كان ذلك عام 2003 حيث لم يمضي على الاحتلال ثمانية أشهر كنا حينها نذهب إلى المسجد فجرا والذي يبعد حوالي 300 م عن بيتنا ... وفي يوم من أيام الاحتلال القاسي داهمت قوة امريكيةالمسجد واعتقلت من فيه شيخا وصبيا وشبابا أي الجميع دون استثناء حينها نقلنا إلى إحدى المطارات ومن ثم تم تحويلنا إلى أبو غريب ... معظم المعتقلين أصيبوا بالصدمة لعدم معرفة السبب لهذا الاعتقال وقسم منا كنا نتوقع اعتقالنا في أي لحظة نتيجة من يتواطىء مع المحتل بعد أن أصبحوا كلاب تشم الإخبار مقابل عشرة دولارات ومكثنا في أبو غريب 11 شهرا وفي إحدى ليالي الاعتقال وأثناء الزيارات مع أخي الصغير الذي جاء ليراني لمحت شخصا كان ضمن القوة التي اعتقلتنا وتمت متابعته داخل أروقة المعتقل حيث كان مترجما منقولا للمعتقل وشاءت الصدفة أن أتحدث معه حيث كان سؤال يطرح نفسه ولكوني اعرفه ويعرفني جيدا بادرته بسبب الاعتقال للجميع وخاصة بعد أن عرفت إن مداهمات حصلت لمساجد فجرا وبشكل متتالي قال لي سأقول لك لماذا ... كنت متشوق أن اعرف ... قال إن الأمريكان لديهم معلومات من اليهود وناس هنا في العراق في إن خطورة الشعب العراقي في الناس الذين يصلون الفجر ... حقيقة تفاجأت على هذا الكلام ..! ولكي يستمر بالحديث لم أقاطعه وأردف قائلا إنهم أي الأمريكان يقولون إن هؤلاء الناس الذين يقطعون أجمل ساعات النوم وهي فترة الفجر ( هم طبعا على حق في هذا) ويتوضؤن بماء بارد ويخرجون من دورهم في طقس بارد هم أكثر الناس لهم القدرة على المقاومة لكونهم مؤهلين ومنضبطين وهذا خيارهم في العبادة على هذا الشكل فهم خطرون .... ثم انتهى الحديث . وقد أثبتت الأيام حينها إن 95% من المعتقلين ليس لهم أي علاقة بالمقاومة فقط منهم من يرفض هذا الاحتلال أثناء الحديث وقد خرجوا جميعهم وأكاد اجزم إن 100% أصبحوا مقاومون بعد أن تم تأهيلهم نفسيا داخل السجن وكانوا ذو إرادة صلبة وقد كانت لهم جولات وصولات ضد العدو الأمريكي الغازي ومنهم من استشهد في ساحات المواجهة ومنهم من ينتظر وكانوا حقاً رجالاً يفتخر بهم العراقيون عبر أجيال فقد حملوا السلاح وهم مؤمنون بما يفعلون يقتدون بقوله تعالى ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم .... صدق الله العظيم ... هذه واحدة من أوراق الحياة في عصر الجهاد ضد المحتل وما أكثرها في عراق الجهاد....