* إن الحقيقة التي لابد أن نفهمها ونستوعبها وأيظاً أن نتعامل بها هي العلاقة الستراتيجية بين الولاياة المتحدة وإيران في العراق على الاقل تأخذ بعض الاحيان شكل التكامل في بعض الاحيان,والتعارض و التصادم في بعض الاحيان,وهما يعتمدان كليةً على مبدئين وسلوكين سياسين لا علاقة للمبادئ والاخلاق بهما وهما: 1- عدو عدوي صديقي اليوم.وليس صديق عدوي هو عدوي اليوم. 2- لاصداقات دائمة ولا عداء دائم وإنما توجد مصالح دائمة. ** إن ولادة حكومة تحمل في شعاراتها شيئاً من الوطنية صعب في هذه الظروف التي يعيشها العراق,وللاسباب التالية : 1-إن ولادة حكومة تحمل في مشروعها الوزاري بعضً من الاهداف الوطنية,يعني إحراجاً لها ولقائمتها أو مرجعيتها,فالوطنية تعني أول ماتعني به هو تحقيق الاستقلال الحقيقي,والاستقلال الحقيقي يعني أول ما يعنيه هو ألإستقلال السياسي و إلاقتصادي,وهذا أمران مرتيطان بتحرير العراق وتحرير العراق يعني مغادرة كل القوات الاجنبية وهذا الامر مرهون بمدى سريان بنود الاتفاقية الامنية التي وقعتها حكومة الاحتلال الرابعة مع الولاياة المتحدة,وهو أمر يتعارض كلياً مع أحد أهداف غزو العراق.والاستقلال الاقتصادي مرتيط جدلياً بالاستقلال السياسي واللذين بجدليتهما يحققان الاستقلال الحقيقي,وبماأن الغزاة كانت أول أهدافهما هي إحكام السيطرة على ثروة العراق و بالاخص النفطية والغاء كافة القرارات الوطنيةفي تأميمها,فيكون الامر صعباً ولكن ليس بمستحيل أن يعيد التأريخ نفسه في إيجاد فرصة تتلاقى بها قيادة تاريخية شجاعة مؤمنة بالإستقلال مع شعب معبأ بمشاعر الوطتية وبارادة نضالية ثورية مؤمنة بالشعب و حقوقه..فلا يمكن في هذا الظرف الصعب أن يتخذ فيه قرار فريد وشجاع كقرار التأميم, فظروف التاميم الخالد في 1حزيران من عام 1972 كانت لا تقل تعقيداً عن الظروف الحاليةوقد تختلف في نوعيتها ولكن بتشابكها مع حقيقة الثورة وديمومتها أنذاك بلا شك كانت معقدة أيظاً.وهنا السؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن وفي هذه الظروف أن تأتي حكومة يقودها من يحملون من الثورية والشجاعة والتحدي بعقلية تقوم على خبرة الكبار وتندفع بحرارة الشباب وتتخذ خطوات جريئة نحو إستقلال العراق,هذا الامر ممكن وبمساندة جماهيرية قوية,ولكنه أيظاً مرهون بموقف المحتل فيما لو خطى المحتل خطوة صادقة واحدة بإتجاه إخراج العراق من قرارات البند السابع أولاً؟وهل يضيع المحتلون كل ما أنجزوه في العراق مقابل شعاراته بنصرة الديمقراطية في العالم وأمام تزكية العالم للمحتل بإن غزوه للعراق كان من أجل الديمقراطية,الاجابة المنطقية ووفق عقلية الامبريالية الغربية الميكافيلية الديماكوجية كلا لن يُسمح للقوى الوطنية القومية بقيادة العراق مرة أُخرى(بقدرتحكمها بحتمية التطور التأريخي للعراق) وحتى لو كان الامر عبر أساليبهم التي يسمونها بالديمقراطية وإذا ما فُرضت مثل هذه القوى الوطنية نفسها في الحكم عبر الخيار الشعبي فإلانقلابات ومبرراتها ضد هذا الشكل من الحكم جاهزة في الجعبة الامبريالية لازاحتها,وتحت الكثير من الاباطيل و الاكاذيب المرشحة لاعادة التوازن لصالح المحتل وقد خَبِر العالم الامبريالية بهذا الموضوع. - كل المؤشرات تدل على أن موضوع ولادة حكومة جديدة مرتبطة برغبة المحتل لتحقيق أهداف ستراتيجية: (أولاً) الهدف الاول:بقاءاً أطول للقوات المحتلة بالعراق وذلك من خلال إعادة النظر بالاتفاقية التي وقعتها الولاياة المتحدة مع حكومة الاحتلال الرابعة,وتصريحات المسؤولين في الحكم ومن مختلف التركيبة السياسية تتزايد وتبدي تخوفها من إنسحاب أمريكي في العراق أمام تردي واضح في كل جوانب الحياة في العراق وخاصة الجوانب الامنية و حقوق الانسان .ولاننسى الدور الخبيث للنظام الايراني في تحقيق تكامل لاستراتيجيته مع استراتيجية الامريكية,وإن لاغرابة في التنسيق الامريكي الايراني بهدف إستكمال خططهم في العراق فبليس ببعيد تنسيقهما للعدوان على العراق في عام 1980 وأيظاً التنسيق المكشوف لهما في العدوان عليه عام 1991,وكان هذين النظامين والاوليغارشي الديني في إيران والامبريالي الامريكي في اوج التصعيد الكلامي المعادي أحدهما للاخر وهما في نفس الوقت يخططان ومن ثم نفذا جريمتهما في غزو العراق عام 2003 ولم يكن للنظام الايراني دوراً خبيثاً في إحتلال العراق أقل من أي من الذين ساهموا في إحتلال العراق. فإذن لا غرابة في التنسيق بين المحتلين للعراق اليوم في التصدي للقوى الوطنية القومية في هذا القطر العربي المناضل . (ثانياُ) الهدف الثاني:حسم الموقف من الوجود الامريكي في العراق والدول العربية والمرتبط بحسم المواقف الساخنة في المنطقة كالعلاقة مع الكيان الصهيوني ومصير مباحثات ما يسمى(مباحثات السلام) بين الفلسطينين والصهاينةوالموقف من إيران والتفاهم على أدوارها في أفغانستان والخليج العربي والعراق , وقضية حزب الله في لبنان ونتائج المحكمة الدولية في قضية إغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري ,والدور التركي المتنامي في المنطقة والقابل للانفلات من دائرة حلف الناتو سياسياً,ومراقبة كل محاولات تركيا للتوجه نحو الدول العربية والاسلامية مستفيدة من عمقها الاسلامي فيهما و من ثم تصميم لها دور في المنطقة لكي يُعِينها في توجهها المستقبلي للاتحاد الاوروبي والذي خرج من دائرة الامال التركية المستقبلية وأصبح جزءاً من التحدي التركي لاي فيتو ضد إنخراطها للمجموعة الاوروبية,وهذا التحرك التركي يمكن تفسيره بإتجاهين,أما: الاتجاه الاول فهو بالتنسيق مع الامبريالية الامريكية لاجل إظهار الدور التركي المدافع عن المواقف والقضايا العربية والاسلامية وبهدف كسب تعاطف الدول العربية والاسلامية ومنافسة الدور الايراني الذي يريد أن يتصدر الدول الاسلامية,ومن هذا يتوازن الطرفان الايراني والتركي في الجذب العربي والاسلامي نحوهما ,وفيما يخص الجانب العربي فإن التحرك التركي قد يتحول الى مشروع تحويل قضيتهما المركزية في فلسطين والعلاقات بين الدول العربية والكيان الصهيوني تسويةً تطبيعاً ولكن بشكل ليبرالي وعزل لكل المواقف الثورية والتي تنادي بتحرير فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطيين ولكن بشكل هادئ ,أي الدخول للبيت العربي والاصفاف مع العائلة العربية ومن ثم تفتيت الموقف العربي الحازم في قضاياه وبعد كسب ثقة الانظمة العربية بالنظام التركي وخاصة بعد إتخاذه هذا النظام سلسلة من المواقف المتشددة تجاه الكيان الصهيوني ومناداة حزب العدالة والتنمية الحاكم والذي يترأسه رجب طيب أوردغان ببعض القيم في الشريعة الاسلامية كقواعد في حكمه.أو:الاتجاه الثاني فيكون بإتجاه أن تتحرك تركيا لان تكون النموذج الجديد والمعاصر للحكم الاسلامي ويتقدم هذا النموذج للعالم على إنه مشروعاً إسلامياً معاصراً وبذلك تسحب كل الطروحات للمتزمتين والتقليدين من الذين يدعون باقامة الحكم الاسلامي التقليدي(النموذج الخلافي),وبالتأكيد سوف يحضى هذا التوجه التركي بدعم ومساندة الدول العربية التي يطلق عليها بالمعتدلة وذلك لرفع الاحراج الذي يتعرضون له من الحركات الاسلامية التقليدية في ديمقراطية أنظمتهم السياسية, وأيظاً سيكون الموقف الاوروبي مسانداً للمشروع التركي والذي من خلاله يقرئون الاروربين سقوط مشاريع التطرف الاسلامي لبعض الحركات والتي لها عمق في المجتمات الاوروبية والتي تؤثر على أمن الدول الاوروبية,وسيكون ذلك مفتاحاً لفتح إنظمام تركيا للاتحاد الاوروبي وهو أمل تركيا.و كذلك سيكون مراقبة الموقف من تنامي قوة تنظيم القاعدة في منطقة الشرق الاوسط سواء في القطر اليمني الشقيق أوفي بعض أقطار المغرب العربي,وبالتأكيد أيظاً تحديد الموقف الغربي والولاياة المتحدة بشكل خاص من الحرب الدائرة في أفغانستان وكيفية إدارتها وهل سيحدد حلف الناتو علاقته بطالبان على الاساس الاعتراف بشريعيتها أمام الخسائر الكبيرة للناتو هنالك,ولكن الامر يبدو لليوم غير ذلك بعد تغير قائد القوات الامريكية في أفغانستان يظهر أن التعامل مع طالبان بالاعتراف بشريعيتها قد تأجل لحين معرفة ما سوف ينتج من الصراع هنالك وإتجاهاته .. نعم العراق مؤثر بشكل مباشر و غير مباشر على كل هذه المواضيع والمواقف المعقدة,و كل هذه الاحداث و المواقف تتعلق بتطورات الوضع في العراق,الم تتقلب هذه المواقف والاحداث بشكل سريع بعد إحتلال العراق,إن أي متصفح لها سوق يصل لهذه القناعة وبشكل مؤكد,يعطي رسالة خطرة للشعب الامريكي وللغرب عموماً إذا ما إنفلت الوضع في العراق لغير صالح الولاياة المتحدة,فستفقد الولاياة المتحدة حلقة وسطية مهمة في سلسلة المنظومة الامنية الجديدة للولاياة المتحدة والتي تربط وتحرس مصالحها في المنطقة والعالم أيظاً,بدليل تصريحات العسكرين والسياسين في الادارة الأمريكية الحالية بعدم ترك العراق أن يتجه لغير المسار الذي حددته معطيات الغزو وإحتلاله . (ثالثاً) الهدف الثالث: الترويج للاسلوب الذي أتبعته الولاياة المتحدة (الغزو والاحتلال) في تغير أي نظام يتعارض مع سياسة الولاياة المتحدة ولكن يظلالة مفادها تحقيق الديمقراطية في الشرق الاوسط!!,وأن الترويج الاخير ببقاء القوات الامريكية الغير قتالية(حسب الادعاء الامريكي) يعني إنتقال علاقة المُحتَل بالمَحتل الى نمط جديد وهي المساندة للقوات العراقية فقط وتغيراً مهماً للدور الامريكي في العراق من العسكري الى البناء والاعمار,وهذا في تقدير الادارة الامريكية الحالية يحدث تحولاً في الرأي العام العراقي والعربي وحتى الدولي بإتجاه صدق النوايا الامريكية في العراق,والحقيقة إن الامر سوف لن ينجح لان القوات القتالية الامريكية وهي بعد لم تستكمل إنسحابها الجزئي,كانت تصريحات المسؤولين العسكريين الامريكيين وخاصة في العراق بإنه يمكن للقوات المتبقة للولاياة المتحدة في العراق والبالغ عددها حوالي 50الف يمكنها أن تمارس دوراً قتالياً إذا تطلبت الظروف ذلك!ولا يمكن لا عقل أن يصدق هذه الرواية الامريكية بإن مهمتها القتالية في العراق قد إنتهت أو سوف تنتهي,ومن الواضح إن أكبر توجداً للقوات الامريكية موجوداً في منطقة الخليج العربي وقادر في سويعات أن تدخل في قتال وفي أي منطقة من مناطق العراق,إن هذا الترويج جزءاً من الاعلام لتطغية حقيقتين,الاولى: إن الولاياة المتحدة هربت من العراق نتيجة لضربات المقاومة العراقة لها والفشل الكبير في العملية السياسية وأخلت بالتزاماتها بجعله بلدا مستقرا قبل الانسحاب وتجيير ذلك لصالح بقائها في العراق,وإذا كان الادارة الامريكية صادقة في ترك العراق فأول خطوة لابد أن تلغي قيود الاتفاقية الامنية,فهل يمكن ذلك والجواب معروف للكل وتح ذريعة إنحراف المسيرة السياسية الديمراطية في العراق!. وإنها تريد اليوم من العالم أن يصدق خطوتها هذه بإن لاأطماع لها في العراق!! بل جاءت من أجل أسلحة الدار الشامل وعندما لم تجد شيئاً فهي قد جاءت من أجل اليمقراطية في العراق وهاهي تتركه ديمقراطياً على النمط الهمجي والفوضوي, والعيب ليس في ديمقراطيتها بل في الذين يلعبونها,وإنهم فاشلين وإنها قادرة أن تثبت فشلهم كلما تعقدت مشكلة تشكيل حكومة جديدة,ثانياً: أن الوجود الامريكي في العراق كان مؤقتاً وغير موجه تجاه أي أحد في المنطقة أو خارجها,وخاصة إيران فهي رسالة مبطنة لايران بإن الولاياة المتدة لا تعادي نظامها,ولكنها تكون مظطرة أن تقول ذلك في الاعلام,وبدليل أن الولاياة المتحدة القوةالاعظم في الاعظم في العالم لم تأخذموقف جدياً واحداً تجاه توجهات إيران النووية,والاكيف تعلن إيران عن تشغيل محطتها النووية في بوشهر وهي تحت العقوبات الدولية وكيف تسمح لايران بالوصول لهذا المستوى العسكري والنشاط النووي ولاتتصدى بجدية لها بالتنسيق مع الكيان الصهيوني ,في حين العراق لم يصل في عام 1981 الى ماوصلت له إيران من نشاط نووي وتعرض لقصف مفاعله الوحيد,وأيظاً ما توقفت إيران أن تهدد وبإستمرار وتتباهى بقوتها العسكرية وتتحدى العالم ولم تكتفي بذلك فهي تحتل أرض عربية من قرابة أربعة عقود وهي الجزر العربية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى,وأعادة إحتلال أراضي عراقية وتقصف وتتعدى على الحدود العراقية وبإستمرار,مع العلم أن العراق تحت الاحتلال الامريكي ولم تتحرك أمريكا بأية خطوة؟!إنها تناقض وتقارب المصالح والتعامل بسياسة مكشوفة وسياسية مبطنة.إنه تكامل في ستراتيجية هذين البلدين بالرغم من صراخ أحدهما على الاخر في إعلامهما الموحد بالتوجه..