ظهر نائب الرئيس الامريكي في خطاب متلفز وهو يتحدث عن حزمة الجرائم الصهيونية التي قام بها الكيان الصهيوني ضد اسطول الحرية المتوجه لغزة المحاصرة منذ اربع سنوات، ويتعرض سكانه الى كل انواع الابادة الشاملة والقتل الجماعي، ثم تلاه اوباما بنفس التصريح، وهو يحاول تبرير الجريمة ويدافع عنها، بل يعتبر العمل الهمجي العنصري الإرهابي المتعدد الجرائم والمهين للبشرية والمعادي للإنسانية عملا مشرعا دفاعا عن النفس؟؟؟!!!! وقبلهما كان موقف الخارجية الامريكية وممثل امريكا في مجلس الامن وتدخلها للاصدار قرار رئاسي فضفاف وغير مناسب، بل هو تاسف لسقوط ضحايا نتيجة عمل الكيان الصهيوني الاضطراري او شبه المشروع دوليا، وكان الذين يقتلون يوميا في غزة وفلسطين والعراق امر تافه لا يستوجب حتى الاسف، هذا الذي فهمته انا على الاقل ان لم يكن فهم مليارات من البشر، لما جاء في القرار الدولي الذي يستحق ان اصفه بالسخيف، نعم لقد قتل اناس لم يفعلوا الا ما يرضي الله واي انسان، بغض النظر عن مستوى تحضره وتعلمه وثقافته وتعاطفه مع البشر اللذين يسكنوا غزة، فالعمل الذي قاموا به القتلى والجرحى والمعتدى عليهم عمل انساني واجب على اي انسان بغض النظر عن دينه وعرقه وانتمائه السياسي وثقافته، لانه اعتراض على مجزرة ضد الانسان وقتل جماعي وحرب ابادة عنصرية ضد البشرية، هذا الفعل اللااخلاقي من الادارة الامريكية يكشف بجلاء ووضوح ان الارهاب والقتل الجماعي للبشر امرا استراتيجيا في منهج امريكا والكيان الصهيوني وحلفهما الشرير سواء كان في فلسطين والعراق ولبنان، او في افغانستان والصومال والسودان وباكستان ومناطق اخرى في العالم وليس عملا انيا او خطئا تكتيكيا، او تصرف احمق كما يحاول البعض ان يصنفه لكي يلقي بتبعته ان اضطر الامر وسارت الامور امام الغضب الانساني في كل العالم وتصاعد الى حد تهديد الوضع الصهيوني والامريكي المساهم معه والراعي والحامي له بحيث تلقى تبعته على شخص يتم اختياره ليكون كبش فداء لامتصاص الرفض العالمي المناهض لهذه الاستراتيجية، خاصة فيما لو برز موقف مطالب باتخاذ اجراءات دولية حازمة ضد الكيان الصهيوني من قبل دول كبرى دائمة العضوية كالصين والاتحاد الروسي، وأجبر الراي العام في كل من بريطانيا وفرنسا حكوماتهم على اتخاذ موقف حازم وجدي لمواجهة وادانة العمل اللاشرعي واللااخلاقي المستهين بالبشرية والمستبيح لقوانين الارض والسماء، ولكن ذلك لا يبدوا واردا في ظل المواقف الخجولة والضعيفة للصين وروسيا وللفرنسيين والبريطانيين وغيرهم من الشعوب التي تدعي المدنية والتحضر، والحكومات التي تتباكى كذبا على الشرعية الدولية وحقوق الانسان والقانون الدولي، وحتى تلك الاحزاب والمنظمات التي ترفع شعارات مناهضة الحرب والعدوان والابادة الجماعية للكائنات الحية واعتماد القوة الغاشمة والبغي، واكاد اقسم لو ان بلدا اخر غير (اسرائيل) ارتكب عملا اقل مما فعلته من جرائم ضد حيوانات وليس بشر لانبرت دول الغرب وفي مقدمتها امريكا وطبل اعلامها لادانة الجريمة ضد الحياة ولطبق عليها البند السابع وتحشدت جيوش ورصدت موازنات وحركت اساطيل للدفاع عن الحياة، ولو كان المحاصر او الممنوع عنه الغذاء نوعا من انواع الطيور او اسماك البحر، هل امريكا بحمايتها ومنع العالم كله من ادانة الكيان الصهيوني خدمت الامن والسلام العالمي؟ ام انها اسست لتشريع سياسي وعسكري سيكون وبالا وتهديدا خطيرا لهما، متمثلا بان الدول الكبرى والتي تمتلك الاسلحة التدميرية والقوة الغاشمة يحق لها استباحة القانون الدولي وقتل من تشك في ولائهم لسياستها؟ ولو سبب ذلك موت اعداد كبيرة من البشر المدنيين الابرياء، وهو نفس منهج او خطة الادارتين الامريكيتين المجرمتين في عهد بوش الاب والابن وما تصريح وزيرة الخارجية الامريكية الفشية اولبرايت عنا ببعيد عندما سؤلت هل غايات العدوان وحرب الابادة ضد العراقيين وقتل اكثر من نصف مليون طفل عراقي تستحق مثل هذه التضحيات، فاجابت بروح اجرامية نعم تستحق، وهذا يؤكد الخطأ التاريخي والاخلاقي بمنح الرئيس الامريكي الفاشي اوباما جائزة نوبل للسلام، ان كانت جائزة نوبل فعلا تمنح لمن يخدموا السلام العالمي اصلا؟؟؟، اليس موقف امريكا السياسي في المحافل الدولية والاعلامية يعني ان امريكا شريكة للكيان الصهيوني في جرائمه على رسل الانسانية المناهضين لقتل البشر دون ذنب وهم عزل تماما كما جرى في غزوها للعراق وافغانستان ودعمها وتمويلها للعدوان الصهيوني على لبنان وغزة وعموم فلسطين وعدوانها المتكرر على سوريا ومشاركة امريكا والكيان الصهيوني في كل ما يجري في العالم خصوصا الصومال والسودان ونيجيريا وباكستان. لماذا يعتبر العدوان متعدد الجرائم على البشرية والمعادي للانسانية عملا مشروعا من قبل الكيان الصهيوني ولكنه مؤسف لوقوع ضحايا فيه وامتداد عدوانها على السفينة السادسة من اسطول الحرية (ريشيل رامي) الايرلندية ماذا ستسميه امريكا ارهاب حضاري، هناك اكثر من عشرون دولة على ضفتي البحر المتوسط كلها تملك ذات الحصانة لتتعرض وتفتش السفن التي تشك بانها تنقل حاجات انسانية تعزز صمود شعب لا يريد ترك وطنه ويمكنه من الحياة، هل لو فعلتها الجزائر او ليبيا او سوريا او لبنان او اي من الدول العربية او مالطا او قبرص او حتى اليونان واسبانيا كان يمر بلا ادانة قوية من مجلس الامن وعقوبات دولية عليها؟؟؟ هذا العمل المتعدد الجرائم والدلالات لم يكن عملا صهيونيا منفردا بل هو عمل امريكي صهيوني مشترك، لارسال رسائل متعددة للعالم كله حكومات واحزاب ومنظمات مختلفة ولشعوب العالم الثالث قاطبة والعرب والمسلمين بشكل حاص، بعض من هذه الرسائل ما ياتي: 1. ان المياه الدولية لم تعد كذلك وانما صارت تحت تصرف وهيمنة الدولة الغاشمة وحليفتها المارقة. 2. ان كل من يناهض الاستراتيجية الفاشية التي اعتمدتها امريكا والصهيونية العالمية في حلفهما الارهابي الشرير هدفا عسكريا لقواتهما التي فرضت نظاما جديدا على المجتمع الدولي وعليه الطاعة والخنوع. 3. كتبت ببحثي المستمر ان وفي اكثر من جزء منه (جرائم امريكا وحلفائها والقانون الدولي) عن استباحة امريكا للقانون الدولي وسيادة الدول ان البحرين الابيض والاحمر لم يعودا بحران للدول المتشاطئة عليه بل اصبحا والمضائق فيهما تحت الاحتلال الامريكي الصهيوني، وهذا يشكل منهجا جديدا للحرب الامريكية الصهيونية على العالم. 4. ان امريكا عبر معسكرها الارهابي العدواني الغاصب في فلسطين هو سيد منطقة البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر وعلى كل دول العالم الاعتراف و الخضوع لهذا الامر. 5. ان النظام العربي الرسمي بمعظمه والانظمة التي تحكم في الدول الاسلامية ما هي الا دمى وادوات تنفيذ لما يقر من حلف الشر والارهاب. 6. ان العالم الذي وافق امريكا في حربها على ارهاب جماعات وعصابات صغيرة ومتطرفة صار خاضعا لارهاب الدول الغاشمة (امريكا والصهيونية العالمية). 7. ان امريكا والكيان الصهيوني هما اللذان يحكما العالم ولا يمكن لاي قوة مهما كانت ان تعترض على ذلك، والا فالمصير معروف ويجب ان لا ينسى العالم ما جرى للعراق، وان كانت المقاومة العراقية قد ادمت الغول المتوحش فان امريكا والصهيونية قادرة على ان تجعل كل دول العالم وشعوبها ان تخضع لمنطق القوة الغاشمة بعدم دعم المقاومة العراقية واسنادها ولو اعلاميا وسياسيا، خشية من ان تصنف امريكا تلك الدول والشعوب بانها داعمة للارهاب، لان تعريف امريكا للارهاب هو كل ما يناهض ارهابها وارهاب الكيان الصهيوني. 8. ان قتل من يشك في انه يعارض الاستعمار والهيمنة الامريكية والصهيونية عملا جائز ولا يحتاج الى محاكمة وتحقيق وادلة وبينات وقرائن، وقد تقبله العالم فاصبح امرا واقعا وبديهي يرتقي الى مستوى القانون او يتعداه قوة، وهذا واضح من سكوت العالم ومهادنته او تواطئه على جرائم امريكا في العراق وافغانستان وباكستان والصومال واليمن، وما طبقته في اغتيالات واستباحة استقلال دول في نيكاراغوا وليبيا وتونس وسوريا ولبنان وقطر ومصر والاردن والقائمة تطول لو عددت كل البلدان التي تدخلت امريكا والكيان الصهيوني لاختطاف او قتل رؤساء او ثوار فيها، حتى وان ادى ذلك الفعل العدواني الى قتل اعداد كبيرة من المدنيين من مواطني تلك الدول، وما ترتكبه طائرات امريكا بدون طيار في الصومال وباكستان وغيرها الا شاهدا حيا على تلك الاعمال الحضارية ضد الارهاب !!. 9. ان امريكا والصهيونية قد جندت بعض الحكام اللذين يحكموا العرب والمسلمين المنقطعين عن شعوبهم واشترت البعض منهم بثمن بخس لخدمة منهجها، بمقايضة بقائهم بالسلطة وحمايتهم من اي غضب شعبي حتى لو كان بالطرق السلمية والاساليب التي يدعوها الديمقراطية و(الانتخابات)!!! مقابل تلك الخدمة، على ان يكون واجب الانظمة الغنية المساهمة بدفع فاتورة الحرب التي يتطلبها تنفيذ ذلك المنهج ودعم الاقتصاد الامريكي والصهيوني بالمال والنفط والغاز، وما اعتراف قائد القوات الامريكية بان النظام الكويتي يدفع سنويا مبلغا ضخما من المال للقوات الامريكية الا احدى الفلتات التي تؤكد ذلك، ودفع امريكا مبلغ سبعة مليارات ونصف دولار لحكومة باكستان الا دليلا على شراء مواقف حكومات في المنطقة لتنفيذ منهجها. في الجزء الثاني سنلقي الضوء على المطلوب من العالم عموما ومن الحكومات العربية والاسلامية والمناهضة للارهاب بكل اشكاله سواءا كان ارهاب دول او تنظيمات متطرفة او عصابات واشخاص وما هي الاسباب الحقيقية لحرب امريكا في افغانستان وباكستان والعراق، وهل غاب هذا عن اكتشاف دول كبرى مثل روسيا والصين ومخابراتهما؟، وما هوالمطلوب من الشعب العربي خصوصا والشعوب المسلمة عموما ان كانت قواه الثورية المؤمنة فعلا تريد التحرر والانعتاق، والله ولي التوفيق.