يقولون دائما ان السكوت احيانا علامة من علامات الرضا والقبول ! فمنذ دخول الاحتلال الامريكي الذي ساعد على اعتلاء الفاسدين والفاسقين سدة الحكم في العراق يلاحظ المتتبع لمجريات الأحداث السياسية العراقية ان الأمم المتحدة بالرغم من حقها القانوني الذي يمنحها حرية الحضور وفق المبادئ التي تضمنها ميثاق القانون الدولي لغرض تطبيق الأحكام العامة المتعلقة بحفظ الأمن والسلم الدوليين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء .. لكن نجد انها تقف عاجزة ومكبلة تجاه مايجري في حلبة صراع المصالح والنفوذ العقائدي والاستراتيجي بين الغرب وأمريكا من جهة والنظام الإيراني والموالين له من جهة أخرى, واخيرا موقفها الغامض من الحكومة العراقية العميلة التي دخلت الفراغ الدستوري منذ 13 /7 /2010 والتي ما زالت تتصرف وكأنها تتمتع بالصلاحيات الدستورية التي كانت تمارسها قبل أربع سنوات بالرغم من أن فقه مايسمى بالدستور وفلسفة القانون لا تمنحها الشرعية بعد انسحاب مايسمى بالائتلاف الوطني عنها, ناهيك عن التصريحات الإيرانية التي يطلقها كبار المسؤولين حول تشكيل الحكومة الذي يعطي دلالة واضحة على تدخل ايران السافر وأخذ زمام المبادرة من الأمم المتحدة وأمريكا بتأييد ومساندة أحزاب وكتل سياسية ودينية عميلة لها داخل العراق , لذا نجد ان الأمم المتحدة التي تتبجح بحق ترتيب البيت السياسي العراقي حسب قرارات مجلس الأمن ذات العلاقة اصبحت شبه مشلولة نتيجة تحجيم دورها من قبل ساسة اليوم في العراق (عملاء ايران) مثل .. حزب الدعوة العميل .. والمجلس الأعلى .. وجماعة مقتدى .. وحزب الله .. وغيرهم كثيرون ممن تربوا على السحت الحرام وارتضوا إن يبيعوا شرفهم وكرامتهم وبلدهم من اجل حفنة من .. التومانات .. هؤلاء النكرات الذين يسمون أنفسهم اليوم " سياسيون" هم الذين لا يروق لهم التعرض الى إيران ونظامها ولو بكلمة سوء فقد ساهموا ولازال يساهمون في إسكات الكلمة الحرة المعبرة داخل العراق التي قد تسلط الأضواء عن هذه الحقائق المؤلمه ومايجري في عراق اليوم , هذابالاضافة الى الموقف الاكثر غرابة والذي يتسم بالسكوت المذهل .. من قبل السيد .. اد ميلكرت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة .. وكذلك موقف لجنة حقوق الإنسان التابعة إلى الجمعية العامة ومقرها بغداد عن ما يجري في العراق من قتل ودمار وويلات وانتهاكات مرعبة لحقوق الانسان وتدخلات خارجية بشؤون البلاد ونهب لثروات الشعب المنكوب!؟. ان هذا المنعطف التاريخي الخطيرالذي يضع مستقبل العراق العروبي في مهب الريح والذي يهدد وحدة أراضيه وثرواته التي أصبحت عرضة للنهب والسلب من كل الأطراف المتصارعة انما يعطي دلالة واضحه على عودة حكام عيلام والبرامكة والبويهيين والصفويين وكل دهاقنة بلاد فارس الى ارض الرافدين برضا وبموافقة الامم المتحده ومجلس الامن , فقد عادوا من جديد بثياب المذهبية والمظلومية من اجل احياء الإمبراطورية الفارسية المقبورة مع غياب دور ميثاق آخراكثر اهمية داخل البيت العربي الكبير إلا وهو ميثاق الجامعة العربية الذي ساهم العراق بتأسيسها عام 1945 أين هي؟ وأين هو أمينها العام؟ وأين الإجماع العربي من هذه القاذورات والفايروسات القاتله التي انتشرت بسرعة البرق في ثنايا الجسد العراقي بعد إن وجدت لها حاضنات قبيحة من خلال احزاب وشخصيات عميلة تربت في قم وطهران .. ؟؟ اين هؤلاء جميعا من سرقة أصوات العراقيين وتزوير الحقائق والوقائع التي أفرزتها نتائج الانتخابات المهزلة .. ؟ ماهو موقف فقهاء وعلماء ومثقفي امة العرب من تدمير الثوابت والثقافة العراقية عبر أدعياء ومعممين فاسدين وفاسقين ساعين بشكل حثيث جهارا نهارا دون حياء .. الى إنشاء جيل طائفي قائم على الولاء لولاية الفقيه ومؤمن بالريزخونيات والطم والنواح الدائم بمناسبة او غير مناسبة محاولين شل تفكير الشباب العراقي وقتل مفاهيم روح الانتماء للوطن والقومية وذلك من خلال الاهتمام بالمفاهيم الطائفية وإشاعة مفاهيم الولاء للمذهب والأحزاب والشخوص وتوزيع أدعية وكتب وأقراص لمحاضرات تافهة تتفاخر بعصابات الجريمة والمليشيات وتساهم في انتشارها بين أوساط الشباب .. ؟؟ عجبا من سكوت هؤلاء جميعا .. عما يحدث اليوم في العراق .. فهل دائما يكون السكوت علامة من علامات الرضا والقبول ؟! نعم . هذه المرة السكوت حقا علامة الرضا على مااعتقد ليس عجز وضعف او قبول بامر الواقع .. وانما التقاء مصالح مشتركه بالرغم مما يصيب البلاد من دمار وهلاك وانحدار الى الهاويه .. فهم لايريدون الخير للعراق ولشعب العراق .