كثير ما يطرح العرب مسألة العلمانية في منهج البعث، ويعتبر كثيرون بلا تمحيص ولا اطلاع على رؤية البعث لذلك، فيتصوروا انها تخل عن الدين، ولهذا أسبابه: 1. اطلاع الكثيرون من العرب على العلمانية الغربية، والتي تمثل الفصل الكامل بين الدين والمجتمع، وليس الفصل بين القانون كسلطة تتعامل مع مواطنين مختلفي الديانات والمعتقدات والتشريع أو الاحكام الدينية البحتة، أي أن الدولة مسؤولة عن كل مواطنيها بغض النظر عن معتقدهم الديني والمذهبي ، وهذا الذي اصطلح الكتاب والمثقفون حديثا عل تسميته بالدولة المدنية. 2. الحملة التي قادها المفكرون الاسلاميون ضد العلمانية الغربية، واعتبارهم أي كلمة علمانية هي دعوة الحادية. وقد يكون ذلك لسببين احدهما عدم الاطلاع على الرأي الآخر، أو هو مقصود كي ينصرف الناس عن فكر البعث، لأن هذا الفكر يهدد الذين يوظفوا الدين لأغراض ومصالح ذاتية وفئوية. 3. لم يعرف العرب العلمانية الا عن طريقين أولها الاستعمار، الذي يريد بها انحراف الأمة عن ارثها العظيم وحصنها المنيع الاسلام، وثانيهما المغتربين من الطلبة والمثقفين العرب، الذين تلقوا دراستهم وعلومهم المعرفية في الغرب متأثرين بالأفكار الغربية. 4. عدم تصدي المفكرين والبعثيين بشكل خاص لهذا الموضوع، رؤية البعث للعلمانية ومعناها في المفهوم القومي عموما والبعثي بشكل خاص، وكشف الغموض والضبابية التي اكتنفت تفسيره، جعلت المواطن العربي يظل اسير التفسير الخاطئ، بالربط بين ما يطرحه البعث وما يطرحه أعداء العرب والاسلام لمفهوم العلمانية. ولأجل أن توضح الصورة للمواطن العربي، سأقدم رؤية توضيحية لذلك من خلال الرجوع لمنهج البعث العربي المؤمن وكتابات مؤسسه الراحل المرحوم أحمد يوسف عفلق، أدعو الله أن يوفقني في كشف أي غموض. فالعلمانية التي جاء بها الغرب تدعوا الى نفي مرجعية الدين وأحكامه، وفصله عن جميع الشؤون الحياتية للبشر، على مستوى اعتقاد الفرد والمجتمع، وابعاده عن كل الشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والثقافة والتعليم والقيم والسلوك وتنظيم الدولة وعلاقاتها الخارجية والداخلية، هنا تصبح العلمانية دعوة لالحاد واحلال التشريعات الوضعية والمادية بديلا عن قيم وضعها الله للبشر ليؤدي رسالته التي خلق من أجلها. ولا تختلف المناهج الفكرية الغربية فيما بينها في ذلك، وان كانت الماركسية والشيوعية قد دعت صراحة لرفض الدين واعتباره افيون الشعوب (أي مخدرها ومخربها) فانا ارى أنها أقل عداءا للأنها كشفت عن منهجها بشكل واضح وأعلنت كفرها، لكن الدعوات الأخرى والتي جعلت الضبابية وعدم الوضوح عن حقيقتها تظل أخطر وأكثر عداءا وأشد بأسا علينا مواجهته. ففي منافشات وضع دستور جديد لسوريا عام 1950 تصدى القائد المؤسس للحزب لدعوات فصل الدين عن الدولة، بقوله: (ان علاقة الدين بالدولة التي تثار الآن في سوريا، بمناسبة وضع دستور جديد هي من أهم القضايا القومية، لاكما يريد العض أن يصورها بأنها مسألة تافهة، فهذه القضية تشمل شيئا أوسع من علاقة الدين بالدولة، وهو علاقة الأمة بماضيها، وموقفها ومستقبلها، كما أنها تعني الأسس الروحية والحقوقية التي تقوم عليها القومية العربية في المستقبل. أما الذين يقللون من شأن هذه القضية، فالمرجح أنهم يقصدون فساد الأسس التي يبني عليها دعاة مزج الدين بالدولة نظريتهم، وفساد الأساليب التي يلجئون اليها لدعم هذه النظرية، وسوء النوايا والأغراض السياسية والاجتماعية التي تحرك بعض المتزعمين لهذا الموقف، أو بعض المناوئين له) في سبيل البعث جـ1/(العرب بين ماضيهم ومستقبلهم)، هنا توضيح لموقف البعث من العلمانية وكيف يعتبرها البعث محاولة لمسخ الأمة وضياعها، ويقف البعث من محاولة فصل الأمة العربية عن الاسلام، ويعتبرها من أخطر انواع العدوان وأشدها فتكا. وفي رد القائد المؤسس على سؤال أحد الرفاق في مدرسة الاعداد الحزبي في بغداد عام 1976 توضيحا تفصيليا لرؤية البعث للعلمانية وموقفه منها، السؤال : كيف نوفق بين الموقف الايجابي من الدين وعلمانية البعث؟ فرد القائد المؤسس بحديث مسهب فيما يلي نصه: (كلمة صغيرة عن العلمانية وكيف واجهها البعث، في تراث الحزب اشارة الى ذلك قد لاتكون وافية ولكنها أكيدة ولا تحتاج الا الى توسيع وتفصيل، عند ظهور الحزب أيها الرفاق كانت هناك دعوات واتجاهات قومية تقول بالعلمانية وتعتبر بأن القومي العربي هو الذي يتجرد من معتقداته الدينية ويلتقي مع أخيه العربي على صعيد القومية العربية الحقوقية والرابطة الوطنية وكان لهذا المذهب رواج كبير بين الشبيبة المثقفة، ولكننا لم نستسغه ولم ننخدع به وأعتبرناه في أحسن الحالات والتفسيرات سطحيا وجامدا غير معبر عن الروابط العميقة التي تربط العربي بقوميته، وكان الجائز الاشباه بهذه الدعوة لأن المستعمر الأجنبي الغربي الذي كان يحتل أقطارنا، لم يخفي ارتياحه لهذه العلمانية بل كان يشجعها، لأن ذلك كان يؤدي الى افقار قوميتنا من دمها ومن نسغ الحياة فيها، من أصالتها، من روحها، لذلك كان من أول ما تصدى له حزبنا في بدايته هو هذه القومية المجردة، أذكركم ببعض الكلمات التي تشير الى ذلك، فهناك في كراس (ذكرى الرسول العربي) الى القومية التي تأتينا من الغرب على النمط الأوربي ونشير الى الفارق بين قوميتنا وبين القوميات الغربية والى أن الاسلام هو تاريخنا وهو بطولاتنا وهو لغتنا وفلسفتنا ونظرتنا الى الكون وأشياء كثيرة يصعب حصرها وتعدادها، فما الذي يضطرنا، لكي نكون قوميين سليمي الانتماء، أن نطرح كل هذا من حياتنا ونضعه على الهامش فاذن نحن ذهبنا بكل بساطة وصراحة الى واقعنا الحي، ما هو واقعنا؟ هو العلاقة العضوية بين العروبة والاسلام أما العلمانية بمعنى أن الدستور والقوانين لا تميز مذهبا على آخر في القبول للوظائف أو في كذا وكذا، هذه أمور بسيطة ونسلم بها ونحن نمشي مع هذا العصر ولا نجادل في ذلك اذا كانت المألة نصوص دستورية وقانونية ولكن البعث وضع الأمور في نصابها عندما وضع الاسلام كثورة أخلاقية وفكرية واجتماعية حاسمة في تاريخ البشر، وضعها في صلب القومية العربية. بهذا المعنى لا يوجد عربي غير مسلم، هذا اذا العربي صادق العروبة واذا كان متجردا من الأهواء ومتجردا من المصالح الذاتية، العروبة تعني الاسلام بهذا المعنى الرفيع الذي لا تعصب فيه ولا تمييز ولا شيء سلبي. أيها الرفاق لا بأس أن أتوسع قليلا وآخذ من حوادث لبنان أمثلة حية، أمثلة في غاية الأهمية، اني أسفت دوما وتألمت دوما طوال مسيرة الحزب التي مضى عليها خمسة وثلاثون عاما حتى الآن، لأن أفكار البعث لم توضح كما يجب ولم تعط من الاهتمام ما تستحق من أجل التوضيح والتوسع والتطبيق على الواقع العربي بكل ظروفه وأشكالاته وتعقيداته، ولكن كل ما جرى الآن نرى في لبنان اتجاها سبق الحوادث الأخيرة وهذا دليل ايجابي ودليل على صدق وعمق هذا التطور الفكري في المجتمع العربي، قبل سنتين على الأقل أخذت تظهر أفكار في لبنان من الطوائف المسيحية، من أفراد ومجموعات صغيرة تتمرد على المفهوم الطائفي الرائج وعلى النظرة الضيقة وعلى التعصب وأيضا على أشياء كثيرة في المجتمع اللبناني الذي هو جزء من المجتمع العربي، تتمرد على الاستغلال الطبقي وعلى الفقر والبؤس في الأوساط الشعبية الكادحة وعلى التركيب السياسي القائم على التزييف والزعامات التقليدية المستغلة والمعرقلة لكل تقدم وعلى الدعوة الانعزالية التي تنكر على لبنان عروبته وتريد عزله عن الجسم العربي، ظهرت مثل هذه الأفكار وحتى من قبل رجال دين وكانت لهم مجلات تنطق بأسمهم وفيها معالجات جريئة خلقت اشكالا ضمن طوائفهم وبين أقرانهم ورؤسائهم من طبقة رجال الدين ووصلت الى الصحف نزاعات وخصومات ولعل بعظكم اطلع على شيء من هذا في صحف لبنان منذ سنتين وأكثر. الشيء الجديد هو أن بعض هذه الأفكار كان يقول ويصرح بجرأة بأن الموقف المسيحي من الاسلام كان خاطئا من أساسه وأنه متأثر بالتبعية للغرب ومتأثر بالتربية الاستعمارية في المدارس الأجنبية وأن النظرة الجديدة الى الاسلام يجب أن تكون أنه الدين الثوري الانساني وأن العروبة والاسلام متلازمان ولا ضير في ذلك لا بل ان بعظهم خطا خطوة أكثر جرأة وكتب، وهو رجل دين ماروني مقالا طويلا وعلميا ومدعوما بالشواهد التاريخية يقول بأن المارونية لم تكن ضد الاسلام، بل ان الموارنة هربوا الى لبنان من اضطهاد الفرق المسيحية الآخرى لهم التي كانت تستعين بالدولة البيزنطينية ولم يدخلوا في صدام أو خلاف مع العرب المسلمين ثم يستعرض حقبا من التاريخ وينتهي الى القول والى مصارحتهم بأنهم وجميع المسيحيين في هذا الشرق العربي اذا لم يقبلوا عن طوع وارادة واقتناع ومحبة بأن يكونوا بمعنى من المعاني مسلمين فانهم لا يكونون أمناء لفكرهم ووطنهم وعروبتهم، هذا ما قلناه قبل ثلاثة وثلاثين عاما في عام 1943 بأن المسيحيين العرب عندما تستيقظ فيهم قوميتهم سوف يعرفون بأن الاسلام هو لهم ثقافة قومية يجب أن يتشبعوا بها ويحبوها ويحرصوا عليها حرصهم على أثمن شيء في عروبتهم، لم يفعل الحزب شيئا كثيرا لنشر هذه الأفكار وللدعاية لها ولتوضيحها ولتوسيعها ولكن تطور الأحداث خلال ثلاثين عاما أوصل الى هذه النتائج عند البعض وهي بدايات لا شك أنها ستكون لها تتمة فاذن لم يكن ممكنا لنظرة البعث أن تؤخذ بخرافة العلمانية، ولكن العلمانية كاهمال وبتر لأهم شيء في قوميتنا وفي تاريخنا وفي تكويننا النفسي والعقلي هذا شيء غير مقبول وغير واقعي وقد سقط منذ أن ظهر حزب البعث ولم يعد لتلك النظرة قيمة كبيرة.) 19/1/1976 في سبيل البعث ج3 ص33و34و35. في هذا الحديث المفصل والواضح يبين الرفيق القائد المؤسس معنى العلمانية، في رؤية البعث العربي الاشتراكي، انها تعني المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وأمام قانون الدولة العربية ودستور الدولة، وأن تضمن حرية المعتقد والعمل وكل حقوق المواطن بغض النظر عن معتقده الديني أو العرقي، فكل المواطنون متساوون في دولة العرب الموحدة، ولكن مصدر الهام الأمة ودستورها العظيم الدين والايمان يجب أن يحرص عليه كل مواطن كحرصه على أثمن شيء، فمن يطلع على صحيفة المدينة أو دستور أول دولة في الاسلام التي وضعها سيد الكائنات وفخر العرب محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يجد أن رسول الله اعتبر اليهود امة مع المسلمين لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين،(يهود أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم.. مواليهم وأنفسهم.. وأن بطانة يهود كأنفسهم،الا من ظلم وأثم، فانه لا يوتغ (يهلك) نفسه وأهل بيته.. ومن تبعنا من يهود فان له النصرة والأسوة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة، غير مظلومين ولا متناصر عليهم.. ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.. على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم. وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الاثم) الاسلام والآخر د.محمد عمارة. ووثيقة نصارى نجران التي كتبها لهم الرسول الكريم يجد أنهما يعاملان المواطنين على هذا الاساس، ويضمنان للمواطن الذي لا ينكث ولا يخون كل حقوقه، بعض النظر عن معتقده الديني، فالبعث العربي يستمد مبادئه من الاسلام، ويعتبر الاسلام والعروبة كالجسد والروح لا يفترقان، وأية محاولة للفصل بينهما هي محاولة للقضاء على العروبة وتغييب هويتها ،ويشكل عدوانا خطيرا عليها وعلى وجودها كله. ان التربية الايمانية للبعثيين، وفهمهم الاسلام بشكل كامل من منابعه الاصيلة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والتي ركز عليها الحزب خصوصا بعد تولي الرفيق القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله، والزام كل كادر الحزب بدراستهما وافتتحت معاهد عليا اولا في بغداد وكانت للكادر المتقدم في الحزب(القيادة القطرية وقيادات الفروع)، ثم فتح معهد في كل محافظة وصار الزاميا لكل البعثيين وكادر الدولة والقوات المسلحة، وصار اجتياز الدراسة في هذه المعاهد أحد معايير التقويم الحزبي والوظيفي، لولا هذا الفهم العميق للبعثيين بالدين وتمسكهم به، ومعرفتهم بأن الذين يتحزبوا تحت غطاء الدين ويستروا به، من المنافقين والنفعين الفاسدين بكل اشكالهم ومناهجهم المذهبية، لا يمتون للدين بصلة لكفروا بالدين، ولكن ما تلقوه من اؤلئك المنافقين والمتخندقين مع أعداء الأمة والاسلام من صهاينة وأمريكان جعل البعثيين يزدادوا ايمانا وتمسكا بدينهم الذي يمثل خصوصية امتهم، لأنها أمة الرسالات السماوية جميعا، واختارها الله لتكون مبشرة للانسانية بالخير والهدى وكل قيم الحضارة والسلام والعدل، وهي أمة الاسلام العظيم خاتم الرسالات وأكملها، الذي جاء مصدقا لما سبقه ومهيمنا عليه. من كل ما تقدم ارجو أن أكون قد وضحت بشكل كامل الخطأ في فهم رؤية البعث للعلمانية وموقفه الصريح برفضها كمحاولة لقطع الأمة عن ارثها الحضاري وحصنها المنيع وصمام أمانها وأمنها الاسلام الذي بدونه تفقد حتى تميزها الذي اختصها الله به أن تكون أمة الخير الداعية للسلام والفضيلة والقيم التي جعل الله فيها خلاص وسعادة البشر في الدنيا والآخرة، وبعث الانبياء مبلغين بها مبشرين ومنذرين الناس من مغبة مخالفتها، وأعتبر الاسلام أن اية محاولة لفصل الأمة العربية عن الاسلام عدوان على الأمة ووجودها كالفصل بين الجسد والروح أو الفصل بين الجنين وأمه، وهنا تتضح الحقائق جلية في رؤية البعث للدين كمصدر الهام ودافع للتغيير و حام للأمة من كل محاولات التذويب والحاق المشوه لها بالثقافات والحضارات الدنيوية والتشريع الوضعي الناقص. فالعلمانية للدولة وقوانينها في التعامل مع كل مواطنيها بغض النظر عن معتقدهم الديني وانتمائهم المذهبي والعرقي، أما الدين فهو ملهم الأمة ومرجعها الحضاري والاخلاقي والجهادي والفكري. ان الدين حاجة انسانية خالدة في حياة الأفراد والأمم، وليس شيء شكلي يحدد علاقة الانسان بربه فحسب بل منهج كامل متطور قادر على استيعاب كل التطورات في حياة الأمم. وبهذا تحدى البعث العربي العلمانية الغربية الكافرة والناسخين لهذا الفهم منن المثقفين العرب، بشقيهم الماركسين الشيوعيين أو العلمانيين الغربيين، وأيضا تحدى من يحاولوا أن يجعلوا الاسلام دين الرجعية والتخلف بدعوتهم الى التصدي لكل تطور من المتأسلمين، وفضح منهجهم الذي يريدوا به توظيف الدين توظيفا مشوها لتحقيق اغراض ومصالح ذاتية أو فؤية تحت ظل الدين. كما أكد البعث العربي أنه حزب قومي، مهمته احياء وبعث روح الأمةالعربية، من خلال العودة الى ارثها وتراثها العظيم الدين والاسلام بالذات، موحد الأمة ومميزها ومعمق انسانيتها وحافظها ومحصنها، بحيث باتا لا يفترقان، فالاسلام دين الله الخاتم الذي بعث به خاتم الانبياء وجعله الرسالة الخاتمة، وارتضاه للبشرية دينا كاملا بقوله عز وجل (اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الاسلام دينا). فلا ادري أي فهم هذا الذي جعل دعاة التسييس للدين وجعله أحزابا ذاك الذي جعلهم يقفون موقفا معاديا أو مناوئ للبعث؟ كما هو نفس السؤال للقومين من العرب الذين يدعون أنهم يتمسكوا بالعروبة، ويدعون للفصل بين الدين والقومية (العلمانية كمنهج)، ماهو أساس دعوتهم؟ وهل فعلا لا يدركون الغايات الوخيمة والكارثية التي يبغيها الغربيين في ذلك، انهم الاثنان مخطئون في فهم وادراك العمق الكبير الذي ادركه البعث، في فهم العلاقة بين العروبة والاسلام والتي لا انفصال لها، ودعى له بشكل واضح ولذلك اعتبره الامبرياليون والصهيونية العالمية الخطر الأكبر بوجه مخططاتهم، وهذا هو السبب الحقيقي وراء غزو العراق واحتلاله واستهداف البعث وفكره وشخوصه.