غريب أمر هذا الرجل الأرعن الذي يطل علينا كل مساء أحد بوجه غضوب وعينان جاحظتان يتطاير منهما الشرر ،مطلقا كلاماً أجوفاً وكلمات حق يراد بها باطل ،راكباً موجة المقاومة وهو براء منها، ليهاجم هذا وينتقد ذاك ، ويقدم تحليلات وفقاً لما يروق له ، ويتلو قصصا ما انزل الله بها من سلطان ،لنكتشف بعد فترة قصيرة عدم صحتها . يتخبط بين مهاجمة حليفه القديم المالكي الذي اصطدم به لأسباب طائفية وليست وطنية، وبين محاولة تبرئة نفسه وغيره من جريمة احتلال العراق بالادعاء أن النظام الوطني السابق هو المسؤول عن ذلك،وهذا ما يردده أقطاب السلطة العميلة في المنطقة الخضراء . وهو يهدد الآن بتناول هذا الموضوع في قناته وكأن الناس لا تعرف الحقيقة التي تقول أن مشعان الجبوري كان كغيره ممن ادعوا المعارضة أداة بيد المخابرات الأمريكية والبريطانية ضمن مخطط ما سمي (تحرير العراق) وانه دخل مع قوات الاحتلال على ظهر الدبابة الأمريكية وجعله الأمريكان محافظاً للموصل ، فعاث بالأرض فساداً وسرق ما سرق إلى أن رماه أهل الموصل بالأحذية والنعال ليرد عليهم برصاص حمايته ويولي هارباً بأموال الشعب المسروقة ليكدسها فوق ما سرقه من العراق قبل الاحتلال حين ترك وطنه بما حمل الجمل وليصبح معارضاً. وها هو يصرخ الآن بأعلى صوته عن الظلم الذي أحاق بشقيقه وأقربائه الذين تآمروا على الحكم الوطني بمحاولة انقلابية وبالتعاون مع الأجنبي ،فنالوا جزاءهم العادل . هذا هو المكشوف يا مشعان .. والأكثر منه أن الجميع يعرف أسباب موقفك في الدفاع عن المقاومة ، لأنك على ارض سوريا العربية التي رفضت احتلال العراق واحتضنت أهله ودعمت المقاومة لأنها تعرف جيدا ً أبعاد المخطط الأمريكي الصهيوني الذي كنت أنت احد أدواته ، لكنك تتظاهر بدعم المقاومة لان لا ملجأ لك سوى سوريا . ولا نريد أن ندخل في خصوصياتك وسلوكك الذي ترتكبه وتعيب عليه الآخرين . إن سوريا البعث لا ترضى أن يطعن أمثالك برفاق الدرب ، وعليه فإننا نطالب الرئيس بشار الأسد وحكومته العروبية أن تسكت زعيق مشعان الجبوري المتشدق باسم المقاومة العراقية والذي يتخذ منها وسيلة لينفث سمومه ضد البعث وليصل إلى مرحلة محاولة الإساءة إلى تجربته الحضارية النهضوية في العراق ، وإضهار حقده على البعثيين بشكل مكشوف ، وهم الذين صمدوا مع شعبهم في العراق أمام الحصار الجائر لمدة 13 عاماً وبذلوا المستحيل سياسياً وعسكرياً لمنع الاحتلال الذي جاء بمشعان الجبوري وأمثاله من العملاء.