البصرة تشعل فتيل أنتفاضة وطنية قادمة لتلتهم كل الرعاع. ولتؤكد فشل الاسلام السياسي في عراق اليوم. قبل يومين استلمت موقعا غريبا ايما غرابة, يتناول وزير الكهرباء لا بالتهكم او الازدراء, بل بثقافة لم يألفها أي عراقي من قبل. كنت قد أهملته لآنني على ثقة ان كريم وحيد هذا الوزير لايملك شيئا البتة. سوى أنه يملك قرار مغادرة الوزارة , كما فعل زميله ايهم السامرائي تاركا الوزارة بعد ان أخذ حصة تكفيه من واقعة " الانفال ". ولكن هل بمقدور كريم وحيد ان يترك الوزارة وهو الذي لم يشبع بعد ؟. لعل عودتي الى تناول موضوع الموقع هو ما جرى اليوم ويجري لاحقا في البصرة. اسم الموقع لايمكن الافصاح عنه , لأنه خارج عن الاداب العامة . ناهيك عن المقالات التي تناولت وزير الكهرباء بأقذع الالفاظ. مصحوبة بصور له "مفبركة" , أقسم بأني سارعت الى شطب الموقع في التو واللحظة. لا أنتصار للوزير هذا, بل رعب من ثقافة زحفت الى شبابنا ليقوم بأستحداث موقع مقززومتعب كهذا. ترى من السبب ؟ .. من المسؤول ؟ . ان نتردى هذا التردي ؟ .. ان نشاهد مدينة الوراقين .. أقدم مدن العراق في الثقافة والابداع .. مدينة البصرة لتنتفض انتفاضة أقل ما نقول عنها هي انتفاضة المتوجعين .. انتفاضة اتمنى لو تنتشرالى باقي مدن العراق .. لتعيد لنا ذكرى ثورة العشرين . ولترهب من سخر الاسلام لمصلحة تجويع و تعذيب وتخويف شعبنا البطل. اليوم نحن بحاجة ماسة الى جنرال قاس, لا مهدي منتظرا . سبع سنوات أهدرت خلالها المليارات تلو المليارات من الدولارات, ولم يستطع أمراء الحرب السنة والشيعة أن يعيدوا عصب الحياة الى مدن العراق. ان يعيدوا "الكهرباء". فعلا الكهرباء هو عصب حياة العراقي اليوم. فبالكهرباء يتحرك وينمو كل شيئ .. فمدينة كالبصرة تغفو على مياه الخليج العربي يكون صيفها جحيما لايطاق. ولامنقذ لها الا الكهرباء. ولكن هناك عقبتان أمام تحقيق الحلم هذا في يومنا الحاضر . رب من يسأل ألم يتعرض العراق في مطلع عقد التسعينات, من القرن الماضي الى عدوان ثلاثيني . شبهته وقتذاك الواشنطون بوست بالحرب العالمية الثالثة المصغرة . الا انه وما ان وضعت الحرب اوزارها, حتى تحركت الكوادر العراقية الوطنية بجهد ذاتي لا مستورد , الى اعادة الكهرباء ومنظومات الهواتف الارضية والماء النقي الصالح للشرب , بفترة مذهلة لم تتعدى الستة شهور. الجواب بسيط هو . أولا : كان عراق الامس دولة مؤسسات وبمزيج من القوة والحزم والترهيب عاد كل شيئ. ثانيا : الكوادر الوطنية المبدعة موجودة في كل مرافق الحياة . وبأشارة من الرأس تحركت تحت شعار " تبا للمستحيل" . وفعلا طوعنا المستحيل الى حقيقة . اليوم اين هي دولة الموسسات ؟ .. اين الكوادر الوطنية المبدعة الخلاقة ؟ . في عراق اليوم فر المخلصون والمبدعون .. وتركوا أمراء "الفرهود" الجدد .. .. يعبثون في كل شيئ.