لم نعد نستغرب أي شيء نسمعه في هذه الأيام التي قال عنها رسولنا صلى الله عليه وسلم أن الحليم يصبح فيها حيران، وأن الرويبضة يتحدث بأمور العامة، فلا عجب من قرار حكومة المنطقة الخضراء التي جاءت على ظهور دبابات العدو واستباحت الأرض والعرض، حذف اسم الرئيس العراقي الشهيد بإذن الله تعالى (نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد) صدام حسين من تاريخ العراق، فمن الذي خول هذه الفئة العميلة كتابة تاريخ دولة عظيمة مثل العراق والذي يعود لآلاف السنين، يكتبون تاريخ مزورا مثلهم وغير حقيقي مثل مناصبهم فما هم إلا صور وأشكال يحركها ويلعب بها العدو كيف يشاء ولا يستطيعون دخول الحمام دون حراسة مشددة، يريدون شطب اسم صدام حسين لأنه يؤرقهم ولأن ذكر اسمه فقط كفيل بتحريك جينات الذل والخيانة المتجذرة فيهم، ذكر اسم هذا الرجل العملاق صار عبئا ثقيلا على كاهل كل عميل، وكابوسا مزعجا لكل خوان أثيم، فقد ارتبط اسمه بالشجاعة والرجولة والحرية والثبات على الحق والانتماء لوطنه وأمته ودينه وكل هذه الأشياء مفقودة عند هؤلاء فيحاولون طمس الحقيقية بعدم ذكر اسم هذا الأسد؛ لأنهم يشعرون بحجمهم الحقيقي وتنكشف لهم طبيعتهم العنصرية الإقليمية الطائفية الضيقة، فهم لم يكتفوا فقط بقرار عدم ذكر اسمه في تاريخهم المزيف بل راحوا يدمرون كل ما بناه خلال أكثر من ثلاثة عقود، فالعلماء الذين رعاهم وأخذ بأيديهم ودعمهم حتى تميزوا على مستوى العالم بأسره اغتالوهم، والجيش القوي المدرب الذي كان محطة رعب في نفوس الأعداء قاموا بحله، وغير ذلك الكثير الكثير، فهم دعاة خراب ومصالح ضيقة فهم ينظرون للعراق كمغارة كنز ويريدون الظفر بأكبر حصة ممكنة منه مهما كان الثمن من خيانة وتقتيل وتدمير. لم أنزعج أبدا من قرارهم وعلى العكس تماما فهذا هو الوضع الطبيعي، فالحق والباطل لا يجتمعان، والحقيقة والزور لا يجتمعان، والصدق والكذب والخيانة والشرف والرجولة والعمالة محالة أن يلتقيان، فتاريخهم مزور وصدام حسين حقيقي، والوضع الطبيعي أن يخلو تاريخهم من ذكر اسم رئيس شهيد بنا وشيّد ورعى وأعطى الكثير لأمته ووطنه، حمل قضيتنا الأم قضيتنا المركزية قضية فلسطين معه حتى آخر أنفاسه الطاهرة، نحن لا نقول أنه لم يخطأ ولكن خطأ الحر لا يمكن أن يقارن أبدا بخطأ العميل، نحن لم نجتمع معه بحزب أو شعبة أو غيره ولكن نقول شهادة حقيقية منصفة بحق هذا الرجل المقدام، فلا بد أن يأتي يوما يكتب به التاريخ الحقيقي لهذا البلد الكبير بأهله الشرفاء ومحبيه الصادقين من كل مكان، سأسجل في صفحات التاريخ الحقيقي للعراق العظيم أن هذا الرجل هو الرئيس الشهيد صدام حسين مجيد، الذي وقف في وجه الطغيان والظلم وقال كلمة الحق في وجه الشيطان الأعظم وكان الشوكة القوية في حلق الكيان الصهيوني الغاشم، وأنه كان الحارس الأمين لبوابتنا الشرقية، وأنه كان يعشق الحرية والكرامة كعشقه لعدي وقصي وحفيده مصطفى، وأن فلسطين كانت تجري منه مجرى الدم، وعندها سيكون معي الكثير من الشهود ولكن الصادقين طبعا، فسيشهد معي دجلة والفرات وحبات تراب العوجة في تكريت، وسيشهد الحج والعشر والأضحى والفجر، وحبال الغدر التي لفت حول عنقه الشامخ كالجبال، والقرآن الذي حمله معه طول رحلة المحاكمة الصورية التي شابهت إلى حد قريب محاكمة المجاهد البطل عمر المختار رحمه الله، وسيشهد معي الشرفاء من كل أرجاء الدنيا أن هذا الحر المجاهد هو سيد من يُكتب عنه في تاريخ العراق الحديث، فنم قرير العين يا شهيد العراق والعيد والرجولة والحرية وفلسطين، فأنت حي في قلوبنا ما حيينا بل وسننقل هذا الحب إلى الأجيال القادمة جيلا بعد جيل، وأقول وأردد ملايين المرات الجملة التي أعشق " ألف ألف ديكتاتور غيور ولا عميل واحد"، حمى الله العراق وفلسطين ونصر المجاهدين الشرفاء في كل مكان وأعاد الله الأمن والأمان لكل بلاد المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه.