لسنا نحن الذين نقول هذا الكلام وإنما حتى البعض من جاء بهم المحتل خلف دباباته وأحسنوا قراءة التاريخ وانتهوا إن العراق وشعب العراق لايمكن إلا أن يكون موحدا، وان من ينادي بالفيدرالية وتقسيم العراق والأقاليم لاعلاقة لهم بالعراق لامن قريب ولا من بعيد بقدر علاقتهم بأسيادهم الذين يفرضون عليهم تطبيق أجندتهم بهذا الخصوص. العراق مرة ثانية وثالثة وعاشرة . انه العنوان الأكبر للمسالة كلها وهي الاختزال المعبر عن الصراع برمته _ عراق_ بالاسم وبالحروف، بالتحديد وبالتعيين. هو العنوان، وهو الاختزال، وإلا فأية امة عربية هذه بغير العراق؟. أليس العراق اختزالا للأمة العربية كلها؟ أليس هو الدولة المحتلة والحقيقة المستباحة من أمريكا والصهيونية وإيران الشر؟ السياسة هنا تفعل فعلها. ومن يقبل بغير العراق الموحد بديلا. فانه لايخسر الحاضر فحسب وإنما يخسر المستقبل في الوقت نفسه، وهؤلاء الذين يتحدثون بوقاحة وبدون حياء وخجل عن الأقاليم أي عن تقسيم العراق وفقا لأجندة أسيادهم هم هؤلاء الخاسرون، لان العراق هو التاريخ ومن يخسر التاريخ يخسر الجغرافية ، ولان العراق هو الرمز. ومن يفرط بالرمز فإنما يفرط بالقيم، ومن يفرط بالقيم فأي شيء يبقى بين يديه للتفريط؟. العراق ليس حمو رابي ونبو خذ نصر ولاحتى أثار بابل والحضر. انه بالكلمة النهائية وبالقول الفصل هو المستقبل العربي والصراع على هذا المستقبل. والذين يتهاونون أو يستهينون، والذين يساومون أو يقامرون، والذين يعصبون أبصارهم وبصائرهم عن رؤية ما يحصل في العراق اليوم وما يحاول الخونة والعملاء ان يفعلوه بعد اليوم ، إنما يرتكبون خطا فادحا، تماما مثلما اقترفوا إثما جسيما بمساعدتهم على احتلال العراق وتدميره أو سكوتهم المخجل على هذا الغزو الهمجي ، هذه المواقف هي التي قادت إلى هذه التنازلات التي تجري على مرأى من عيوننا وهي التي أدت إلى هذا القدر من التفريط الذي نراه أمام أبصارنا وهو ما شجع هؤلاء المفرطين من أصحاب الحسابات البائسة والمغلوطة والتي لاتقوم إلا على الأوهام التي لاتصمد أمام الحقائق من خلال استقبال ومساعدة وتبادل خبرات وآراء مع هؤلاء العملاء الذين نصبهم المحتل في المنطقة الخضراء، الذين عاثوا الخراب والدمار ونهب ثروات البلاد وإثارة النعرات الطائفية وبعد كل هذا التدمير يتحدثون ويروجون لتقسيم العراق، دون أن نسمع من الكثير من القادة العرب من يردعهم..!! ان القرار الوطني هو القرار القومي عندما يصب في مصلحة الأمة، وليس أي قرار أخر، لان القرار الوطني يكون وطنيا بقدر ما يخدم المصلحة القومية العليا التي تعلو على أية مصلحة قطرية هذا في حال إن القرار الوطني متأتي من دولة مستقلة حرة الإرادة والسيادة لامن دولة محتلة بلا سيادة؟ وحين يقع أي قدر من التعارض او التناقض بين القرار القومي وبين مايسمى بالقرار الوطني، فان الغلبة ينبغي ان تكون دائما للقرار القومي الذي نعتقدة مغيب ألان . من هنا نقول لكل العملاء والخونة عبيد الأجنبي الذين دمروا العراق مع أسيادهم المحتلون، هو ان ما تعجز عنه السياسة يفلح في انجازه التاريخ لان في التاريخ آلية من شانها في نهاية المطاف أن تصحح أية حالة شاذة يمكن أن تتسرب بفعل أخطائهم، إلا آلة التاريخ الكبرى. دون أن يلغي ذلك ولو للحظة واحدة ، دور الشعب والغيارى من مجاهدي العراق في المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية ومن جميع الفصائل في تصحيح هذه الحالة الشاذة وتصويبها. فالأصل والأساس هم الغيارى. وبغير ذلك فان حركة التاريخ تغدو حركة عشوائية لاتستطيع بلوغ غايتها المرجوة وتجعل مخانيث المنطقة الخضراء يتمادون أكثر في العمالة والسقوط الأخلاقي لأنهم ساقطين وطنيا ومنذ زمن طويل . هؤلاء الذين يجرون على ألسنتهم في كل يوم كلاما لايملون من تكراره وهو الأقاليم والفيدرالية والديمقراطية ألمستورده، نقول عنها إنها معتقدات تافهة وليس في هذا التهافت او تلك التفاهة غير الافتئات على الحق والافتراء على الحقيقة فالتاريخ لايقول بما يقولون، والحقائق لاتنطق بما ينطقون، بل ان هناك ما هو أكثر من ذلك واخطر، فهؤلاء الذين يفتئتون على الحق ويفترون على الحقيقة لاينتسبون للعراق ولالشعب العراق لالقيمه ولا لتاريخه وأصالة أبنائه، وإنما ينتمون إلى خميني وخاممئي وقبلهما بيفن ومائير وبن غوريون ، مأواهم جهنم وبأس المصير.