شبكة ذي قار
عاجل










بمرور الأيام والأشهر تتبخر جميع الوعود والأحلام الوردية التي أراد الرئيس الأمريكي باراك أوباما, قبل وصوله الى البيت الأبيض, أن يبيعها في سوق السياسة العربية - الاسلامية التي تتقبّل"البضائع" الأمريكية على علاّتها دون أن تسأل لا عن سعر البضاعةأو تكاليفها ولا عن تاريخ إنتهاء مفعولها. فالحكّام العرب, ومعهم قطاعات واسعة من الشعوب التي سّلمت, إستسلاما وعجزا ولا مبالاة, كل شوؤنها ومقدراتها بيدهم, مغرمون بكل ما هو آتٍ, بما فيها السُم الزُعاف, من دولة العم سام. ولا حاجة للتذكير باننا نحن العرب يعود لنا الفضل الكبير, لأن خزائننا ونفطنا لم تنضب بعد والحمد لله, في إستمرار نمط الحياة الترفيهي الباذخ في دول الغرب, والمبني على الاستهلاك المستمرالمنفلت العقال. كما أن الحكومات العربية دون إستثناء تقريبا ساهمت وما زالت على إستعداد تام للمساهمة, في جميع حروب أمريكا العدوانية خصوصا تلك التي تكون ضد بعضنا البعض. بل أننا نكون أشددّ بأسا وقسوة إذا كانت الحروب الأمريكية أو الصهيونية ضد دولة عربية أو مسلمة, والعراق وأفغانستان المثال الصارخ. رغم كون هذه الحروب لا شرعية ولا أخلاقية وتدخل ضمن خانة الغزو والعدوان المسلّح الخارج عن القانون. ولأن قدرتنا على تقبّل الخداع وإن مهارتنا في خداع النفس عالية جدّا فكثيرا ما تسحرنا وتصيبنا في مقتل الكلمات المعسولة والجمل الرنانة والابتسامات العريضة التي تصدر عن أي رئيس أمريكي جديد. لا يهمّنا لونه أو جنسه أو الحزب الذي ينتمي اليه. وسيان بالنسبة لنا إن كان الرئيس الأمريكي راكبا حمارا أو ممتطيا فيلا. وبما أن الخيانة وعدم الوفاء والتلوّن كالحرباء, هي الصفات المميّزة للحكّام العرب, فسرعان ما تراهم يتانسون ويتجاهلون علاقتهم وصداقتهم"الحميمية"التي أقاموها بالكثير من التنازلات والخضوع ولحس الط.... وصفقات الأسلحة المكدّسة في مخازنهم بمليارات الدولارات, مع الرئيس الأمريكي السابق. لكن يجب الاعتراف بان قدوم باراك اوباما الى البيت الأبيض, بعد سنوات الفوضى الدموية الهدّامة لفترة حكم المجرم بوش الصغير, حظيَ باستقبال خاص مصحوب بأمال وأماني عريضة من قبل دول وشعوب كثيرة. طبعا, وكعادة معظم الرؤساء, ليس في أمريكا وحدها, الذين سرعان ما يتخلّون ويضعون جانبا كل ما قالوه وتفوّهوا به من عذب الكلام وحلوه قبل إنتخابهم, ليبدأوا مرحلة"التكيّف" التدريجي للدور الجديد والخضوع اللامشروط لسلطات وقوى, بعضها معروف وظاهر وبعضها يعمل في الظل والظلام الدامس. وهكذا فعل باراك أوباما. لأن هذه السلطات هي التي تمسك بقوة وإصرار وتفنّن بخيوط اللعبة, خصوصا فيما يتعلّق بالسياسة الخارجية الأمريكية. إن أن باراك أوباما, الباحث عن نصر مستحيل في أفغانستان,أرتدى قبّعة الكاوبوي بوش الصغير وتسلّح بنفس السلاح والأفكار والطروحات. وأصبح يردّد, في عملية إسنتساخ مشوّهة, نفس الجُمل البليدة التي يدرك الجميع أنها تناقض الحقائق على الأرض بشكل صارخ, كالقول مثلا "إننا نحقّق تقدم.. رغم الصعوبات ...". أو "إننا عازمون على القضاء على الارهاب". دون إعطاء مفهوم ولو أوليّ عن لون وشكل وطعم هذا "الارهاب" الذي راح يحدّد وينظّم علاقة أمريكا مع الآخرين. بينما يجمع العالم كلّه على أن"التقدّم" الوحيد الذي حقّقه جيش باراك أوباما في أفغانستان هو قتل وتشريد المزيد من المدنيين الأفغان وتدمير العشرات من القرى والبلدات, التي هي أصلا في وضع لا تُحسد عليه. فضلا عن موت وإصابة العشرات من الجنود الأمريكان ومن حالفهم في هذه الحرب التي يتلاشي فيها يوما بعد آخر حلم الانتصار الذي يراود باراك حسين أوباما. لقد ظننّاه, وبعض الظنّ إثمٌ, بانه حَمل وديع يمكن للعالم في ظل فترته الرئاسية أن ينعم بشيء من الاستقرار والتقارب وإستخدام لغة الحوار والدبلوماسية بدل التهديد والوعيد والتكشير عن الأنياب. لكن باراك أوباما, المُحاط بشلّة من عُتاة الصهاينة والحاقدين على كلّ ما هو عربي ومسلم رغم نفيهم وتظاهرهم بعكس ذلك, حافظ على مضمون ومحتوى سياسة سلفه المجرم بوش الصغير, بعد أن أجرى تغيرا طفيفا في الوسيلة والكيفية.على أساس أن كلّ الطرق الى روما تؤدّي. واليوم تتحفنا وسائل الأعلام والأخبار, نقلا عن صحيفة أمريكية, بخبر طازج يقول أن الشيخ باراك حسين أوباما بعث برسالة سرّية الى المرجع الشيعي"العراقي"على السيستاني يُطالبه أو يناشده فيها لا فرق ببسط عمامته المباركة على أحجار الشطرنج - حكّام المنطقة الخضراء - ليسارعوا في تشكيل الحكومة الجديدة لكي يضيفوا إنجازا ملموسا لسجلّ الرئيس باراك أوباما الخالي حتى هذه اللحظة من إي إنجاز يُذكر على الصعيد الدولي. mkhalaf@alice.it




السبت٢٦ ÔÚÈÜÇä ١٤٣١ ۞۞۞ ٠٧ / ÃÈ / ٢٠١٠


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق محمد العماري طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان