قرأت مقالا، للمنصرف، القائم بأعمال حكومة الاحتلال المسمى روكان نوما حمه العنبكي في انواكشوط يشيد فيه بمكارم الشعب الموريتاني، وذكر أنه تفاجأ بعمق الحب الذي يكنه هذا الشعب للعراق . وهذا صحيح، غير أن الشعب الموريتاني يعشق الشعب العراقي حد الهيام، ومبعث هذا الحب أكثر من أي قطر عربي آخر كان بسبب مواقف الشهيد صدام حسين حيال الموريتانيين خلال الأزمات التي كادت تعصف بقطرهم نهاية الثمانينيات من القرن المنصرم؛ وما لم يقله "سفير حكومة الاحتلال" هو أن الموريتانيين ينقسمون قسمين: قسم المثقفين المدركين، وهؤلاء يبصقون باتجاه مبنى "سفارة حكومة الاحتلال" حين يمرون في الشارع قبالتها، وقسم العامة من الشعب، وهؤلاء حين يمرون يقولون أهلا بسفارة صدام حسين، لأنهم لا يدركون التفاصيل في الأمر؛ وهم يعتقدون أن موظفي السفارة ضيوف صدام حسين على الموريتانيين، هربا من الاحتلال الأمريكي! ويعرف العنبكي أن أي موظف من طاقم "سفارة الاحتلال" لا يمكن أن يقول كلمة سيئة بحق الشهيد صدام حسين في حضور الموريتانيين، حتى إن بعض الموريتانيين المثقفين يقولون إنهم سمعوا من طاقم هذه "السفارة" كلمة "الشهيد صدام حسين"، تطييبا لخواطر الموريتانيين وخوفا من ردة فعلهم ! وفي حادثة متصلة، تؤكد عمق حب الشعب الموريتاني ورسوخه في الذاكرة الجمعية لتجربة صدام حسين في الحكم أذاعت وسائل الإعلام الموريتانية الرسمية، فيما يبدو خطأ ابرتوكوليا، رسالة تهنئة من الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى رئيس عصابة الاحتلال، جلال الطالباني ، بمناسبة ذكرى ثورة 17 ـ 30 تموز، بوصفها العيد الوطني للعراقيين . فعاش الحب الصادق وعاش لسان الصدق في الآخرين ...