3- أن المحتل الغربي لم يدرب ولم يدرس عملائه على مفهوم الديمقراطية في الغرب,لكي يكون في مقدورهم أن ينفذوها وبدون إنحراف عندما يَجْلَسهم على كرسي الحكم,بل فشل وفشلوا هم معه في تنفيذ أي شكل من أشكال الديمقراطية في العراق بعد الاحتلال,إن لم يشوهوها ,لانهم بعد أن وضعهم المحتل على سدة الحكم طلب منهم تطبيق نظام ديمقراطي لكي يستطيع هو (المحتل) ان يستوعب نقد الرأي العام العالمي على غزوه للعراق و من ثم يستطيع ويستطيعون هم معه أن يبرروا بالكذب والتضليل تشريعات خيانية وقاسية وغير قانونية والتي هي جزء من التسهيلات التي تبرر الاحتلال وعمالة التابعين مثل القوانين السيئة ( قانون إجتثاث البعث وقانون حل الجيش العراقي واصدار دستور بطريقة كارتونية مضحكة هم أنفسم اليوم ينتقدون أكثر فقراته). أن معضلة تشكيل الحكومة في العراق بعد إنتخابات 7 أذار من عام 2010 يعود بالاساس الى فلسفة العملية السياسية التي أوجدها المحتلون ( الامريكي والايراني وعلى حد سواء) وأن فشل العملية السياسية يعود للعقلية التي صاغتها ونسجت خيوط مبادئهاوهوالمحتل,ومكابرة بعض اطراف المشاركين في العملية السياسية ومزايدتهم أمام الشعب العراقي بأن حل مشكلة تشكيل الحكومة ومعه المحتلون لا يمكن أن يتحقق الا من داخل المشاركين بالعملية السياسية في العراق وليس من خارج العراق هو غباء بعينه أو التغابي نفسه,لان فلسفة هذه العملية نسجها المحتلون وفك رموزها لا يقدر أحد أن يحلها إلا المحتل نفسه والمحتل يريد أن تتعقد وتتشابك حلول تشكيل الحكومة لكي يدفع بعملائه أكثر نحوه ويبعدهم عن الاجواء و المناخات للحلول الوطنية وبذلك يضمن تبعية النظام السياسي القادم له..إن هذه الصور المتعددة عن العراق بعد الاحتلال بداً بقوانين سيئة وظالمة والاصرار على تطبيقها بطابعها السياسي ولغاية اليوم وتصارع المشاركين في العملية السياسية على مغانم السطة وتفرج المحتلين على تدهور الوضع في العراق وبكل أشكاله وتعقد تشكيل حكومة وتوقعي لارتفاع مستوى التصادم بين هذه الكتل الى مستوى الاقتتال العلني إذا لم يتدخل المحتل الامريكي لحسم الموقف لانه يمتلك الجزء الاكبر من الحل,تعطي هذه الصور الاستنتاجات التالية وحسب تصوري الشخصي: ( أولا ) - ان المشاركين الحالين بالعملية السياسية في العراق لا تتعدى ثقافتهم للعملية الديمقراطية حدود الشعارات,وهذا يتحمله كلياُ المحتل لانه أعد لهم الطبخة وهم لا يعرفون شيئاً عن مكوناتها وأصولها و لا حتى الدرجة الحرارية التي عندها تنضج الطبخة,ولكن جزء من إستخافه بهم ودرايته بأنانية ومحدودية أهدافهم التي لا تتعدى إسقاط النظام وإعتلاء سدة السلطة وتحقيق مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة. وبالطبع هذا يتوافق مع أهدافه الحقيقية لاحتلاله العراق,وفي نفس الوقت أدخلهم باللعبة الخطيرة هذه وأحتفظ بخيوطها الاساسية عنده,وما تخبطهم في كل مرحلة من مراحل مسيرتهم السياسية في العراق الا دليل على أن عناصر وقواعد العمل السياسي ليس عندهم بل عند الذي ورطهم في هذه اللعبة الخطيرة وبالطبع يكون وعلى الدوام الشعب العراقي يدفع ضريبة هذا التخبط ,إذا ما طُلَبَ من اي من المشاركين في هذه اللعبة إذا ما طُلَبَ تفسير عن أسباب هذا التخبط في الحياة العامة في العراق(السياسية والامنية والاقتصاديةوالاجماعية)فليس لديهم الاجواب واحد علمهم لهم المتحل بأن العملية لابد لها من طريق ووقت للنضوج وهذه ضريبة لا بد أن يدفعها الشعب العراقي وهم لا حول ولا قوة لهم فيها,وأما المحتل فهو على دراية بما يجري لانه يعرف ماذا يريد والى أين سيصل بهم وبالعراق لان ذلك يقع من ضمن ستراتيجيته في العراق وفي المنطقة. ( ثانيا ً) - أن الكتلة السياسية( المجموعات والاحزاب والشخصيات) التي جاءت مع المحتل لم تتح لنفسها أن تكون قاعدة معرفية أو ثقافة سياسية لمفاهيم وأُسس العمل الديمقراطي سواء في إدارة الدولة وإستيعاب حركتها العامة سواء كان في جانبها المؤسساتي ألاداري أو الفني وإعطاء الاولية لثقافة العمل الجماعي في إدارة الدولة أو في كيفية التسيرالذاتي اللارقابي(وهو عنصر ومظهر أساسي من شكل الدولة الديمقراطية),وهذا النقص والضعف سببه أن هذه الكتلة السياسية الهجينيةوالتي إستغلها المحتل الاجنبي بشكل دقيق كانت تركز على تنمية و تقوية ثقافة الانتقام فقط بين صفوفها وبعض اللذين التحقوا بها لمجرد إختلافهم مع النظام الوطني قبل الاحتلال وكذلك إنشغالهم بجمع الثروات التي سرقوها من حصة الشعب العراقي وهي بالنسبة لهم كغنائم من غزوة قد لا تتكرر لهم.وقد أتجرء ويسمح لي الرفاق في البعث الخالد أن أُبين الصورة السليمة لحزب البعث عندما كان في خندق المعارضة للانظمة,ولاقول المقارنة لانه لا توجد مشتركات في الشكلين والتركيبين المتخندقين في صف المعارضة.حزب البعث وهوفي حالة المعارضة كان لا يقف عند حدود ثقافة التغير في الانظمة ولكنه كان ينزع بتثقيف أعضائه وجماهيره على البدائل المستقبلية والحلول الوطنية والقومية للمشكلة القطرية والقومية ووصولاً الى مشاكل الانسانية,ولم يكتفي بنقد أو حتى مهاجمة الانظمة الفاسدة ولكنه كان يطرح البدائل العريضة للاوضاع السلبية التي كان يعيشها الشعب العراقي سواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي لا تخص الحزب وجماهيره بل كل ما يتعلق بالشعب العراقي والامة العربية ويحمل مسؤلية التغير أو بالادق تحقيق الثورة لكل الاطراف والاحزاب الوطنية,ومن ثم يدعوللتغير والثورة وإقامة الجبهات الوطنية القومية التقدمية ولم يوظف هذا الشعار المركزي للاستفادة من قيادته للثورة بل كان يقوم بالثورة وتدخل الثورة مرحلة الاستقرار وعند ذلك يدعو لحقيق الجبهات لكي تصل رسالته للاخرين بإن الجبهة ليست دكة ليعتلي يها السلطة ولكن دعوته للجبهات من موقع الاقتدار وقيادته للثورة,وفي نفس الوقت كان يهئ كوادره المتدربة أصلاً على الادوار القيادية في الحزب لدراسة موضوع السلطة ومغرياتها ويحدد أن السلطة وسيلة وليست غاية وهذا لا يعني أن وجود بعض الاخطاء في التطبيق هو إنحرفاً عن النهج السليم للحزب,وكان الحزب و يإستمرار وهو في نضاله السري يشجع كوادر ويهيئها علمياً وثقافياً لان تكون كوادر في دولة الثورة.والامر الثاني أن الحزب بعدما حقق ثورته لم ينتهج نهجاً إنتقامياً من كل اللذين عادوه بل بدء بترجمة شعاراته التي كان يرفعها قبل الثورة,والامر المهم والخطير أن الحزب بعد الثورة بدء يثقف أعضائه وجماهيره من مخاطر السلطة ورفع شعرات كثيرة وكتب الكثير(وهم كُثْرُ) من مثقفيه في هذا الجانب ومنها على سبيل المثا لا الحصر (لكي لا تبتلع الدولة كوادر الحزب ,عملك شرفك فمن لايعمل لاشرف له) وصل الامر بربط قوي بين النزاهة و الاخلاص والنشاط الحزبي والعمل في دوائر الدولة عندما أصدر قرارات العقوبات المتبادلة,ولم يتوقف الحزب يوماً ومنذ إنتصار ثورته عن مراقبته لانحرافات التي قد تحصل في مؤسسات الدولة وقد شكل اللجان الحزبية في كل الوزارات لمراقبة أية حالة إنحراف وقد تحقق الكثير فيهذا الجانب ,وكان يركزعلى ثقافة أن المواقع القيادية في مؤسسات الدولة ليست ملكاً للحزب بل لكل ابناء الشعب,وهذا يمكن تدقيقه من سجلات الدولة (إذا أيقى المحتل على جزء منها)لانه كان الكثير من هذه المواقع القيادية في الدولة شُغلت من قبل عناصر لها إرتباط عائلي أو شخصي بإحزاب من الاحزاب التي تحكم العراق اليوم والتي كانت في السابق تعادي النظام, بل كانت هذه القيادات في مؤسسات مهمة وخطرة في الدولة العراقية,ولم يكن ينظر الحزب للخليفة السياسية لهذه الشخصيات ولا الى الارتباط العائلي بإحزاب معادية للنظام قبل الاحتلال.إن كل الذي ذكرته يمكن لاي متتبع أن يدققه في مقررات المؤتمرات القطرية أو القومية للحزب ويلاحظ الدقة في الذي ذكرته وهوقليلً من فيض كثير.أين هذا من الذي يحصل اليوم؟فيكفي أن نقول أن حزب البعث كان ينتهج سياسة إقتصادية وإجتماعية وثقافية نابعة من واقعه وهو الذي وضعها وصاغها ويعرف كل مفرداتها وفي يديه مفاتيح أقفالها,وليس كما يحدث اليوم ومثال واحد تخبط وفوضى في عملية فرضها المحتل وهو ما سمي بقانون النفط والغاز هو يخطط وهو ينفذون وحتى لا يحق لهم أن يعرفوا أي أفق من أفاقها المستقبلية,أعتذر إذا ما تقربت من أوجه المقارنة وبالطبع هذا ليس تعالياً بقدر ماهو حقيقة تؤكد أن لا مشتركات بين الوضعين.. أن إيماننا بالرب خالق السماء والارض الواحد الاحد لا يتزعز بأنه قادر أن يهدي من يشاء,وإذا ما أفترضنا أن الوطنية أثرت في البعض من الاحزاب أو التكتلات أو الشخصيات التي تحكم اليوم,وإن هذا التغيير لم يكن بسبب الاستئثار بالسلطة ولا بميكافيلية مستهجنة,أقول أن أرادت أن تصلح موقفها فلابد أن تكون بدايتها بالتصحيح من داخلها,اي بتغير نهجها وعقيدتها وسوف تنعكس هويتها الجديدة تلقائياً أمام الشعب العراقي,ولكن الصراخ بالتغير وبخطاب سياسي مفبرك يبيقيها حبيسة عقيدتها سواء كانت طائفيىة أو عرقية , وفي تقديري الشخصي إن أي تغير حقيقي في هذه الكتل السياسية سوف يظهربخطوة تتسم بالرؤية الواضحة والادراك العقلاني لحقيقة البعث الخالد ويتفهم جيداً أن كل الكبوات والسبيات بجانبها النهوض والايجابيات هي خصلة للاحزاب الثورية الحقيقية,الم يَقلب البعث الخالد صفحة عداء الاخرين لهذا الحزب العظيم ونسى لهم إساءاتهم اليه عندما دعاهم للجبهة الوطنية القومية التقدمية في عام 1973 وبعد إنتصارثورته في 17-3 تموز1968 البيضاء ,ولم يكن هذه تكتيكاً بل جزء من أخلاقيته الأساسية في العمل السياسي,وسيستمر حزب العقيدة والاخلاق ما وجد بعثيً على الوطن في بناء تحالفاته الوطنية والقومية وحتى الانسانية , لان عقيدته القومية مبنية على الحب,يقول المفكر العربي الكبير القائد المؤسس للبعث الخالد المرحوم ميشيل عفلق ( القومية حب قبل كل شئ ) , وبماأن البعث الخالد حزب الامة وقومي التنظيم والعقيدة,فلابد أن يكون الحب الركن الاول والأساسي في بناء العقيدة البعثية الخالدة. ..