجو منكم شيئاً ..سأنتظر رحمة من السماء سأنتظر يد الله التي ستنتشلني من افعالكمتمسني فتعود لي طهارتي ويذهب عني العاروستحملني الى عرشي وتعيد لرأسي التاج ..وسأعود كما كنت .. سأعود بغداد ..قبلتكم ايها الاوغاد ...عندها سترجعون كلكم الي .. ستندمون وستتوسلون رضاي ..عندها ماذا ستتوقعون مني ؟ هل هو الغضب أم الأنتقام ..هل هو السخرية منكم أو الجفاء ؟أنه ليس هذا ولا ذاك .. أنه حب الدنيا الذي سأغمركم به وأخذكم في الأحضان سأحضنكم جميعاً بلا تفرقة لأني أنا بغداد.. ولا أستطيع أن أكون الا بغداد