أوجعنا تتسع باتساع حجم ماساتنا الناجمة من جراء الهيمنة العالمية واحتلال صقورها لوطننا اتسعت خارطة الاغتيالات التي طالت الكثير من العلماء والأساتذة والنخب المثقفة في العراق ، وأصبح الاغتيال ظاهرة لا يمكن تجاوزها في ماساتنا ومحنتنا ، الأمر الذي جعلنا نقف إمام حرب سرية منظمة تقف وراءهم جهات أجنبية ومحلية عديدة تشابهت في وسائلها واختلفت في أهدافها ،شهدت الساحة العراقية تركيزاً كبيراً من قبل صقور الهيمنة العالمية على تعقب العلماء العراقيين الذين يشتبه بمساهمتهم في تطوير القدرات التسليحية والتكنولوجية للعراق، غير إن شيوع الفوضى وانعدام الأمن أدى في مرحلة لاحقة إلى وقوع عمليات تصفية جسدية للعديد من العلماء وأساتذة الجامعات ، فقد قامت القوات الاحتلال منذ دخول العراق باعتقال قسم كبر من العلماء العراقيين بينهم عدد كبير من أساتذة الجامعات، و تعرض قسم منهم إلى الاغتيال فقد أرسل عدد من علماء العراق نداء استغاثة عبر البريد الالكتروني حملت توقيع (علماء الأمة المهددة) طالبوا المنظمات الإقليمية والدولية للعمل على إنقاذهم من عمليات المداهمة والتحقيق والاعتقال التي تنفذها ضدهم قوات الاحتلال وتطالبهم خلالها بتسليم ما لديهم من وثائق وأبحاث علمية ، ولم يقتصر الأمر على الاعتقال بل تعرض الكثير منهم إلى عمليات تصفية جسدية طالت شخصيات علمية من أطباء ومهندسين وأساتذة جامعة ومفكرين وصحفيين وأدباء وباحثين في شتى الاختصاصات حيث اغتيل الكثير منهم خارج منازلهم أو في طريقهم إلى جامعاتهم ومؤسساتهم أو اختطفوا ليعثر على جثثهم مرمية على الطرقات. وتناوب على اغتيال مبدعينا جهات متعددة استخدمت ايادي محلية وأجنبية في ذلك غايتها إفراغ الوطن من طاقاته واهم مورد من موارده، ومن خلال الإحصائيات نلاحظ حجم المأساة لنقرا وجعنا في هذه الارقام ـ الأكاديميون الذين تم اغتيالهم حتى شهر كانون الثاني 2010 بلغ 432 شخصا.ـ بلغ عدد الأساتذة الجامعيين الذين تم اغتيالهم 250 أستاذا من مختلف الجامعات العراقيةـ الصحفيون الذين تم اغتيالهم حتى عام 2010 بلغ 300 صحفي.ـ عدد الضباط القادة وليس الأعوان الذين اغتيلوا من الجيش السابق بحدود 416 ضابطا وعدد الطيارين 182 لغاية شباط 2006 ،وجميع هؤلاء ممن شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية.ـ نشرت دراسة اجرتها "كينجز كوليدج اند رويال هولواي " التابعة لجامعة لندن ومنظمة "ايراكي بادي كاونت" ان الفترة الممتدة من 20 مارس/آذار 2003 إلى 19 مارس 2008 شهدت قتل 91 ألف و 358 شخصا حسب منظمة إحصاء القتلى في العراق،وخلصت الدراسة إلى أن 19 ألف و 706 القتلى أي 33% منهم تعرضوا للاختطاف والقتل بإتباع أسلوب الإعدامات. ومن بين الذين أعدموا وجدت الدراسة أن 29%منهم كانوا يحملون علامات تعذيب مثل الرضوض واستخدام آلات ثاقبة"الدريل" وحروق. هذه الأرقام تمثل جرائم الاغتيالات فقط وهي نزر يسير من الأرقام غير المعلنة التي تمثل جرائم الاغتيال والإعدام التي بدأت مع مسرحية احتلال بلدنا وسيطرت الخونة والعملاء من الذين لفظهم شعبنا بزباله حيث لا يقبل بين صفوفه هؤلاء الخونة والساقطين والفاسدين ،لقد توزع موتنا وقتل علمائنا ومبدعينا على مليشيات متنوعة الهدف والنوع منهم ذات عناصر أجنبية أو تخضع لقيادة أجنبية ، ومليشيا طائفية اتخذت من الدين وسيلة وذريعة لقتلنا وتدمير الوطن ،ومجموعة تدربت على أيدي قوات إيرانية وغير إيرانية غايتها قتل العراقيين في أي مكان وإشاعة الفوضى لأجل تنفيذ المشروع الإيراني في العراق،وبعد إن أمعنت هذه المليشيات في قتلنا تحولت إلى العمل السياسي " المزيف" وادعت أنها ترك العمل المسلح المعلن كمليشيا بدر التي يطلق عليها اليوم منظمة بدر ، ومنها من التزم بالعمل العسكري وادمج بالتشكيلات العسكرية لوزارتي الدفاع والداخلية مثل البيشمركة وقسم كبير من أتباع المجلس الأعلى ومليشيا حزب الدعوة وحزب الفضيلة وغيرها من المليشيات فكان هذا الدمج أول السيئات التي دخلت الأجهزة الأمنية، حيث أصبح القتل على الهوية وأمام أنظار المارة- يُسحب الشاب من سيارته ليقتل ويمثل بجثته ثم يلقى على قارعة الطريق- عمل المليشيات التي لم تزج في الشرطة والجيش بشكل رسمي كمليشيا جيش المهدي التي تعمل بإسناد من قبل الأجهزة الأمنية الحكومية.لقد ارتوت أرضنا بدماء أبريائنا إرضاء لشهوات الأدعياء والأفاقين المارقين والمجرمين والقتلة والفاسدين الذين ارتكبوا المعاصي بحق الله أولا وشعبنا ثانيا ، ولنا لقاء بإذن الله. dawodjanabi@gmail.com