ومن الامور المثيرة للسخرية أن العراق بعد غزوه وإحتلاله في عام 2003 تم حل الدولة بشكل كامل بدءاً بحل الجيش وقوى الامن الداخلي وكل مؤسسات الدولة الاخرى ومن ثم إعادة هيكلة الدولة بشكل أخر وإعادة إصدار إنظمة جديدة ووضع سياقات لعمل الدولة الجديدة والغريبة ,وقد ساهم في ذلك المحتل بشكل كبير,وحتى إن ما يسمى جيش العراق الجديد لا يملك أي مقومات فنية أوعقيدة عسكرية تقربه من أي جيش من جيوش العالم فهو لا يتعدى كونه قوة دُربت على حرب الشوارع وحتى في هذا الجانب يفتقد للكثير من التدريبات الفنية والعسكرية. أي لم تعد الهيكيلية القديمة لمؤسسات الدولة ولا لسياقات عملها السابقة قائمة فقد تبدلت جذرياً. ومن جانب إخر صدرت قرارات سيئة وتتعارض مع وثائق حقوق الانسان مثل القرار السئ(إجتثاث البعث). يعني تغيراً في فلسفة النظام كلياً من نظام وطني قومي إنساني الى نظام طائفي عرقي قائم على القتل والسلب النهب والاغتيالات(وهذا ليس تهكماً على أحد بل هذا ما جاء في مجموعة التقارير لمنظمات غير حكومية من داخل العراق وخارجه وأيظاًمن مؤسسات ومنظمات دولية الى جانب الحقائق التي لا زال يعيشها العراق اليوم).والامر الخطير الاخر أن نظام الحكم في العراق ومنذ إحتلاله في عام 2003 ولغاية اليوم مر بحكم مباشرمن قوة الاحتلال عن طريق حاكم أمريكي وثم من مر بأربعة حكومات تحت سلطة الاحتلال, وهذا التغير الاخير وتحت سلطة الاحتلال يعطي الدلالة اكيدة أيظاًعلى إستمرار فقدان العراق لسيادته. أن كل هذه الظواهر في نظام الحكم تشير الى أن ديمقراطية الحكم في العراق أختلفت جذرياً عن الفترة التي سبقت الاحتلال الى الفترة التي أعقبت الاحتلال,وهنا السؤال المهم الذي يعرف الكل إجابته. ما الحاجة وبعد هذا التغير الكبير في نظام الحكم في العراق فلسفةً ودستوراً ومؤسساتً ببقائه تحت طائلة البند السابع؟إذاً كما قلنا إن الموضوع أكبر من ذلك.!ولم يكن بسبب موضوعة الكويت وإذا لم تكن الكويت موجودة فهنالك الكثير في جعبة الصهاينة من مؤامرات,فمظلومية طائفة أو قومية وإبادتهما كانتا مطروحتين للعب بهما إذا لم تنفع أكذوبة خطره على الامن والسلام الدوليين وكل الادوات والبيادق كانت جاهزة لهذه اللعب وكل الوسائل معدة لضرب الوطن و قتل الشعب وسلب إرادته و سيادة العراق في حينه,واليوم قد تحقق كل ذلك ولكن الى حين أن شاء رب السماء والارض وبعدالته,والذين يتربعون على السلطة في العراق وينفذون التعليمات كطلاب مجتهدين يعرفون جيداً الحقيقة ,ولذلك لم يعترضوا على القرار الاخير الذي يسلب سيادة العراق و يبقيه تحت المطرقة. إن الموضوع أكبر من كونه العراق,فهو يبدأ من العراق ليسلب إستقلالية المنطقة ووصولا للمناطق الحرجة والتي يمكن أن تؤثر على السياسة والعلاقات الدولية,إن الحقيقة تكمن بأن العراق مفتاح المنطقة وإذا ما كًبلت يديه الثوريتين فإن الضمانة الاكيدة لبقاء الاطماع الاجنبية بأمان,هذا الامر لا يطمئن له الاعداء لان شعب العراق العربي يعتز بإنتمائه للامة أُصولاً ونضالاً وفيه من القدرات والامكانيات التي تؤهله لممارسة هذا الدور النضالي وكيف الحال إذا حضى بنظام وطني قومي ثوري يتحصن بعقيدة البعث الخالد وكجزء من حتمية تأريخية عربية عراقية سيعود العراق لممارسة دوره في قيادة النضال القومي والانساني.إن هذا هو السبب الحقيقي لتجيش الجيوش والعدوان عليه في عام 1991 وغزوه و إحتلاله لإ عام 2003..