التصريح الأخير للرئيس نجادي أثار حفيظة الكثير من العراقيين الشرفاء الذين يسمو لديهم العامل الوطني على بقية الإعتبارات، والحقيقة أنه بقدر ما كان تصريح نجادي " بأن مفتاح حل أزمة العراق بيده" تصريحا مؤلما وجارحا بحق سيادة العراق وكرامة شعبه، بقدر ماكان كان تعبيرا عن واقع فعلي يدركه العراقيون جيدا وتستوعبه قوات الاحتلال الامريكي بشكل عميق وتتعامل معه على هذا الاساس. لذلك لم تشعر إدارة الرئيس أوباما بالحرج من تصريح نجادي ولم تكلف نفسها عناء الردً عليه كما توقع المراقبون السياسيون، وهذا الموقف يزيل الغموض عن حقيقة مفتاح الأزمة. إنها ليس أزمة كما وصفها نجادي! فهذا وصف مبسط لا يتناسب وحجم الخسائر ولا يليق ببلد دفع أكثر من مليون شهيد ودمرت كل مؤسساته الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية والحضارية على أيدي الإحتلال( الأمريكي الإيراني الصهيوني) وبمساهمة فاعلة من عملائهم العراقيين، إنها كارثة لم يشهدها من قبل تأريخ العراق مطلقا. بعض الكتاب أخذته حالة من الغضب الهستيري لما أفرغه نجادي من فمه من عذرة بحق العراق وهذا الغضب إنما هو تعبير صميمي عن الإعتزاز بالإنتماء الوطني والحرص على الشعب ومصالحه الرئيسة ورفض التدخل الأجنبي في الشأن العراقي. الكثير منا إنتابته نفس الإختلاجات جراء الجسارة العلنية والتطاول الذي جاهر به نجادي لوسائل الإعلام. إنها طريقة مبتذلة للمساومة بين مصالح الشيطانين الأكبر والاصغر على حساب مصالح العراق. وهذا الأمر مع الأسف الشديد لم يستوعبة الكثير من شيعة العراق رغم إن الرسالة واضحة ولا تحتاج إلى مزيد من التوضيح. لو أركنا الجانب الإنفعالي ونظرنا إلى الجانب المنطقي سنجد أن مانطق به نجادي هي الحقيقة بعينها. فمفتاح أزمة العراق هو فعلا بيد نجادي رغم أن هذه الحقيقة مرة بل أمر من العلقم. ولكن الأهم من ذلك هو من سلم مفتاح العراق إلى الرئيس نجادي؟ هنا تكمن العبرات وتتوالد الحسرات وتنفرط الآهات! لكي نتوصل إلى الحقيقة المجردة لابد من حصر أهم القوى المؤثرة حاليا في العراق. فإذا تجاوزنا السنوات العجاف التي كانت القوات الأمريكية فيها تمسك العراق بكماشة حديدية سنجد إن تريب القوى الحالي يبدأ بإيران وتليها الولايات المتحدة الأمريكية ثم الكيان الصهيوني والكويت كقوى رئيسية. وتليها بتأثير أقل سوريا وتركيا والسعودية والاردن. ولأن الموضوع متشعب ومتداخل في كثير من الأحيان فسنركز على أقوى هذه المؤثرات وأخطرها أي الإحتلال الإيراني. أربع سنوات مضت من تأريخ العراق الأحتلالي صدعت خلالها حكومة المالكي وقبلها الجعفري رؤسنا بإنكار التدخل الإيراني في الشأن العراقي. رغم أن كل العراقيين يدركون حجم وطبيعة وخطورة هذا التدخل! إصرار الحكومة لم يكن سوى إستهانة سخيفة بعقول العراقيين في ظل إصطفاف طائفي إلى جانب إيران معزز بفيالق من أبناء العلقمي. لم يكن أحدا يتصور أن مفقس العلقمي سينافس مفاقس فراخ الدجاج لينتج معمله كل هذه الذرية من العملاء! يقف خلفهم جحافل من الحمقى والسذج والجهلاء. كنا نعيب الماضي بوجود علقمي واحد فما بالنا اليوم بفيالق علقمية. ومع هذا يبقى أحفاد العلقمي الأقل جودة في سوق العمالة العالمية! لقد اقامت حكومة طهران في العراق نسخة مشوهة من نظامها السياسي، نظاما مواليا لها كموالاة العبيد لأسيادهم تحت الجلباب المذهبي وسخرت له كل مستلزمات الدعاية المذهبية ومختلف أنواع الدعم المادي والعسكري والبشري من برلمانيين ورؤساء أحزاب ومراجع دينية وإعلاميين وسياسيين وشيوخ عشائر وأغدقت عليهم بالأموال والوعود والعهود فكانوا كخدام المصباح لا يتوانون عن خدمتها حتى لو كلفهم الثمن إزهاق أرواح شعبهم كاملا. مع إعترافنا بحقيقة إنه لا يوجد في العراق المحتل ما يسمى بالبرلمان والحكومة أو الدستور أو السلطة قضائية أو أي مظهر من مظاهر السيادة والإستقلال, كل ما هناك مجموعة من العملاء متعددي الجنسيات والولاءات يهيمنون على مقدرات البلاد كافة خارج نطاق الشرعية والقانون. عندما أفتى نجادي بإمتلاكه مفتاح أزمة العراق خلال لقائه مع عدد من اساتذة الجامعات قائلا بأن " الرئيس الامريكي باراك اوباما يخطىء بمعادة ايران لأن إيران لديها مفتاح الأوضاع في كل من العراق وافغانستان وفلسطين". تلك إشارة واضحة بأن بلاده تتحكم في السيرك السياسي الحاكم في البدان الثلاثة. لكن المثير أن لا يذكر الرئيس نجادي لبنان وعميله السيد حسن نصر الله الذي يتحرك أيضا بالريمونت الخامنئي. على أي حال هذا خارج موضوعنا. لكننا نتساءل بدورنا من الذي سلمه المفتاح؟ بلا شك هناك عدة اطراف تظافر حقدها الدفين على الشعب العراقي وعروبته فسلمت مفتاحه بسخاء لنجادي, منها أطراف خارجية أبرزها إدارة الإحتلال الأمريكي, اللوبي الصهيوني، مشايخ الخليج وبشكل مميز إمارة الذل والعار الكويت, علاوة على أطراف داخلية كمرجعية النجف والأحزاب الشيعية( المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وذراعه العسكري فيلق بدر, وحزب الدعوة المتشظي، حزب الله، التيار الصدري واحزاب أخرى تتسلم أوامرها من ولاية الفقيه), ثم الاحزاب الكردية(الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني) والأحزاب السنية المشاركة في العملية السياسية و أخيرا تنظيم القاعدة المدعوم من قبل ملالي طهران. إدارة الغزو الأمريكي : كما كشفت المصادر الإيرانية والأمريكية فقد قام ملالي طهران بتسهيل ودعم الغزو الأمريكي للقضاء على أقوى نظامين في المنطقة يناصباها العداء التأريخي والمذهبي وهما العراق وافغانستان. وسبق ان كشف عدد من المسئولين الإيرانيين هذا التعاون مثل أبطحي وغيره. وآخرهم محمد باقر خرازي زعيم ما يسمى بحزب الله/ فرع إيران بقوله أن الهدف من ذلك هو" إقامة إيران العظمى التي من شأنها أن تحكم الشرق الأوسط ووسط آسيا". والحقيقة إن التهنئة التي أرسلها أوباما إلى نجادي بمناسبة أعياد النوروز ومطالبته بإجراء حوار جدي ومفيد مع القيادة الإيرانية وفق منظور المصالح المشتركة يفك الكثير من رموز العلاقة الخفية. رغم يقينا بأن حديث الرئيسين بوش ونجادي لا يعبران عن حقيقة وشائج العلاقة الوثيقة بينهما (في الخفاء) والمتعكرة (في العلن). أما الأحاديث الجانبية التي يتناولها بعض المسئولين الأمريكان بشأن رفض التدخل الإيراني في الشأن العراقي فهي زوبعة في فنجان ولأغرض إعلامية فقط. لأن خروج الأحزاب العراقية من الأمعاء الغليظة لنظام نجادي بميليشياتها العسكرية وتسليم زمام القيادة إلى الإيرانيين والعراقيين من التبعية الفارسية وإدماج الميليشيات مع الجيش والشرطة والموافقة على ترأس الحكومة من قبل أشباه الرجال الموالين لإيران كالجعفري والمالكي وزمرة الشر. كل ذلك تم بموافقة ومباركة الشيطان الأكبر. لذلك نستخف بإدعاء الجنرال رالف بيكر(نائب قائد القوات الأمريكية في العراق) بإتهامه إيران بالعمل على"عرقلة العملية السياسية من خلال دعم جماعات مسلحة كعصائب أهل الحق واليوم الموعود وحزب الله العراقي". وكذلك اتهامه لمدير هيئة المساءلة والعدالة ( الإرهابي علي اللامي) وزعيم حزب المؤتمر الوطني العراقي (اللص الدولي أحمد الجلبي) بـ "الضلوع في النشاطات الإيرانية". ثم قوله" إستخدام إيران طرق أقتصادية وسياسية للتأثير على سياسة العراق واقتصاده من خلال تصدير السلع التالفه " أو قوله بأن " التدخل الإيراني يستهدف قوات الأمـن العراقية والأميركية، وأن الصواريخ والأسلحة مصنعة في إيران وخصوصا التي نجدها في المخازن والمخابىء السرية كلها تأتي من إيران". من ثم يتحفنا بخلاصة إستنتاجه الرقيع بأن " كل تلك التأثيرات تعني أن ايران لا تحترم العراق ووحدته وإنها تستهدف الشعب العراقي أكثر مما تستهدف قواتنا". هذه كلها سخافات لا معنى لها لأن ما تقوم به إيران مكشوف لكل العراقيين والعرب ولا يحتاج شروحا إضافية بإسثناء الفقرة الأخيرة وهي مهمة جدا " تستهدف الشعب العراقي أكثر مما تستهدف قواتنا" لأنها الحقيقة بعينها! لكن خبرنا يا جنرل! ما هي ردة فعلكم إتجاه هذه التدخلات؟ وأين منها الإتفاقية الأمنية التي طبلتم لها مع عملائكم العراقيين؟ اليس من بندوها المحافظة على سيادة العراق؟ اليس هذه الأفعال الإيرانية تتنافى ومبدأ السيادة؟ أم أنكم تفهمون السيادة بشكل آخر لا تعلنون عنه؟ ثم لماذا تطلقون سراح الإرهابيين الإيرانيين الذين تلقون القبض عليهم؟ وآخرهم ما أعلنه السفير الإيراني في بغداد حسن قمي" أفرجت القوات الأميركية عن إيرانيين اثنين كانت اعتقلتهما في العراق قبل عدة سنوات. وهما ( الإرهابيان أحمد برازاندي وعلي عبد المالكي) في محافظتي النجف وسامراء". أما التصريحات الامريكية الأخيرة بشأن تحميل السفير الامريكي ومساعديه في العراق مسئولة التقصير في إدارة الأزمة وتعاظم الدور الإيراني! فهذا ضحك على الذقون لأن هؤلاء الدبلوماسيين ينفذون توجيهات الخارجية الأمريكية بحذافيرها ولا يتصرفون من وحي مخيلتهم لكي يتحملوا مسئولية الإخفاق. الكيان الصهيوني : هو الآخريلتقي مع إيران في محور خطير وهو كراهية العرب والخوف من العراق كقوة أقليمية تهدد كيانه المسخ. فقد تطورت العلاقات الثنائية بين الطرفين بعد الغزو، وكشفت وزيرة الخارجية السويسرية (ميشلين كالمه)عن الإجتماعات السرية بين الولايات المتحدة وإيران والكيان الصهيوني بمشاركة أوربية (منها بلادها)، مؤكدة بأن" تلك الاجتماعات بدأت مباشرة عقب احتلال العراق. وعقدت جميعها في جنيف باستثناء الاجتماعين الأخيرين فقد عقدا في دولة أوربية" وسبق أن نوه رئيس الكيان الصهيوني (شمعون بيريز) برسالة التهنئة التي بعثها للرئيس نجادي بمناسبة عيد النوروز" بأن هناك مكانة خاصة لإيران وشعبها لدى الشعب اليهودي". معرباً عن يقينه بعودة ما وصفها بـ "الصداقة الحميمة" لتسود العلاقات بين البلدين الصديقين في القريب العاجل. وقد صرح وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق( آفي ديختر) في محاضرة له في لندن حول الدور الإسرائيلي في إحتلال العراق بأن "خياربلاده الاستراتيجي هو بقاء العراق مجزءا بعد إن تلاشى كقوة عسكرية". مؤكدا بأنهم" حققوا في العراق أكثر مما خططوا له وتوقعوه، وإنّ تحييد العراق عبر تكريس أوضاعه الحالية تشكل أهمية إستراتيجية للأمن الإسرائيلي" فهدفهم النهائي وخيارهم الاستراتيجي كما أوضح " ضمان وجود وبقاء عراق مجزأ ومنقسم ومعزول داخلياً بعيدا عن البيئة الإقليمية"(أي العربية). منذ الغزو كان هناك تفاهم مشترك وتنسيق عميق بين الكيان الصهيوني ونظام الملالي في تصفية علماء العراق وإستهداف الطياريين والأطباء والمهندسين والأكاديميين وكبار القادة العسكريين ونهب الطائرات والأسلحة الثقيلة وذخيرتها وتهريبها إلى إيران أو بيعها كخردة لإدارة الإحتلال. إضافة إلى إشعال الفتن الطائفية وتشجيع الحركات الإنفصالية في الشمال والجنوب وغيرها من الأهداف المشتركة لإبقاء العراق بلدا فقيرا وضعيفا ومجزءا لا تقوم له قائمة وهذا ما حصل فعلا. للزيادة حول هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى كتاب (التحالف الغادر) للبروفيسور(تريتا بارسي) أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جون هوبكنز. سبق أن تحدثنا عن هذه العلاقة في سلسلة مقالاتنا بعنوان(عمامة الملالي وطاقية اليهود! وحدة الإستراتيجية و إختلاف التكتيك / 6أجزاء). الأكراد : القاسم المشترك بين اليهود الإيرانيين والأكراد ( المقصود الأحزاب الرئيسية العميلة وليس الشب الكردي المغلوب على أمره) تجاه العرب هي الكراهية والحقد التأريخي والتآمر المستمر, فطبيعة العلاقات الإيرانية الكردية باتت معروفة سيما بعد أن إعترف قياديون أكراد بأن حزبي الطالباني والبرزاني هما من ساعدا الإيرانيين في إحتلال حلبجة, وهم من سهل غزو العراق, وهم من نفذوا أجندة الصهاينة لإضعاف العراق وتجزئته. وقد اعترف( آفي ديختر) وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق بالدور المهم للاحزاب الكردية في تسهيل احتلال العراق, موضحا بأن من أهم أهداف كيانه" دعم الاكراد بالسلاح والتدريب والشراكة الأمنية من أجل تأسيس دولة كردية مستقلة في شمال العراق تسيطرعلى نفط كركوك وكردستان". بالرغم من العمالة الكردية للكيان الصهيوني وأيران فأن حكام الملالي يعاملون الأكراد بإحتقار شديد، كما هو شأنهم في تعاملهم مع أكراد إيران وربما بسبب الأحاديث التافهة الواردة في التراث الصفوي في نبذ الأكراد وتحقيرهم وعدم التعامل معهم! فما بين آونة وأخرى يقصفون القرى الكردية في الإقليم ويوقعون الإذى بالمدنيين. ولم نسمع شكوى من مسعود برزاني ضد العداون الإيراني المتكرر لأقليمه! ففي الايام القليلة الماضية توغلت قوة إيرانية داخل الإقليم مرتين في منطقة حاج عمران وقد استنكرت السيدة مريم رجوي هذه الخروقات السافرة لسيادة العراق واعتبرته تدخلا في شؤون العراق مما يتنافى مع مزاعم الملالي في إحترام سيادة العراق وإستتباب أمنه. فإن البرزاني والطالباني لم يحركا ساكنا كأن الأمر لا يعنيهم! في حين نسمع شكاويه وإستنكاره للقصف التركي في مفارقة تثير العجب. من جهة أخرى لم تلتفت الأمم المتحدة ومجلس الأمن ولا المفوضية الأوربية ولا الإدارة الأمريكية ولا منظمة العفو الدولية ولا مراقب حقوق الإنسان لمثل هذه الخروقات كما كانت تفعل قبل الغزو! فلماذا الإزدواجية في هذا التعامل؟ الحوزة العلمية : كان لها درورا كبيرا في تسليم مفتاح العراق لنجادي من خلال السيد السيستاني وهو رجل دين إيراني لعب دورا خطيرا في تأريخ العراق منذ الغزو مما جل الإدارة الأمريكي تكن له وافر التقدير والإحترام لتنفيذه بدقة مناهية الأجندة الثلاثية (الأمريكية ـ الإيرانية ـ الصهيونية). بل أن السفير بريمر أشاد به إشادة تفوق بقية العملاء. هذا الرجل يستحق بجدارة أن يكون(مرجع البيت الأبيض) بلا منافس فقد اصدر فتوى في 22 أيلول ام 2002 ورد فيها" إن من واجب المسلمين في هذا الظرف العصيب أن يوحدوا حكمتهم ويبذلوا كل ما في وسعهم للدفاع عن العراق العزيز وحمايته من مخططات الطامعين وإن على الجميع أن يعلم أن مأرب المعتدين في العراق إذا ما تحقق لا سامح الله سوف يؤدي إلى نكبة تهدد العالم الإسلامي بصورة عامة, وان تقديم أي نوع من أنواع العون والمساعدة للمعتدين يعد من كبائر الذنوب وعظائم المحرمات يتبعه الخزي والعار في الحياة الدنيا والعذاب الأليم في الدار الآخرة". لكنه بعد الغزو تغير 180 درجة! فقد أفتى بالتعاون مع الأمريكان دون أن يبالي ب" كبائر الذنوب وعظائم المحرمات والخزي والعار". هذا يعني أنه ارتكب كبائر الذنوب وعظائم المحرمات بموجب فتواه وليس فتوى غيره فإستوجب بذلك "الخزي والعار في الحياة الدنيا، والعذاب الأليم في الدار الآخر"! هذا الثعلب السياسي هو الذي عجل بصياغة الدستور المسخ الذي ما يزال حجر عثرة أمام وحدة العراق وشعبه. وحشر فقرة مستمدة من الدستور الأيراني لمنحه وبقية المراجع ميزة دستورية خاصة. وكما يلاحظ ان الرجل قبل الغزو أتبع التقية. ثم أظهر حقيقته بعد الغزو. لقد وعد بأن لا تمر الأتفاقية الأمنية بين الأمريكان وحكومة الإحتلال إلا على جثته, من ثم فوض أمرها للبرلمان ودعمها روحيا دون المساس بجثته. الرجل يتبع التقية بذكاء نادر فهو يدعي عدم إعترافه بولاية الفقيه وهو خلافه مع أشقائه مراجع إيران ومررً هذه الخدعة على الجهلاء والسذج. لكنه في العراق يمارس كل صلاحيات الولي الفقيه! فلا شاردة أو واردة تمر في المشهد السياسي العراقي إلا وللسيد ضلع فيها, بل وصل الأمر بأن يفرضه الصدريون بكل وقاحة لحل الخلافات بينهم وبين بقية الأطراف في حال الإئتلاف معهم. والرجل لا يمكن العتب عليه مطلقا فقبله الخميني عاش واكل وشرب من العراق وتنكر له! فما بالنا بالسيستاني. لقد أثبت السيد أنه رجل سياسة اكثر منه رجل دين. ورجل سياسة محنك ينافس كبار السياسيين في العالم, وهذا إعتراف صريح بموهبته. ويبدو انه درس كتاب الأمير لميكافللي دراسة عميقة وإستفاد منه عمليا. هذا إطراء له وليس ذم ونحن لا نعيبه! فهو يخدم بلاده إيران خدمة جليلة! ومن المؤكد أن التأريخ الفارسي سيذكر بفخر وإعتزاز مآثره الكبيرة في نشر الفتن والفساد والدجل والشعوذة وتسليمه العراق لقمة سائغة لافواه الملالي الشرهة. نسأل الله جلً وتبارك أن يتحف العرب ليكون عندهم في طهران شخصية مثل السيستاني تخدم مصالحهم كما خدمها السيستاني.. إدعوا معي ..يارب! سبحانك إنك السميع المجيب. الأحزاب السنية : نقصد بها الأحزاب المشاركة في العملية السياسية الكسيحة. فرغم تبجحها برفض التدخل الإيراني في الشأن العراقي لكن الواقع يكذبها. فماعدا تصريحات خافته كوسوسة الشياطين هنا وهناك لم نسمع لها صوت. حتى اللجنة الوهمية التي شكلها المالكي لمتابعة(ربما دعم) التدخل الإيراني في العراق لم تعززها تلك الأحزاب, بل تغاضت وتسترت عن الكثير من جرائم الملالي بحق أبناء طائفتها رغم إمتلاكها أدلة ووثائق خطيرة كما أفصح زعمائها الأشاوس! وذلك للحفاظ على مصالحها وإمتيازاتها. تنظيم القاعدة : وقد يستغرب البعض ورود إسم القاعدة كحليف لأيران لكن الذي يدرك حقيقة موقف إيران منها حيث ما تزال تسضيف الكثير من قياداتهم على أراضيها سيزول عنه ضباب الوهم. فالقاعدة محتضنة كليا من قبل ملالي إيران. ولا ننسى ان زعيمها إبن لادن كان من أبرز المتماهين والمتباهين بثورة الخميني، وأن الزرقاوي كان في طهران وتغذى من عذرة خامنئي قبل أن يأتي إلى بغداد ليتعفن جسده فيها. يذكر (يوشي ميكلبرغ) وهو خبير إستراتيجي صهيوني مشهور بأن إيران قد جعلت نفسها" زعيماً لمعسكر الإسلاميين الراديكاليين بصرف النظر عن إنتماءاتهم الطائفية. إنه تحالف الإسلام الراديكالي لأولئك الذين ينشرون ويدعمون الأصولية الإسلامية المتطرفة". وبعد أحداث ايلول عام 2001 ظهر الدور البارز للتأثير الإيراني في ذلك التنظيم الإرهابي, فقد ذكرت محطة( BBC) بأنه" برز من خلال المقابلات التي أجراها برنامجها الوثائقي مع مسؤولين إيرانيين وأمريكيين في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 أن طهران عرضت التعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لإسقاط حركة طالبان وإبعاد تنظيم القاعدة عن أفغانستان". كما ذكرجورج تنيت مدير (CIA ) أمام لجنة الاسخبارات العائدة لمجلس الشيوخ الامريكي " وثقنا دلائل مزعجة تشير بأن تنظيم القاعدة أسس له كيانا قويا في كل من العراق وايران". وفي اللقاء الذي أجرته( قناة العربية الموالية لإيران) مع الزعيم الميداني لتنظيم القاعدة (محمد العوفي) كشف عن "علاقة الاستخبارات الإيرانية والمتمردين الحوثيين بتنظيم (القاعدة في جزيرة العرب) و مدِّهم بالمال والأسلحة اللازمة لتنفيذ العمليات الإرهابية". أما الأحزاب الموالية لطهران : حسب ظننا ان هذه الجيفة لا تحتاج منا أن نخوض فيها فذلك من شأنه أن يثير رائحتها ومنظرها الكريهين. فالمارثون الحكومي لكعبة الشر في طهران بغرص الحصول على ختم الولي الفقيه على تشكيلة حكومة الإحتلال القادمة أقرب دليل على التبعية المخزية. إنه إعتراف صريح من قبل هذه الأحزاب المتعفنة بأن مفتاح حلً أزمة العراق بيد نجادي. لذلك راحت تتمسح بمداس الولي الفقيه ليرضى عنها, حتى العلماني أياد علاوي الذي يتشرف بعمالته لدى لأكثر من(16) جهاز مخابرات أجنبي، والذي تأخر عن ماراثون الذل والعار سرعان ما إلتحق بفوجهم لطهران من ثم النجف. بعد أن أدرك أن مفتاح الأزمة تحت عمامة الطاغوت خامنئي وشقيقه في فاتيكان النجف علي السيستاني. فلماذا نلوم نجادي على مفتاحه؟ ولماذا لا نستبدل قفل العقول العميلة بقفل وطني محكم؟ فنعطل بذلك عمل مفتاحه ليرميه مع أفكاره الشيطانية في سلة المهملات؟ لكن كيف و متى؟ في دورة إنتخابية قادمة؟ أوعقد من السنين؟ أم قرن؟ أو في الألفية الرابعة .. الله أعلم. علي الكاش / كاتب ومفكر عراقي