يوم أمس ( 8/6/2010 ) تابع الملايين من كل إرجاء العالم جلسة مجلس الأمن الدولي للتصويت على القرار رقم 1929 الخاص بفرض عقوبات على إيران جراء تجاهلها ألإرادة الدولية و محاولتها صنع أسلحة نووية تهدد بها العالم و خاصة عالمنا العربي لتحقيق حلمه في أعادة إمبراطورية فارس المهزومة على يد سعد بن أبي و قاص و خالد و القعقاع حيث ينوي هذا النظام بناء إمبراطورية مبنية على مبدأ ولاية الفقيه و النظرية الخمينية و استغلال المذهب الشيعي الذي زيفوه لأغراض سياسية توسعية تستخدم الدين كغطاء لتفيذ أجندتها الخبيثة . القرار حدد بعض العقوبات المهمة و التي ستؤثر على النشاطات المعادية التي تقوم بها طهران تجاه ألأمتين العربية و الإسلامية وهي لعبة مكشوفة بدأت باستخدامها منذ بداية التسعينات و قد كسبت مؤيدين كثر من العالم العربي و الإسلامي الذين تجمعهم محبة المذهب و آل البيت الأطهار ، و بالرغم من انكشاف الهدف الحقيقي من أنشاء العديد من المحطات النووية و البحثية الخاصة بأسلحة الدمار الشامل و كشف العديد من المواقع السرية التي كان النظام يزاول تجاربه فيها ، إلا أن المجتمع الدولي غض النظر عن هذا الخطر الحقيقي و الماثل أمام العالم أجمع و توجهت فرق التفتيش نحو العراق بسبب فبركة النظام الإيراني و عملائه أمثال ألجلبي و على اللامي و أعضاء المجلس الإسلامي و حزب الدعوة أخبارا عن امتلاك أو نية امتلاك النظام العراقي لأسلحة دمار شامل يهدد بها الأمن و السلام العالمي و تركت إيران تمارس نشاطاتها محاولة منها لصنع قنبلة نووية تحقق من خلالها أجندتها الإجرامية .. وقد استغلت دول الغزو و العدوان هذه الأكاذيب لتغزوا العراق و تحتله و تقتل الآلاف من أبنائه و تدمر بنيته التحتية و بمساندة و مشاركة النظام الإيراني من خلال تقديم المعلومات و التسهيلات اللوجستية و إدخال عناصر قوة القدس الإيرانية و حرس الثورة الإيرانية و عناصر قوات بدر و أفواج من عناصر المجلس الأعلى للثورة الإسلامية و حزب الدعوة لتقتل و تنهب و تحرق و تسرق كل ما موجود على ارض العراق .. و بعد هذا كله و بعد أن كشفت دول العدوان و العالم كله بأن تلك الذرائع التي تم بموجبها غزو العراق و احتلاله ما هي إلا فرية كبرى و أن الخطر الحقيقي يكمن في المشروع الإيراني للصناعات النووية ، حيث تبين أن النظام الإيراني قد حسم أمره لصنع سلاح تدمير شامل وهو من يهدد ألأمن و السلام العالميين .. فقد بينت صور الأقمار الصناعية و المعلومات الواردة من داخل إيران مواقع مهمة و مفاعلات نووية عديدة يجري العمل بها في الأراضي الإيرانية ، و كشفت المخابرات العالمية مجالات سرية مع العديد من الخبراء و الدول و تعاون واسع مع هذا النظام لتحقيق هدفه ، و بعد نشر تلك المعلومات و افتضاحها بشكل واسع اضطرت منظمة للطاقة الذرية الطلب من إيران كشف مشروعها النووي و فتح مفاعلاتها أمام لجان التفتيش الدولية . و منذ ذلك الحين و هذا النظام يلعب لعبة القط و الفأر مع المنظمة الدولية و الدول الكبرى ، فما يلبث العالم من اكتشاف مقرا جديدا لمفاعل نووي أو مركز أبحاث حتى يتم كشف موقع أخر .. و هكذا أستمر هذا النظام بين مد و جز مع المنظمة الدولية و مجلس الأمن حتى كسب وقتا كبيرا تجاوزت أبحاثه النووية الخط المسموح به و أصبح المشروع النووي الإيراني خطرا محدقا يهدد الأمن العالمي مما أضطر مجلس الأمن إلى إصدار ثلاث دفعات من العقوبات الشكلية التي لم تؤثر على هذا المشروع النووي ولا الحد من تجاوزات هذا النظام المفضوحة على الدول العربية و الإسلامية و تدخلها بالشأن الداخلي و زعزعة الأمن و الاستقرار لهذه الدول . نحن نعتقد أن هذا النظام و طالما تتربع على قيادته شلة منحرفة و فاشية و تستغل الدين للتلاعب بعواطف العامة و يمارس شراء الذمم و محاولة زعزعة الأمن في المنطقة و خاصة منطقة الخليج العربي و فلسطين و أفغانستان و السيطرة التامة على مقدرات العراق و استغلال إمكانياته الهائلة لتنفيذ مشاريعه العدوانية ، فأنه لن يكف عما بدأ فيه ، فهو مصر على خلق الأزمات مع العالم أجمع و هو المحرك الأساس لكل الفتن التي تشهدها العديد من الدول العربية و الإسلامية و الدليل على ذلك هو ما صرح به أحمد نجادي بأن( مفاتيح حل مشاكل أفغانستان و العراق و فلسطين هي بيد إيران .). .. هذا النظام يتصرف بشكل مغاير للإرادة الدولية و يكفينا أن نذكر الجميع بما أحدثه التدخل الإيراني بالشأن العراقي طيلة سنوات الاحتلال و ما حدث في فلسطين و أفغانستان و اليمن و فلسطين و لبنان و حتى السعودية و البحرين لم تسلم من الشر الإيراني ، و الكويت و حكامها الأقزام الذين شاركوا بشرهم هذا النظام ضد العراق لم يسلم من أعمالهم الشريرة . أن هذا النظام هو نظام فاشي لا يعرف غير الإرهاب و الجريمة بحق شعبه و شعوب العالم أجمع لغة للتفاهم ، أنه حية رقطاء لا ننتظر منها حمامات سلام ، و مهما بدلت ثوبها فأن هذه الحية مستمرة في تكاثرها و بث سمومها و بالتالي فأن علاجها بقطع رأسها و القضاء على شرها . أن هذا القرار و غيره و بالرغم من أهميته فأنه لا يداوي جرحا و على الأمم المتحدة و مجلس الأمن أن لا تفسح المجال أمام هذا النظام لمناورات جديدة و تساهم في أطالة عمره أكثر مما منحوه لها و تشديد العقوبات عليه لمنعه نهائيا من تهديد جيرانه و العبث بأمن و استقرار المنطقة ، فهذا النظام و إلى حد هذه اللحظة يدفع قطعان ذئابه في الساحة العراقية لتمارس القتل و التدمير بشعب يجاهد من أجل التحرير و مقاومة الغزاة ولا زالت ألته العسكرية تقتل العشرات من أبناء بغداد و كل مدن العراق ولا زالت مدفعيته الثقيلة تدك الأراضي العراقية في شمال الوطن الحبيب لتخلف العشرات من الشهداء و الجرحى في صفوف المواطنين العزل .. ولا زالت أمريكا الدولة الغازية و مجلس الأمن الذي يضع العراق تحت البند السابع و العالم كله صاما آذانه عن سماع صرخات اليتامى و الأرامل و الجرحى في كل مدن العراق الذين أصابهم الإرهاب الإيراني .. على العالم و مؤسساته الدولية و منظمات المجتمع المدني أن تعمل بحزم على حمل هذا النظام على احترام مبادئ حقوق الإنسان و أن يسعى إلى توفير الأمن و السلام للشعب الإيراني الصديق أولا و يهتم بشأنه الداخلي و التخلي عن مشروعه بإنتاج أسلحة تدمير شاملة و عن آلته العسكرية العدوانية و التي أعدها ليس للدفاع عن إيران و أنما للابتزاز و العدوان و التوسع و فرض أجندات إرهابية على محيطه الإقليمي و الدولي .. و أن لا نسمح لمن يتعاطف مع هذا النظام في جرائمه ، و الذي يسعى إلى السلام عليه أن يدفع نظام إيران على احترام مبادئ حقوق الإنسان و القوانين الدولية و أن يتخلى عن حلمه البشع في أعادة فردوسه المفقود على حساب أبناء المنطقة و أعادة ما أغتصبه من أراضي عربية إلى العراق و الإمارات وغيرها من الدول.. و احترام حقوق الأقليات القومية و الدينية وإطلاق سراح السجناء و غلق سجن أيفين الرهيب كما غلق سجن الباستيل . نحن نرى أن هذا النظام يجب أن يتغير بإرادة شعبية بعيدا عن الحرب و سفك الدماء و الطريق الديمقراطي هو أفضل الوسائل الناجعة لهزيمة هذا النظام بعد أجبارة على القبول بإرادة شعبه و احترام اختياراته و مزيد من العقوبات ستفتح بابا لقبول هذا النظام بالخيار الديمقراطي .