كانت محافظة نينوى ولعشرات السنين تمتاز وتتميز عن باقي محافظات العراق بكل شيء تقريبا فإذا قلنا الضباط نقول من الموصل وإذا قلنا الأطباء فهي الأولى وكذلك الطيارين والاكادميين وبخصوص الزراعة فهي أيضا الأولى بكل شيء وقد حاباها الله بتربة خصبة وأمطار غزيرة سميت على أثرها أم الربيعين وإذا عدنا للماضي سنجدها هي حاضرة الدنيا وسيدتها منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام في زمن النمرود، ولكن كل ذلك أصبح الآن نقمة على أهلها! وكأن الزمن ينتقم منها بأيدي الاحتلال تارة وبأيدي أبناء جلدتنا تارة أخرى! من لم يهنئ بخيرات نينوى؟ من ثمرها ومناظرها الخلابة من لم يستفد من خبرة أطبائها وشراسة ضباطها أيام المحن من لم يذهب إلى نينوى كي يزور مراقد أنبياء الله ويتبرك بهم من لم يذهب إلى حمامها الذي يشفي العليل؟ لماذا عوقبت نينوى بهذه القسوة ومن الذي وجه العدو كي يخرب ويقطع أوصال مدينتنا الحبيبة وربما حان الوقت كي نتحدث بصراحة والجواب على السؤال الذي يقول لماذا حوربت وعوقبت محافظة نينوى وبهذه القسوة جوابه هو ان هذه المحافظة حالها حال بقية المحافظات ولكن لها طابع خاص فيها فقد حوربت من قبل الاحتلال الأمريكي لأنها مسلمة وحوربت من قبل المليشيات الكردية وأحزابها الحاقدة كونها عربية وحوربت من قبل الأحزاب الطائفية في المنطقة الخضراء كونها تختلف معهم في المذهب وبصريح العبارة لأنها سنية ونحن لا ننكر وجود الكرد والتركمان والشيعة والمسيح في هذه المحافظة الجميلة ولكن نحن نتحدث عن هوية المدينة وغالبية الديانة فيها،.. قبل الاحتلال عندما تسافر محافظة نينوى تكون في حيرة من أمرك أين تذهب هل للسد الرائع أم للمتنزهات الطبيعية أم لبحيراتها الجميلة أم لجبالها وغاباتها الخلابة أم أثارها الخالدة أم مراقد الصالحين بها وعندما تعاشر ناسها تجدهم من أطيب القلوب وأصحاب نخوة وكرم وخصوصا عشائرها العربية الأصيلة وإذا سألت عن أبناء الموصل فستجدهم متعايشين ومتحابين ولا يسمون بألقابهم أو دينهم أو قوميتهم ولكن يطلق عليهم اسم المصالوة نسبة لمدينتهم وهذا دليل على وحدتهم وتماسكهم وربما هي المحافظة الوحيدة التي يطلق اسمها على أبنائها، فتجد فيها المسلم مع المسيحي والكردي مع العربي والتركماني واليزيدي والشبكي والجرجري لايفرق بينهم سوى طقوسهم وفي بعض الأحيان تجد من يشارك الآخر في طقوسه وخصوصا عيد الأضحى والفطر.. الكل يهنئ الكل كما في باقي العراق ولكن في محافظة نينوى مذاق خاص تجد كل أطياف العراق تجتمع في نينوى وهم يدفعون عجلة التقدم والرقي إلى الإمام علميا وصناعيا وزراعيا وفي كافة المجالات، وفجأة وبقدرة المحتل وأعوانه أصبحت نينوى عبارة عن مدينة أشباح كنا نرى مثيلاتها في أفلام هوليود المرعبة! قتل السني والمتهم الشيعي وقتل الشيعي والمتهم السني وقتل المسيحي والمتهم المسلم وقتل الكردي والمتهم التركماني وقتل اليزيدي والشبكي وبكل وحشية من قتل من ومن يجيب عن هذا السؤال؟ وكيف تقاتلوا وهم متجاورين منذ مئات السنين؟؟ من أشعل نار الفتنة ومن المستفيد؟ أن أصابع الاتهام ستذهب وبكل بساطة وبدون تفكير إلى المذنب الرئيسي بهذا التشويه لمحافظة آمنة هو الاحتلال الأمريكي ومن بعده حكوماته المتعاقبة ولكن بتخطيط صهيوني وتنفيذ الأحزاب الكردية! وإمام أنظار ومسمع الجميع وخصوصا أهلنا في الوطن العربي عمقنا الاستراتيجي السؤال هنا لماذا نينوى ولماذا استتب الأمن في كل محافظات العراق إلا محافظة نينوى ومن المستفيد من بقاء هذه المحافظة تحت النار؟ ولماذا تركت للمليشيات الكردية تعيث بها فسادا؟ لماذا قطعت أوصالها وتجزأت أقضيتها وضمت إلى محافظات الشمال ولماذا لم يتحرك الاحتلال الذي نصب نفسه وصيا على العراق؟ لماذا صمتت حكومة المنطقة الخضراء بينما تعالت أصواتها بالتنديد عندما طالب الأكراد بضم قضائي بدرة وجصان من محافظة واسط إلى ما يسمى بإقليم كردستان؟ لماذا يطبق بحق أهلنا في أقضية ونواحي زمار وبعشيقة وتلكيف وبرطلة وباقي المناطق المحتلة من قبل المليشيات الكردية التمييز العنصري! من دون أي تدخل حكومي أو عربي أو إقليمي هل يعلم أهلنا في العراق والوطن العربي الكبير أن العرب في هذه المناطق يقتلون ويسجنون وينكل بهم وكأنهم في زمن التتار هل تعلمون إن أهلنا العرب وغيرهم من الأقليات يحرم عليهم التحدث بلغتهم في دوائر الدولة في هذه الاقضية! هذه ليست في الأمازون ولا في بلاد فارس هذا الذي يحصل داخل العراق العربي أين انتم يا عرب من العراق؟ هناك مخطط صهيوني وتنفيذ كردي بقتل كل ماينهض بالمحافظة من جديد وتحضير لعودة اليهود إلى هذه المدينة، وفعلا بدء اليهود بشراء الأراضي والعقارات في المناطق المحتلة وأعطوهم الساسة الأكراد الجنسية العراقية بحجة أنهم من الأكراد المبعدين من قبل النظام السابق!!!! الموصل تستغيث فهل من مغيث الموصل تمحى من الخارطة وبتدبير طائفي مقيت من قبل الساسة في المنطقة الخضراء وبخطط كثيرة منها تحويل المحافظة التي كانت واحة للعلم والعلماء إلى بركة من الجهل والجهلاء! ومن مدرسة تخرج الضباط والأطباء والعلماء إلى روضة أو حضانة لا يفقه أبنائها إلا كتابة أسمائهم، الموصل عوقبت وبشدة لعلمها ومكانتها وقوتها ورباطة جأش أبنائها ووقوفهم الصلب ضد المحتل وأعوانه فمقاومتها كبدت الاحتلال الخسائر الفادحة بالأموال والأنفس وأبنائها وقفوا ضد مخطط تقسيم العراق والذي إذا بدء لا سامح الله فسيبدأ من محافظة نينوى!!!هي ألان تدفع الثمن وتعاقب من قبل الأحزاب الكردية لأنها عربية أصيلة! وتعاقب من قبل أحزاب السلطة لأنها تختلف معهم بمذهبها ولكن لو راهن الكرد بعمق صهيوني قوامه خمسة ملايين إسرائيلي فالموصل تراهن بعمق عربي قوامه ثلاث مائة وخمسين مليون نسمة! وإذا راهنت أحزاب السلطة بخلفية إيرانية قوامها خمس وثمانون مليون فالموصل تراهن بعمق إسلامي قوامه أكثر من مليار نسمة!!! إذاً من الخاسر في النهاية ومن سيكسب المعركة؟ لقد جرى على الموصل وأبنائها ولمدة سبع سنوات ما لم يجري على أي منطقة أو مدينة في الكرة الارضيه وعلى مر السنين فقد قتل الآلاف من أبنائها وشرد إضعاف هذا العدد وزج بالسجون من بقي مرابط فمنهم من دخل غياهب سجون المالكي والبقية في سجون الأكراد، كل ذلك لأنهم من الموصل وقدرهم أنهم ولدوا وترعرعوا بهذه المحافظة العربية العراقية الأصيلة وهو عز وفخر يحسدهم عليه الكثيرين في كل مكان وزمان،،، من يعيد لها الحق ومن يرد لها الاعتبار ومتى يصحوا أبناء العراق ويتنبهوا إلى أن الموصل هي من يريد تدميرها الأعداء أكثر من غيرها! والدليل على ذلك أن الأكراد طبلوا وزمروا ونادوا بأعلى أصواتهم على ضم محافظة كركوك إليهم لكنهم لم يمسوها بسوء؟ فقد لفتوا أنظار الناس إليها وسرقوا الموصل وقطعوا أوصالها بأسم المناطق المتنازع عليها وحتى بعد التغيير الذي حدث وحكمها ابنها كمحافظ إلا انه لايملك صلاحية تحريك جندي واحد فيها ولا يحكم إلا من هو داخل بناية المحافظة! كان الله في عونك يانينوى الخير، وكان الله في عون أبنائك الأبطال المرابطين فهم بين مطرقة الاحتلال وسندان المليشيات الكردية والحكومية فالكل يقتل والكل يعتقل والكل يشرد والكل حاقد والكل يريد أن يمحوك من الخارطة.. يانينوى أنت تستصرخين وما من مجيب! فالكل التهوا عنك ولم يلتفتوا لصيحاتك فأنتي قد نودي فيك في مزاد المشبوهين والطائفيين والعنصريين والمعتدين على ارض العراق، تحملي يانينوى العز... فأبنائك وأبناء العراق في الطريق إليك تحملي فالطريق ربما يطول بسبب الأشواك ولكنهم في آخر المطاف سيصلون ويقولون لكي لبيك نينوى لبيك نينوى لبيك نينوى....