لو نظرنا لحقيقة الذي جرى في العراق من إحتلال وتدمير لكل جوانب الحياة,ولكن من زاوية يفهمها معظم الراي العام العربي أو العالمي ,سواء كان هذا الفهم خاطئ أومُظَلل بفعل الماكنة الأعلامية الرهيبة التي تمتلكها الامبريالية الصهيونية وذلك بمجرد أن نخلق الفرصة لنا أن نصطف مع هذا الرأي العام ونحدد التوقيتات الزمانية والمكانية وبإستراتيجية قديرة وننطلق بهما (هذين الرأي العام العربي والعالمي )و نُخرجهما من دائرة هذه الظلالة الكبيرة ألتي وقعى بها, وبمجرد أن نحظى بثقته والتي تمكنا أن نخرجه من هذا الارباك والتشوبه في القيم والمبأدئ التي هي سمة هذا العصر وخاصة فيما يتعلق بالعدوان على العراق,ونكون بذلك قد قدمنا خدمة للاشقاء والاصدقاء والانسانية جمعاء,أقول إن الذي يحدث اليوم هوترسيخ المغالطات المتعمدة بحق الكثيرمن المفاهيم الانسانية الايجابية التي أخترعهاو أبتكرها العقل البشري ومنها الحرية والديمقراطية.ولكي نكشف حقيقة و زيف المدعين بالديمقراطية فأني أرى أن تكون البداية من مشكلة تتعلق بفلسفة الديمقراطية بين كل الذين يتعاملون بها سواء المؤمنين بالديمقراطية أو اللذين يزايدون عليها في خطابهم السياسي وهم اليوم كثيرون,والمشكلة في هذا الفريق الاخير, هو أن مجموعة منهم قد تفهم شيئاً ما عن الديمقراطية ولكنها لا تؤمن بتطبيقها كنظام لانانيتهاو خوفها على مصالحها وأهدافها ولكنها تزايد و بتطرف في بعض الاحيان وبكل إنتهازية عبر خطابها السياسي وتحشرها في شعاراتها المرحلية الضرورية للكسب الرخيص للعامة والبسطاء من الشعب, أي أن تسئ للديمقراطية كنظام.والاخطر في هذا الفريق هي المجموعة التي لا تفهم من الديمقراطية سوى مصطلحاتها ولكنها تنادي بالديمقراطية وتلبس ردائها وتحشرها في فكرها والذي يفتقد فيه الى أية جذور لاستقرارالديمقراطية فيها فلسفياً أوأيديولوجياً أولخلق القاعدة الفكريةلغرض نموها , ولكن حقيقة تَبَني هذا الفريق( أحزاباً أوإتجاهات تكتلية) للديمقراطية فهو لا يتعدى لكونه شكل من أشكال المودة في التحضر الأيديولوجي المزيف,وكل هذه النماذج نجدها في عراق اليوم,وهي نفسها اليوم تساوم وتزايد بالوطنية أيظاً لكي تنجح في تشكيل حكومة وطنية,العسر في ولادةهذه الحكومة لا يكمن في المزايدات والمحتل وظروف العراق الموضوعية والذاتية وكذلك في الظروف الاقليمية فقط, بل أن المشكلة في هذه الاحزاب أو الائتلافات التي لاتنتمي للوطن!وإرتدائها لثوب الوطنية وهو الثوب الوحيد الذي لم يتسخ ويرذل من الاكثرية من شعب العراق ,فهم لا يضعون الوطنية في شعاراتهم لإيمانهم بها بل للبقاء في السطة,وهم وأسيادهم المحتلون سواء اللذين في الشرق اوالغرب,و يفهمون أن لا مستقبل لهم في عراق خَبِرَ التجارب مع اللالاعيب و مؤامرات الاجنبي وتشبع مثقفوه بالثقافات الوطنية القوميةو الانسانية وعبر 35 سنة من حكم وطني قومي وأنساني حقيقي وبالرغم من كل الشوائب والطفيليات التي التصقت به, ولكن لم ولن يستطيع المحتلون والحاقدون أن ينجحوا في عملية لاسقاط هذه الثقافات من الايمان الشعبي بها بالرغم من الاساءات التي لحقت بها, و قد نجح المحتل الايراني و الامريكي في بعض الاحيان وبحكم الظروف القاسية التي خلقوها في العراق من تحويله الى حاضنة للافكار والثقافات المضادة للوطنية والقومية .ولكنها حاضنة مؤقتةبالتأكيد ,لان العراق لم يكن له دوراً قومياً أو إنسانياً بسيطاً بل كان دائماً ريادي ويتواجد مع اللذين يحملون الصفات القيادية في الفعل الوطني والقومي وحتى الانساني لذلك من الصعب بل من شبه المستحيل تشويه الدور القومي للعراق. *-كل المؤشرات تدل على أن موضوع ولادة حكومة جديدة مرتبط برغبة المحتل لتحقيق أهداف ستراتيجية : (أولاً) الضغط بإتجاه عدم تحقيق إنفراج لولادة حكومة قبل إعادة النظر في بعض بنود الاتفاقية الامنية الموقعة بين العراق والولاياة المتحدة.وإعادة صياغة بعض البنود بما يكفل بقاءاً أطول وأكثر شرعية فالعملية تدخل في المساومات من بستطيع أن بعطي أكثر للمحتل يحصل على الاكثر من المحتل. (ثانياً)عدم إكتراث القوات المحتلة لتدهور الوضع الامني والذي أيظاً يصب في مصلحة المحتل من أجل جعل الموقف يبدو أن العراق سوف تلتهمه إيران وهذا الامر سوف يدفع بالرأي المعارض للوجود الامريكي في العراق كمحتلين الى القبول ببقاء القوات الامريكية ولحين جاهزية القوات العراقية وهذا يدخل في جانب تبادل المصالح والاتفاقات بين الدور الايراني والامريكي,فكلما صَعَدت إيران من أعمال العنف عبر مختلف أواته كلما سهلت مهمة المحتل الامريكي بالبقاء في العراق,,ان جاهزية قوات عراقية تحافظ على امن في العراق مرتبط بصدق المحتل على تهيئة هذه القوات وتدريبها و سوف يتطلب وقتاً الى ما خططت له ستراتيجيته في العراق و في المطنقة.ولو كان المحتل صادقاً بتهيئة قوات أمنية وعسكرية مقتدرة لخطى خطوة أكثر سهولة و ذلك بإتجاه إعادة الجيش العراقي السابق والقوات الامنية للخدمة ولكنه يراوغ على حساب مصلحة الشعب العراقي مستفيداً من تردي كل الاوضاع في العراق التي يوظفها لصالحه. (ثالثاً) تحقق تحولات في الرأي العام نتيجة الفشل الكبير في العملية السياسية وشعور بأن الولايات المتحدة هربت من العراق وأخلت بالتزاماتها بجعله بلدا مستقرا قبل الانسحاب ,وأن هذا الامر أدى الى تزايدت الأصوات المطالبة بعدم انسحاب القوات الاميركية ما لم يتحقق استقرار كاف في البلد. و أثمرت الخطوة الامريكية بالانسحاب في إضافة موقف لصالحها,حيث نظمت حملة كبيرة في وسائل الاعلام العراقية وبعض السياسين الحاليين الكثير من الانتقادات للقرار الامريكي بالانسحاب والذي سيترك إحتمالات مؤكدة لعودة العنف الطائفي في العراق. فهي ترى الزيادة الاخيرة في أعمال العنف والتفجيرات والاغتيالات ومع تداعيات الواقع السياسي وتصاعد التصريحات الحادة والقوية المتبادلة بين السياسين العراقين في حملتهم لتشكيل حكومة, وبالاضافة الى تبادل التهم بين أطراف ما يسمى بالعملية السياسية لا ينبئ الى أية حالة من الاستقرارفي العراق. إن كل هذا الجهد الاعلامي سواء كان عبر الفضائيات والصحف المشبوهة أو من خلال تصريحات المشاركين باللعبة السياسية يهدف الى خلق قناعة لدى الرأي العام العراقي بأن التواجد الامريكي هو الضمانة لإستقرار العراق وفي نفس قد يغير في نظرة العراقيين والعرب وحتى العالم للنظرة السلبية التي لصقت بالولاياة المتحدة عندما خرقت القونين الدولية وغزت العراق في 2003! إنها جزءاً من فبركة هوليودية لاضهار بأن الولاياة المتحدة راغبة بترك العراق للعراقين وقد أوفت بوعدها ولكن العراقيين لم يصلوا الى مستوى النضوج السياسي الذي يسمح لهم بإدارة البلاد لوحدهم,وبالتالي إن الاصوات كثيرة التي تطالب ببقاء أو عودة قوات الخلاص الامريكية,أي لعبة هذه وأي عقول بسيطة تحركها اللعبة الامريكية الايرانية في العراق..