طالب سكان أستراليا الأصليين (Aboriginal) ،، البرلمان الأسترالي بتقديم أعتذار رسمي لهم عن الآذى الذي لحق أجدادهم قبل أكثر من قرنين على يد البريطانيين!!،، رغم أنهم لم يدركوا ما حدث آنذاك ،، أما في العراق ،، فأن (الفنان) العراقي الذي شهد الدمار والآذى الكبير الذي خلفه الأحتلال على مدى سبع سنوات مضت ،، يصفه بـ (الفجر الجديد)!!. تنشغل قناة (البغدادية) هذه الأيام بالتطبيل لما عرض في رمضان من برامج ،، التي نالت رضا (وأحسان) حكومة المنطقة الخضراء بكل تأكيد ،، وخصوصاً برنامج (خل نبوكا) ،، الذي تم انتاجه لصالح جيش المالكي على حساب كرامة وهيبة الفنان العراقي ،، ومن المؤكد أن الكرامة لم تعد ذات أهمية بعد أن طعنت مصداقية الفنان ،، فالمتابع للأمسيات التي جمعت (الفنانيين) الذين قاموا بإدوارهم في مسلسلات بيوت الصفيح ،، قنبر علي ،، ويستمع للنفاق والتملق يصاب بخيبة أمل ،، إلى الدرجة التي جعلتني أتوقف طويلا لإنتقاء كلمة معبرة أصف بها ما شاهدته وسمعته ،، فلم أجد أفضل من كلمة ،، (مهزلة)!!،، وربما أكون قد قللت من شأن (المهازل) بعد أن شبهتها بما هو أدنى منها بكثير ،، لأن المهزلة تأتي بثوبها بلا تستر أو تخفي ،، لكن ماظهر هو النفاق والدجل متستر بثوب التظلم ،، فكمن يسعى لتحليل الزنا ،، أو يجعل السرقة من الأعمال الصالحات ،، حاول المشتركين بتلك الأعمال أن يتلحفوا بالوطنية ،، ويعتبروا ماقدمته البغدادية عمل وطني كبير ،، جسد واقع حقيقي في حقبة مهمة من تاريخ العراق!!،، رغم أنهم (وأقصد الفنانيين) شاركوا بإخفاء جانب كبير من الحقيقة (متعمدين) ،، وشوهوا معالم الواقع ،، وسرقوا إيجابيات تلك الحقبة (وهي كثيرة) ،، وبالنتيجة ،، طعنوا العراق كما يريده أعداءه ،، ليبرروا الأحتلال ويظهروا له محاسن ،، بعد أن عجز المحتل عن أيجاد المبررات التي تشرع الغزو الذي قتل وشرد الملايين ،، فأين رسالتهم الفنية ،، وأين مبادئهم ،، بكم من الدولارات وضعوها تحت بساطيل الأحتلال ونعل ملالي إيران (الصفويين) ؟!،، لا بد أن يكون ثمن بخس ،، فالثمن على قدر صاحبه. رغم سقوط أقنعة الأمس القريب ،، فمن المؤكد أنهم يحتفظون بها لغد أقرب!!،، فهذه سنن المنافقين ،، وأصحاب الوجوه المتعددة ،، فمن كنا نظنهم (قدوة) للمجتمع ،، ومثالاً للمصداقية ،، باتوا لايستحقون ذلك الظن ،، ولا يرجى منهم خيراً ،، بعدما جهرت حفنة منهم بالنفاق ،، فمع الاسف أن يصبح (الفنان) بهذه المنزلة ،، ومع الأسف أن يفقد الفن العراقي بريقه على يد من سيسوا الفن لصالح المنتفعين ،، وحولوه إلى أداة رخيصة تروج لإعداء الوطن ،، فهل شاهد أحد يوماً عملاً فنياً يبرر أحتلال ؟!،، ويصفه بـ (الفجر الجديد)!!،، إلا بتلك التي قدمتها قناة البغدادية المأجورة ،، فأين أنتم من سكان أستراليا الأصليين ؟!،، فتاريخهم يعود لمئتي عام ،، وحضارة العراق تعود لـ لألاف السنين ،، فأن لم تتعلموا من الحضارة ،، تعلموا من الـ (Aboriginal).