صراع الانسان مع الانسان والخير مع الشر هو جزء من صراعات الحياة على مدى الخليقة ومنذ ان خلقها الله عزوجل لكن لكل موقف انسانيا مجال معين في هذه الصراعات وقد تنتج عنها نتائج ايجابية او سلبية حسب نوع وشكل الصراع وكذلك شخوص الصراع وتفهمهم للمشكله وهنالك فرق في المشكلة قد تكون انسانية او دينية او عرقية او مرتبطة بتكوين البشر في المكان الجغرافي المعين ..لذلك كان الشاعر الانكليزي شكسبير دوما بارعا في وصف المشاعر الانسانية من خلال شخوصه المسرحية في كل مسرحياته منها التراجيدية والكوميدية ولكل عمل مسرحي هنالك حوار يحمل في طياته تكوينات الشخصية وابعادها من الناحية الاجتماعية والنفسية والطبيعية وغيرها والتي قد تكون جزءا من الواقع وقد تكون تنطبق على قصص من واقع اخر قد لم يعشه شكسبير لكنها رسالة انسانية للمجتمعات من فلسفة تكوين الشخصية الانسانية بتركيباتها من كل المشاعر المرتبطة بتركيبة الانسان لذلك استطاع في اغلب اعماله ان يكون او ينطبق عليه وصف انه محاميا بارعا ومدافعا عن الانسانية ومعانيها الكاملة في وصف تركيبة الانسان وكان احيانا يتحدث في الواقع واحيانا من نسيج خياله والخزين والتراكمات التي عاشها وخرج منها باعمال كانت تتحدث عن العمق الانساني في الشخصية . وعلى سبيل المثال من خلال مسرحياته التراجيدية وكما في : شخصية (مكبث) ( صراع الانسان والوقوف على الحد الفاصل بين الخير والشر ) شخصية( الملك لير ) كان بارعا في( وصف مشاعر الحقد والظلم والنفاق والنميمة والخديعة ) مسرحية ( تاجر البندقية ) (واصفا مشاعر التفرقة واضطهاد الانسان للانسان بكل الوسائل) . ورائعته مسرحية (هاملت ) (صراعات الشخصية الانسانية والقدر المحتوم والتامر ومشاعر الانتقام والسلوك العدواني لدى الشخصية الانسانية) .. ومسرحية( العاصفة) ..(ووصفه لمشاعر السماح والتسامح والغفران) .. وغيرها من المسرحيات التي كان بارعا في دراسة مشاعر الشخصية الانسانية وتاثيراتها على المحيط وعلى ذات الشخصية وانعاكسها في تصرفاتها ..ونراه في اعظم قصة حب كتبها والتي حملت كل مشاعر الانسان في الحب والتضحية والدفاع عن حدود المشاعر الصادقة ورفض كل الاضطهاد والظلم والجور وان كان ياتي من العائلة احيانا وكما كان في مسرحية ...مأساة روميو وجوليت ... ومن الاخير من روميو وجوليت وعلى لسان روميو .. قال ...(ربما يأتي اليوم الذي يستطيع فيه ,هذا الحب ان يطهر الحب الموجود في القلوب ) ... كان حبيبين من مدينة ( فيرونا الايطالية ) وهي التي حملت اعظم احداث هذه القصة التي تشكل منعطفا مهما في تراجيديا الحب لتتحول وتكون نموذجا يقتدي به من يعرف معنى الحب في الحياة ولاتنطبق على حب في القصة الغرامية فقط بل مشاعر الحب وتطهير القلوب من الكراهية والعنف والحقد بكل اشكالها لتتحول الحياة الى حديقة تجمع الانسان مع اخيه الانسان تحت مسميات الحب باشكاله في الحياة ..كانت قصتهما انهما احبا بعضهما دون الرجوع الى خلفية صراعات عائلتيهما منذ زمن بعيد حاولا أن يكونا بذرة تنبت ثمرة جديدة لتورق اواصر جديدة تزيل ركام الصراعات والحقد والقتل والكراهية .لكن عملية الصراع في هذه القضية كانت مآساة اكثر منما هي قضية تشكل عصب في الحياة ليتحولا المحبين دون الاستمرار في الحياة ومن خلال خديعة اهليهما الى ضحية موتهما خلد ت في التاريخ الانساني ولتكون الجسر للانطلاق نحو الغاء الكراهية والحقد والقتل وطي صفحات من الماضي الذي لايشكل شيئا للاطلاق نحو المستقبل للاجيال ليعرفوا معنى الحب بكل اشكاله ليحولوا الحياة الى حديقة من حب الانسان لاخيه الانسان والابتعاد عن الغل والكراهية والتاريخ الدموي وقد يكون ذلك التاريخ مزيفا من اجل احقاد ليس له فيها الانسان الحاضر سببا لتخلد ..لكنها احقادا يراد من بعض شخوص الشر استمرار القتل والكراهية والدمار للبشرية التي خلقها الله باحسن خلق كما خلق الانسان باحسن تقويم ...ولنقول من خلال اشواك الخطر نحاول ان نحصل على زهور الحب والسلام والمحبة ..هكذا هي مآساة الحب الصادق بكل معانيه الذي يحاول ان يتجاوز كل الخلافات وكان سببا للوصول الى السلام والوفاق وتطبيب القلوب بين عائلتيهما.. وكما هو التاريخ العربي يذكرنا في قصة( قيس وليلى) حيث الحب الصادق وقوته بينهما ووفاتهما تتطلعت العائلتين لتوقف نزيف الدم الذي طالهما هذه القصص وغيرها كثيرة تشكل ادلة وآيات للانسان ليتعض من هذه الحياة ليفرق بين الخير والشر ويفرق بين نوايا الانسان وتركيبته ويحلل كل شخصية يراد التعامل معها في اي مجال .. من خلال ماتقدم من نموذجين من التاريخ الانساني كنت خلال شهر رمضان المبارك ممن تابعوا مسلسل ( اعلان حالة حب ) من على شاشة قناة الشرقية للكاتب ( احمد هاتف ) والفنان المبدع المخرج(حسن حسني)..استطاعا من خلال هذه الرائعة الانسانية العراقية ان يوصلا رسالة للانسانية ان الانسان هو اساس الخلق وهو اساس الحياة لكن اي انسان ذلك واي مشاعر يحملها في حدود تعامله مع الانسان الاخر ..استطاع هذا خلال هذا المسلسل ان يبعثا برسالة الى من يجسد زمن اصبح فيه قانون الغاب وقانون القتل وقانون اهدار الدم وقانون قتل الحب بكل اشكاله وقانون دمار البشرية ليضعوا واقع الحب والسلام والمشاعر الانسانية في الحب والتصميم على استمرار الحب وحب الانسان لاخيه الانسان في رحم رصاصة غادرة رصاصة تحتاج لتتحول الى غسلا لعار احتلال العراق ليس لغسل عار ( يارا ) كما كان يسري في شخصية والدها المتسلطة التي لم تفهم معنى المشاعر..كما هي مشاعر يارا ولم ترتكب جريمة وانما جاءت لتحاول ان تحول ركام الدمار والقتل بين السلطات الاجتماعية والسياسية والدينية الى حديقة حب تجمع الانسان لاخيه الانسان والانطلااق نحو الحب الازلي لبناء البشرية على الاقل في العراق تحت لواء الحب ... من قتل يارا هل قتلت تحت مايسمنى ( غسل العار ) والقتله يتفرجون أم انها نفس بشرية مريضة بحب الطموح وطموح الدم وسيطرة الذات الشريرة عليه وجعلته لايرى الخير قط حتى في عائلته ليحول زهرة من زهور الخليقة الى جثة هامدة كما حولوا بغداد الى جثة هامدة ..وكما هي السلطة السياسية والاقتتال في( روميو وجوليت) وها هي اليوم تتكرر المآساة في ( يسار ويارا ) وجعلني الواقع ان اقرب الوصف في الحب بين ( العراق وبغداد ) وذبح العراق وقتل بغداد ..ومن خلال النفس البشرية المريضة والتي تريد العودة الى مخلفات المجتمع الذكوري المسيطر في بعض الاوساط الاجتماعية وسيطرة قانون قتل وذبح المشاعر الانسانية الصادقة المعبرة عن المودة والتسامح والحب وزرع بذرة الخير بين المجتمع من اجل غلق كل المنافذ لسلطة الشر والتفرقة القتل . ان مانحتاجه ليس غسلا للعار لمحبين ارادا من خلال علاقتهما الصادقة ان يكونا جسرا نحو السلام بين كل فئات المجتمع الانساني ليقولا لنغادر القتل ..لم يصدقا انهما التقيا على الحب والصدق لم يصدقا حتى قلبيهما ان هنالك شخوصا تفكر كما هما فكرا ان يحاولا ان يكونا جسرا للمحبة والتسامح ,,,لكنهما تحولا في نظر والديهما ( جثتين هامدتين وليقول على لسان المؤلف لشخوصه السلبية الموجوده في المجتمع الان في العراق انه غسلا للعار) ... كنا نتوقع ان تكون نهايتهما هذه تدفع بالبشر نحو التسامح والكف عن هدر الدم والقتل والذبح على اسس سياسية وعرقية وطائفية وماهي الا امراض للمجتمع يستفاد منها من زرعها ليستمر هدر دم الانسان الصادق دون ذنب ارتكبة الا انه احب اخيه الانسان واحب العراق وبغداد .. غسلا للعار الا نحتاج اليوم غسلا للعار الذي ارتكبه شخوصا حقيقين موجودين على ارض العراق واغتصبوا بغداد وقتلها بدم بارد وماكان يسار الا العراق وماكانت يارا الا رمز لبغداد التي اغتصبت بكل اشكالها ..لانها ارادت ان تكون ارادت الحب ارادت ان تبقى تلملم جراحات مجتمعها والاهل.. الا يستحق النيل من كل مغتصبي بغداد والعراق غسلا للعار ...ولماذا يصل الانسان الى غسل العار كما هو يشاء وهل ينطبق غسل العار كما هو معروف في الشريعة والقانون على حالة ارادها المؤلف احمد هاتف من خلال يسار ويارا هما عندما قتلوهما ارادوا قتل الحب لانه يشكل عارا عليهم لانه جزء من جريمة اغتصاب المجتمع حتى لاتولد حالة فريدة تتحول الى نموذج يقتدى به لاصلاح المجتمع وطرد المغتصبين الاساسيين للمجتمع من خلال غسل العار الحقيقي من اقصائهم من المجتمع النظيف الذي كان وحاول ان يولد من جديد من خلال يسار ويارا .. وكان ذلك واضحا كما قالها المؤلف على لسان يارا ( ان يسار اشرف منكم كلكم ) هذه الجمله تنطبق على الواقع الحال للمجتمع وواقع حال سلطة الدم والتفرقة الطائفية والسياسية والعرقية ..فكان العراق وبغداد اشرف منهم جميعا ,,ستبقى بغداد في حضن العراق وتلملم اهلها ..وستبقيا ياراويسارانموذجا لحب الانسان لاخيه الانسان لنرفض جميعا القتل والدمار والكراهية لنرفض جميعا ولنجعل من الحب جسرا نحو اصلاح المجتمع بطرقة حضارية جديدة تبعدنا عن الاقتتال الطائفي العرقي الذي مد فيه الزمن ليستفيد منه الاخر ذو العقل العفن لننتبه من هو المستفيد من كل ذلك من هو المستفيد من قتل الحب وتفتيت المجتمع العراقي بكل صورة واشاعة الكراهية بكل صورها ..لنرمي بالتاريخ الدموي الى مزبلة التاريخ ..لنحول مآساة يسار ويارا ,,,الى تبني حياة الحب بكل اشكاله بين الانسان والانسان ..نتمنى ان تكون هذه الحكاية وحكايات الحب من اجل الحب والسلام بين البشرية اقوى كلمة يكون صداها اقوى من صدى الرصاصة واقوى من صدى القتل والدم ولنجعل من الحب جسرا للمحبة بيننا .. في الختام .. تحية حب وسلام الى شعبي الجريح المبتلى بالعاهات الاجتماعية الجديدة ليبني جسر المحبة ليقوى الاواصر اكثر فاكثر ليرفض كل اشكال القتل والدمار كفانا نمشي خلف الظلمات كفانا نمشي خلف امراض المجتمع المستوردة التي يستفاد منها الاخر الغريب ..لنلملم ..اهلينا ..لنصرخ جميعا ...الحب الحب الحب للعراق وبغداد للانسانية للخير .. تحية خاصة ارسلها الى كل الزملاء الفنان في كادر العمل من الكاتب الى المخرج الى المممثلين والى كل العاملين خلف كواليس مسلسل ( اعلان حالة حب ) والتي كانت ضمن مجموعة انتاجات قناة الشرقية الفضائية لنحول الدراما العراقية الى علاج وكما يقال بعلم الطب ( مضاداة حيوية ) لعلاج امراض المجتمع ..ونتمنى ان ترتقي الدراما العراقية الى هذا المستوى وان تبتعد عن قصص ليست من واقعنا لا سابقا ولا حاليا بل هي من نسيج خيال بعض الكتاب ومع الاسف المرضى وهم لايقلون شأنا عن اي سياسي او طائفي يحاول ان يمزق وحدة الصف الانساني العراقي ..ويستمر في الطرق على قصص لاوجود لها كما يحدث في بث بعض البرامج والمسلسلات في بعض القنوات التلفزيونية التي تدعي انها عراقية وحيادية ومستقله وماشابه ذلك من مسميات رنانة كفاكم تساهمون في قتل الحب وقتل العراق وقتل الانسان العراقي . مرة اخرى تحية حب كبيرة وباقة ورد لكل زملائي الذين شاركوا في مسلسل اعلان حالة حب