لكتابة هذه المقاله سبب غير كل الاسباب... فليلتي الرمضانية قطعها احد الاصدقاء والرفاق ليقول لي هلا فتحت بريدك الالكتروني وقرأت ما كتب الصراف.. وما كتب الصراف؟ وان كنت من الدائمين على قراءة ما يكتب لكنني لم اشأ ان اقطع ليلتي وانا على وشك وقت السحور لأقرأ في السياسة والاجتماع والادب؟ قم واقرأ.. اترك ما بيدك واقرأ، فقد كتب ما يعجبك.. وما الغرابة في ان يكتب الصراف ما يعجبني، فالصراف حل احجية، ان يكون معارضا ومقاوما شريفا ولم يغلب، قبض على جمرة الايمان بالله ثم بالعراق الحر الموحد ولم يأبه، فلا ريب كل ما سياتي به يعجب، والا هل يجوز لبعثي مثلي شرب ماء البعث وارتوى، وعاصر انجازاته ونمى، وهالته اخفاقاته فاكتوى، وحضر اجتثاثه ورفض، ونظر الى اشراقة شمسه فومض، هل يجوز لمثلي ان يتمنى لو كان معارضا للبعث خلال حكمه وعنفوان انجازاته؟ اذا كان موقف المعارض يرقى ليكون عنوان الصمود في زمن الجمر والنار كما هو الصراف فاني والله اتمنى لو كنت مكانه، فهل يكون ملهم الحرية في زمن القيود غريبا في عطاء يعجبني، او مقالة يكتبها فتبهرني.. ولكنني اليوم مشغول برمضان ومشغول بالبعث المبعوث من جديد يفتح آفاقا لحرية ازفت، اينعت، اثمرت وحان قطافها. قم ولا تتأخر فما كتبه الصراف اليوم هو في صلب ما انت مشغول به، عجبا لهذا الصديق والرفيق لا يريدني ان اقضي ليلتي بهدوء الا ان ينزل دمعتي، فانا اعرف الصراف لن يستجيب لنداء عيني ليتركها وشأنها، فالدمع خادم مطيع للصراف يصرفه كيف يشاء. عماذا كتب الصراف يا أخي؟ انه يعقب على اخيك ورفيقك ابي محمد ممثل البعث والمقاومة لسان حالنا كما تصفه؟ قفزت، اتيت بجهاز الكومبيوتر ولا ادري لماذا طالت فترة تشغيله هذه المرة، وكانت المقالة قد وصلتني من احد الاصدقاء المخلصين الذي اذاق المالكي وزبانيته شر الهوان، يقول صديقي البطل ذاك، أقرأ اخي ما كتب الصراف واعطني رأيك. قرات المقال يعقب على بيان ممثل البعث ردا على رد شركاء المقاومة على خطاب بطل المقاومة وقائدها الرفيق المجاهد عزة الدوري، البعث حاضنة المقاومة، هكذا قالها القائد الدوري، وماذا في ذلك ايها الاخوة؟ نعم نحن حاضنتها والمدافعين عنها وعنوان صمودها وحاملين لواء سياستها ونواة اصغر واكبر فصائلها. وهذه حقائق لا ينبغي لأبطالٍ اعزاءٍ اصحابَ غيرةٍ وشرفٍ مثل شركاء المقاومة والجهاد ان ينكروها علينا، كما لا ننكر صولاتهم وجولاتهم التي اذاقت المحتلين واعوانهم الهوان والذل، ولا ننكر حين لبوا نداء الحق نعم للجهاد وليس طريق غيره نعيد به العراق. نعم أخطانا ويخطئون، واحسنا ويحسنون، لكن لم نبخل عليهم باي شيء ابدا، وما اظنهم يبخلون. ونحن واياهم في طريق ليس فيه مسارين، ان عادوا قطعوا طريقنا، وان عدنا اغلقنا عليهم طريقهم، وان واصلنا معا طريقنا عاد العراق حرا موحدا، فهل فينا من مخير في العودة؟ لقد اخترنا واختاروا المسير في ذات الطريق، البوصلة ذاتها، والقراءة عينها والضوء نفسه، نسرع تارةً ويبطؤون ونبطيء اخرى فيسرعون، اذا وصلنا قبلهم مهدنا لهم، واذا سبقونا تفضلوا علينا وما نحن بناكرين فضلهم وهم كذلك فاعلين. ولدنا جميعا في نيسان، اخوان توائم، فينا السمين وفينا الضعيف، فينا الطويل وفينا القصير، فينا الابيض والاسمر، فهل تنكر الفروق اخوّتنا. يراقب الطويل منا الطريق ويبذل القصير منا وقته يرقعه خوفا على الطويل من التعثر، لا يستغني احدنا عن الاخر فالقصير طويل باخيه والطويل حريص متحوط باخيه. يقول بيان البعث، "ودعا الممثل الرسمي للبعث جميع فصائل المقاومة إلى تجاوز أية حساسيات أو نوازع فردية أو أية أخطاء قد يرتكبها أعضاء في هذا الفصيل أو ذاك بحق فصيل آخر، والتوجه بدلا من ذلك إلى العمل الجاد للتنسيق والتعاون وتحقيق أي مستوى ممكن من التوحد في أي ميدان من ميادين العمل القتالي أو السياسي أو الإعلامي أو التنظيمي ما دامت كل الفصائل متفقة على هدف واحد وتسير في طريق واحدة لتحرير العراق واستعادة سيادته واستقلاله وأمنه واستقراره" ولعل هذا ما اعجب الصراف واستثار قلمه وهو كذلك ما اعجبني وغيري ممن يهتمون بتوحد الفصائل الجهادية والنضالية في نسق واحد مهما مثل ذلك النسق مما نحب ونرضى لفصائلنا الجهادية والسياسية. فكل خطوة تنسيق بينها هي خنجر في خاصرة الاحتلال وعمليته السياسية الموئودة، وهي كذلك امل للعراقيين من اجل الخروج من نفق الاحتلال المظلم. وينبغي ان يتذكر كل منا وقبلنا ابطال الفصائل جميعها انهم ليسوا مخيرين في ان يكونوا موحدين في مواجهة الاحتلال، فالنساء والثكالى ينتظرن الفرج بهم، واليتامى عيونهم على الطرقات ينتظرون ظهورهم، والشيوخ اشتروا الحرية والشرف بدماء وارواح اغلى ابنائهم على امل عودتهم بكم وبرجالكم، مئات الاف الاسرى والمعتقلين ينتظرونكم لكسر اغلال اسرهم، كل الجثث المجهولة الهوية التي تملأ شوارعنا تنتظركم لتعيدوا لها هويتها، حتى اقلامنا تترنح حين تتاخرون وتتسابق حين تتسابقون. الاف الاطباء والمهندسين والاساتذة والقضاة وخيرة ابناء العراق بانتظاركم، بانتظار عودتكم، لأنهم يعلمون ان لا عودة لهم من غير عودتكم، اطفالنا الذين تربوا في غربةٍ فرضها الاحتلال عليهم يختلفون في كل شيء الا في حبكم وانتظار توحدكم، فهل انتم مخيرون في توحدكم؟ لا ومائة الف لا، لستم مخيرين، اختاروا الطريق الذي ترغبون واختلفوا ما تشاؤون الا في ان تخذلوا كل اولئك فلن تستطيعون، قدركم ان العدو يسقط بتوحدكم فهل انتم رادون لقدركم، ما اظنكم فاعلين بل انتم عليه غير قادرين. فالقدر لا يرده الا صاحبه وهو القوي المتين.. اللهم فهيئ لهم من امرهم رشدا، اللهم آمين. عاشت المقاومة العراقية بكل فصائلها وتنظيماتها عاش العراق واحدا موحدا عزيزا مشرقا تحية لقائدنا المغوار عزة الدوري.. وتحية مثلها لكل قادة الفصائل الابطال في ارض الجهاد موعدنا جميعا ساحة الاحتفالات الكبرى في بغداد المنصورة بقوة الله