( قرأت كتابة لأحدهم في أحد المواقع الوطنية، وعلى أنها لم تحمل إلا البذائة والسوء، فهي تحت عنوان "إلى القوميين الانذال"... فكتبت عن القوميين الرجال الأبطال !..). رغم قتامة الصورة؛ وعلى مضض التضييق والحيف والتشويه الذي تعرض له القوميون العرب، فإن المواطن يلمس من خلال شواهد ماثلة من تاريخهم النضالي المشرف، وسلوكهم المثالي حيث يتطابق عندهم الفكر مع السلوك ولا تبرر الغاية عندهم الوسيلة، وحيث هم كما عهدتهم سوح النضال وقمم المجد يكرون ذواتهم في سبيل ذات الله والقضية والوطن.. هم كما قال أحد المفكرين العرب هو الرفيق أحمد ميشل عفلق: "حياة هؤلاء خطا واضحا مستقيما لا فرق بين ظاهرها وباطنها، ولا تناقض بين يومها وأمسها، ولا يقال عن أحدهم نعم إنه سارق ولكنه ييخدم وطنه! ولا يقودون مظاهرة في الصباح الباكر وفي المساء يجلسون على مائدة الظالمين! وإذا رأوا الحق مع غيرهم رجعوا لأجله غير هيابين ولا خجلين، لأن غاية الحقيقة لا أنفسهم.. أولئك هم القوميون؛ هم من اكتوى بنار الظلم والقهر في كل عقد زمن مر على ولوجهم معركة المصير الواحد، هم من تعرض للقمع والشي على يد كل أنظمة الاستبداد ، وهم من كانت تجربته دائما المفصح عن مدى عمق النظرة وقوة الإيمان.. لقد تعرض القوميون في مورتانيا للتشويه من كل الخصوم وليس من سبب لذلك إلا دفاعهم المستميت عن هوية بلدهم! فقامت حملات معروفة الكل يدرك الغاية منها حتى المواطن الموريتاني البسيط والناطق بلغة الضاد، لغة القرآن! بالفطرة، ألم تزل ذاكرة الشعب الخصبة تحتفظ بحملة "هو سماكم المسلمين"؟ ألا يعتقد البعض أن الإنسان كائن مدرك يفهم المقاصد ويؤثر ويتأثر بتقلبات مناخ السياسة وألاعيب الرجعية السياسية!؟.. إن الأمر من البسيط جدا معالجته وتبسيطته، لكن لنا شاغل في رص الصفوف ومواجهة أعداء الأمة، قوميون وأسلاميون مؤمنون غير مواربين، في جبهات التحدي والمقاومة والجهاد في ساحة الشرف في فلسطين كل فلسطين، وفي عراق الشهيد صدام حسين حيث يتحد فعل المقاومة الأسطورية للبعث العربي المجاهد العظيم مع السواعد المجاهدة من الإسلاميين المخلصين.. وفي السودان حيث تقف القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي مع النظام الإسلامي فيها ضد كل محاولة لتجزئة السودان، لأنه عندما تتهدد العوامل الخارجية الوطن تتحرك الغريزة القومية العظمى "الوحدة"، والتضحية حتى تحقيقها!.. وفي موريتانيا سيظل القوميون المدافعون الوحيدون عن وحدتنا الحتمية وهويتنا العربية الأصيلة، وهم ـ القوميون ـ لا يخلطون بين ثوابت الأمة ومقدسات الشعب وبين عوارض السياسة، والتموقع فيها!!.. وحتى لا يجرنا الحديث إلى نفسه، وهو لعمري ذو شجون، نقول بأن الصمود العربي اليوم لا تخطئه الملاحظة، ولا يمكن تجاهله ما دام العرب هم المستهدف الأول والوحيد، وهم المتضرر الأول والوحيد!.. فهم يحارَبون تحت أكثر من عنوان، ولك أن تستمع إلى نص كلمة الوزير التركي (العثماني) "تركيا ليست مجتمعا قبليا"! طبعا هو قصد العرب؛ وهي وأيم الله؛ من خصال العرب الكريمة، حفظ النسب ومعرفة الذات وصولا إلى معرفة الآخر.. لكنه لا يجب إلا القول بأن تركيا دولة مهمة!!.. أما القول الفصل: فهو أن القوميين رجال صدقوا .. وحجة قائمة. سيدي ولد محمد فال / كاتب صحفي ـ موريتانيا