يا بايدن أهلاً بيك،،، كل العراق يحييك،،، وهكذا إذاً وصل حلاّل العقد ومن يملك المفاتيح السحرية ومن يعرف كيف يلعب بها أو قل يتلاعب بها! وصل نائب رئيس الإحتلال جو بايدن إلى أراضي رعيته في الدولة المُحتلّة- العراق وتم الترحيب به في القاعدة العسكرية الأمريكية- كما جرت العادة- وسيقدم إلى العراقيين هدية العيد: الحكومة الجديدة! فعزيزنا جو ترك واشنطن وهي تعيش أفراح العيد الوطني الأمريكي وجاء إلى العراق ليحتفل بالعيد هنا في بغداد مع جنوده الذين حررها من مجدها وعزتها وتراثها، وساعدوها لتتخلص من عبق رائحتها التي ضربت جذورها في عمق الحضارة الإنسانية، وهيئوها لتلحق بركب العواصم المعروفة تنافسهم على المراكز المتقدمة في الإهمال والفقر المدقع والقذارة، وتزاحم العواصم المتحررة في كمية الحشيش ومواد الجنس الرخيصة التي تنتشر على أرصفتها، ولتتفوق على مثيلاتها من مدن الفساد العالمية المشهورة... نعم فالعزيز جو بايدن، ضحى بفرحة العيد وبمشاهدة الألعاب النارية من على تلة الكابتول في واشنطن وقرر شد الرحال إلى بغداد كسندباد بلا شراع ولا سفينة كما يقول سعدون جابر في أغنيته المعروفة! ولكن تضحية بايدن ليست في غير محلها وهي بدون شك ليست بلا ثمن، فإن كان هو هناك الرجل الثاني بعد الرئيس أوباما، فإنه الأول هنا في العراق ولا راد لأوامره إلا ماشاء الله. وإن كان هناك يحضر ولا يتكلم وإن تكلم فلا يُطاع، فإنه في بغداد يتكلم فيُسمع ويأمر فيُطاع. وإن كان في واشنطن رمزاً برتكولياً لا يُقرر ولا يُشير، فإنه هنا في "بلده الثاني" هو الآمر الناهي والمستشار وصاحب القرار،،، وهنيئاً لدولة رئيس الوزراء وأصحاب السيادة والفخامة بوصول السيد الأول. وصل بايدن وفرح إبن الشارع العراقي الذي يعرف دروب السياسة وألاعيبها واصبح واحداً من أفضل الذين يحللون الخبر ويعرفون خلفياته... وصل العزيز جو ومعه المفتاح الرئيسي (الماستر كي) لكل عقد تشكيل الحكومة في العراق... حلَّ أهلاً ونزل سهلاً بعد أن انتظر المتفائلون والمحبطون والمنتفعون والراغبون إلى ربهم الإعلى في البيت الأبيض مائة وعشرين يوماً مرت بعد مسرحية الإنتخابات ثقيلة مزدحمة بالمؤامرات والتحالفات والتصريحات الطنّانة الفارغة والجوفاء، وبعد أربعة أشهر من جعجعة لم يكسب منها المواطن طحيناً ولا حتى قشوراً بل أدّت إلى تقليص مواد البطاقة التموينية التي كانت ومازالت تشكّل مورداً رئيسياً ومهماً لشرائح واسعة من العراقيين لا يستغنون عنها رغم إدعاءات المدعين وتصريحات المسؤولين. وصل بايدن ليُخرج الحلقة الأخيرة من المسلسل شبه-المكسيكي الذي استطال أكثر مما يجب وكان عنوانه " إستبدال حكومة عميلة بأخرى مثلها" وبعد أن طال إنتظار الجماهير للنهاية السعيدة لهذا المسلسل السخيف. فماذا يملك بايدن؟ وصل نائب الرئيس الأمريكي و ليس لديه مقترحات ولا توصيات ولا تأكيدات- كما ستخرج علينا وسائل الإعلام لتقول وهو غير مهتم بإحتفال جنوده بعيد بلدهم الوطني وإن كانت كاميرات التلفزيون والصحافة ستصوره ربما وهو يقطع كعكة العيد أو يمازح الجنود أوربما ملوحاً بعلامة النصر!!! وغير ذلك من الحركات المسرحية المعتادة. كما إنه ليس في العراق ليتدارس مع كبار القواد العسكريين تنفيذ الخطوات المتبقية مما يسمى "إتفاقية سحب القوات" ولا لتسريع أو إبطاء خطط الإنسحاب،،، فكل هذا ليس مهماً وقد يمر عليه بايدن مروراً سريعاً مادام هو هنا. ولكن لدى بايدن أوامر واضحة ومحددة لساكني المنطقة الخضراء واجبة التنفيذ ويالتوقيتات المطلوبة! إن عليكم أن تشكلوا الحكومة القادمة بالشكل التالي وبالتوقيت التالي، وإن عليكم أن تتوقفوا عن ألاعيب الأطفال هذه وأن تتصرفوا كعملاء "محترمين" يهمهم إرضاء سيدهم وولي نعمتهم، فإطاعة "ولي الأمر" من طاعة الله ورسوله، والله الذي أمركم بأن لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء (المائدة- أية 51) يأمركم بإطاعة ولي الأمر منكم (النساء آية 59). نفّذوا ما أقول وإلا فإن غضب واشنطن سيحل عليكم ومن تغضب عليه واشنطن فذلك هو الخسران المبين. وأنتم أيها العراقيون فأبشروا بقرب حل العقدة وإنتهاء مسلسل تشكيل الحكومة فصاحب المصباح السحري بين ظهرانيكم، وعليكم من الآن التفكير بعنوان المسلسل القادم الذي ستبتدعه الحكومة الجديدة لتسليتكم في رمضان القادم- وربما سيكون العنوان مرتبطاً بالكهرباء،،، والله أعلم... وكان الله في عونكم وعوننا.