ستالين واليهود: بدأ عاملان رئيسيان يدفعان اليهود بعد الحرب العالمية الثانية بعيدا عن الشيوعية هما روسنة الدولة السوفيتية واقامة دولة اسرائيل.ولكي يحارب ستالين والنظام السوفيتي الالمان حركا الشعب الروسي واثاراه بدغدغة المشاعر الوطنية العميقة لديهم .فستالين نفسه وهو اكثر قادة الزمان اصابة بجنون العظمة والاضطهاد بلا رحمة حرض فصيلا يهوديا ضد اخر الى ان برز سلطة لا خلاف عليها في روسيا.اما ليون تروتسكي واسمه الحقيقي ليف برونشتاين المنافس الرئيسي لستالين وهو يهودي فقد نفي وقتل اخيرا على يد NKVD الروسية وعلى الرغم من بقاء افراد يهود في نظام ستالين ,الا انه كان يرى في جميع التحالفات اليهودية خطرا على سلطته.وكان يقمع بوحشية أي تهديد محتمل يكتشفه.وحول الاتحاد السوفيتي الى مسار اكثر قومية.واستعاض عن نشيد الشيوعية السوفيتي,العالمية المناهضة للقوميات والداعية للمساوات بين البشر ,بنشيد روسي تقليدي. كما استعيض عن العمل الايجابي فيما يتعلق باليهود الشيوعيين الذي كانت بموجبه تجري التعيينات والترقيات بنظام الجدارة في الجامعات والجيش.ولم تتوضح مناورات ستالين ضد اليهود الا بعد الحرب العالمية الثانية ,ولم يصدق الكثيرون من اليهود انهم فقدوا السيطرة على النظام السوفيتي.اذ حتى اواخر ستينات القرن العشرين كان اليهود ما يزالون يشكلون غالبية القيادة الماركسية في معظم بلدان العالم ما عدا روسيا بما في ذلك في الولايات المتحدة الاميريكية وتحول العديد من هؤلاء الشيوعيين اليهود الى معاداة روسية واطلقوا على انفسهم اسم (التروتسكيين),ولم يبق من اليهود متمسكا بالشيوعية الروسية سوى قلة قليلة.اما الغالبية الباقية فقد توصلت الى ايديولوجية ماركسية ضاربة جذورها في المساوات العرقية ,كما شرعوا في الانتقال الى الاقتصاد الراسمالي في الوقت الذي كانوا ما يزالون يتظاهرون بالنزعة الاشتراكية للشيوعية خلقت دولة اسرائيل(الكيان الصهيوني)في الوقت الذي حدثت فيه هذه العوامل,وبدا ان التمركز العرقي القديم لدى اليهود وتبؤاتهم الارثوذكسية قد تحققت اخيرا.اذ ما زالوا منذ الفي سنة وهم يرددون الدعاء( العام القادم في القدس).وفجأة اصبح أي يهودي قادرا على الذهاب الى القدس الواقعة تحت سيطرتهم المباشرة ,وشهدت امريكا خلال هذه السنوات تحول العديد من الراديكاليين اليهود اليساريين الجدد فنورمان بودهوريتز ومجلة Commentary أي التعليق مثلا تحولا من مدافعين عن الشيوعية الى داعين الى الرأسمالية,ومن حمامة سلام مناهضة للحرب في فيتنام الى صقر اسرائيلي مندفع.وفي سبعينيات القرن العشرين تدفق سيل من هؤلاء اليهود اليمينيين الجدد الى (الحركة المحافظة) التي ترسم معالم الاقتصاد المحافظ عن طريق اضافة عناصر ليبرالية اشتراكية,وعناصر المساوات العرقية ,والنظام العالمي الجديد,وبالطبع (الصهيونية الفائقة).لقد تسلل اليهود الى مؤسسات كل شريحة سياسية يدركونها ,يروجون وجهات نظر ازدواجية مختلفة ولكن عيونهم دائما على مصالح اليهود والدولة الاسرائيلية. اليهود وراء دعوة المساوات بين المرأة والرجل: ما من ظاهرة متطرفة ومطلقة في دعوتها الاولى ومن اجل تخريب النسيج الاجتماعي البشري الا وترى وراؤها ايادي وافكار يهودية عالمية ,وفكرهم دائما تتسلل الى العالم الاخر أي الى غيرهم ودون ان يبان ذلك الا ان تأخذ افكارهم تلك حيز الانتشار والتطبيق ومن ثم يجروا انفسهم منها ويتبرؤون من تلك الافكار بذرائع شتى ,واما المجتمعات غير اليهودية التي لطشت تلك الافكار على عقولها وبين جبهتها لا يكونون الا ضحايا تلك الفكر الشيطانية والدافع الثمن الرئيسي هم غير اليهود ومن تلك الافكار المساوات بين الرجل والمرأة .. لقد تناسى اليهود الفروق التشريحية والفسيولوجية والوظيفية التي تمييز المرأة عن الرجل أي بمعنى اخر تمييز الانثى عن الذكر وفي كل مخلوقات الله من الجراثيم الى النباتات الى الحيوانت واخيرا الى الانسان .. وفي كل تلك المخلوقات نرى عندما نتمعن النظر بالجنسيين كم هو الفارق بين الذكر والانثى من حيث الواجبات ومن حيث القدرات النفسية والجسدية على القيام بالواجبات المختلفة بينهم .. لاحظ ان الذكور وفي كل مخلوقات الله الحيوانية خاصة تراها غير قادرة على تربية الصغار بالقدر الذي تتمكن منه الانثى ,ومن ناحية اخرى هناك الواجبات التي تحتاج الى القوة العضلية والعنف لا تجيدها المرأة بل هي من اختصاص الذكر القادر والمخلوق من اجل القيام بهذا الواجب .. كما الجدير بالملاحظة ان كل الاناث وفي كل مخلوقات الله تتصف عادة بالحنو والرقة والحنان ,في حين تجد الذكور هم اكثر خشونة وصلابة وفظة .. الدجاجة تنام ثلاثة اسابيع على بيضها كي يفقس والديك من حولها يراقب ويحمي عائلته .. مثال بسيط على صبر الانثى على التضحية من اجل بقاء النسل في حين يكون واجب الذكر حماية هذا النسل من الاعداء .. انثى الانسان تضحي بكل شئ في سبيل ان تحافظ على حملها الذي ينهك صحتها من اجل ان لا تندثر السلالة البشرية والاب الذكر يتفرغ للاعمال الاخرى كي يوفر العيش لهؤلاء الاطفال .. هذا من حيث المبدأ كيف ان لكل جنس وضائفه الاساسية من اجل البقاء والتي تختلف عن الجنس الاخر سواءا كان ذكرا ام انثى,وكل منهما يشتركان في صناعة عائلة ويحافظان عليها وكل حسب مواصفاته الخلقية وبالتالي تشكيل مجتمع انساني صحي .. اذن ما المقصود بالمساوات بين المرأة والرجل التي ارادها ودعى اليها اليهود؟هل يلغي الذكر ذكورته وتلغي الانثي انوثتها حتى يبلغان المساوات؟ان المساوات بالنسبة لهما هي الحرية المطلقة وكسر كل القيود التي تحكمهما وظمن منطق الخلق وفروقات الواجب المبني على ذلك؟ام ان المساوات التي يريدها اليهود هي الحرية المطلقة الجنسية والتي يترتب عليها الكثير من الامراض الجسدية والنفسية والاجتماعية التي تدمر المجتمع وتنهيه فضلا عن ان المرأة هي المسؤولة عن الاصول والميراث الحقيقين .. ام ان المساوات ان تخرج المراة للعمل ليل نهار كما الرجل وتترك الاطفال تحت رحمة القدر؟وان كانت المساوات ان يتكفل الرجل بتربية الاطفال وتخرج المرأة الى العمل من باب المساوات فهل للرجل المواصفات الخلقية من صبر وتحمل واناقة في تربية ورعاية الاطفال وخاصة الصغار الرضع منهم ؟ام ان هؤلاء الصغار سيكونون ضحية تربية ذكور حتمتها فكرة المساوات بين الرجل والمرأة؟ وهنا تظهر اشكالية اخرى بوجه تلك الدعوة اليهودية الظالمة وهي ان الكثير من الاسر (ذكور واناث)يخرجون الى العمل ولمدد طويلة ويتركون الاطفال تحت رعاية المربية(الخادمة)وهنا ما ذنب الخادمة ان لا تتساوى مع الرجل او حولها القيد الاجتماعي الى عبدة ترعى اطفال وبيوت المزاولين للمساوات بين الجنسين,وهذا استعباد وتعسف للمرأة نتج عن فكرة المساوات وسحقها على مستوى التطبيق,وهو نوع من اللامنطق والفشل الناتج لفكرة المساوات التي خرجت عن اهدافه .. اذن وباختصار فان فكرة المساوات المطلقة بين الجنسين تتصادم تماما والغاية من خلق ذكر وانثى .. وأنا هنا عندما اتطرق الى تلك الفكرة لا ادعوا ابدا الى استعباد المرأة او حرمانها من حقها في العمل ومشاركة الرجل في كل شئ خارج البيت وداخله ,ولكن ادعوا الى الرحمة بالانثى والرحمة باطفال البشر والرحمة بالبناء الاسري المكين كون الام مدرسة كبرى لابناء البشر وهذي اعظم وظيفة لا يستطيع القيام بها أي رجل في البشرية,وخير مثال على ذلك الصورة الحزينة التي نشاهدها على وجوه وفي تصرفات الاطفال يتامى الام .. يمكن للانثى ان تعمل وتدرس وتتوظف وتطبب الناس وتداويهم وتهندس لهم حياتهم بفنها الراقي الشفيف وتسوق السيارة وتخاطب الناس وتكون اديبة ومفكرة وعالمة وناقلة حديث وغيرها من النشاطات البشرية ولكن بحسب ضروفها ووظيفتها الانثوية دون المساس بالاستقرار والاستمرار في الشأن الاسري وصولا الى بناء اجيال من البشر سوية ومفيدة .. اذن المساوات التي انادي بها هنا هي المساوات الانسانية بين الذكر والانثى وعدم النظرة الدونية الى المرأة كونها نصف المجتمع من ناحية ومن ناحية اخرى كونها اساس بناء المجتمع .. ان كون المرأة انثى ليس منقصة لها بل هو اكبار لها ان تكون امرأة تكون اسرة وتشارك الرجل في كل شئ وتضطلع بواجبات لا نقدر نحن الرجال على ادائها,ومن هنا على الذكر ان ينحني لها شريكة له ومكملة له كنصفه الثاني المفقود قبل الانجاب وتكوين اعظم وحدة بناء اجتماعي رصين وهي الاسرة .. ما الفائدة من بذل جهد المراة في خط تجميع صناعي ومن ناحية اخرى حصول تفريط بشري نتيجة عدم المبالات في اقناع المراة باهمية دورها في الصناعة البشرية الراقية واقناع النساء انهن كالرجال بشريا زانسانيا,ولكنهن جعلن ازواجا وامهات بفعل البيئة وهذي قوانين الطبيعة الملزمة لكل الاحياء والتي ليس من حق احد التدخل فيها او بالاحرى لا قدرة لاحد ان ينفي قوانين الطبيعة وفروضها وتوازنها .. اذن الامر ليس خاضعا لارادات خبيثة وراؤها مقاصد سياسية مخبأة تظهر بعد حين أي بعد فوات الاوان .. لقد اسهم فرويد اليهودي الاصل في تدمير الاسرة بدعمه للاتصال الجنسي غير الشرعي.يقول الكاتب ديوك(كانت احدى مظاهر القوة في الغرب التنسيب العالي مقارنة مع العالم الثالث,فجاء فرويد والذين تعهدوا ترويج افكاره المتعلقة بالتحليل النفسي من اليهود,فدمجوا الجنس بالحب ,وعللوا تدمير الوحدة الاسرية بعدم الاشباع الجنسي).كما يقول ديوك(لقد ادت مسألة تحرير المرأة الى اعادة بناء الاسرة الاميريكية بحيث اضطرت الزوجات والامهات الى دخول سوق التوظيف بفضل المعايير الاقتصادية الجديدة,مضيقة حدود الاختيار لاولئك اللاتي اخترن دور بناء الاسرة). يقول العديد من الباحثين ان خلق الملايين من الامهات (العاملات) اضر باستقرارية الاسرة ونمو الاطفال.ونتيجة لذلك اصبح هناك العديد من النساء يناضلن وحدهن من اجل اعالة انفسهن واطفالهن.اما اللواتي بقين في اسر مستقرة فوجدن انفسهن مضطرات للقيام بدور النساء التقليدي في البيت ,والعمل لمدة ثمان ساعات خارجه بان واحد. ان من ابرز دعاة المساواة بين الذكر والانثى في العصر الحديث غلوريا شتاينم وبيتي فريدان وبيلا ابزوغ ومن الممتع انهن جميعا ينتمن الى اكثر الاديان قمعا للجنس وكبتا له على وجه الارض,هو الدين اليهودي.تشرح ايفلين كاي في كتاب(ثقب في الملاءة) الوضع الحقير للمراة في العقيدة اليهودية,والكراهية التي تعبر عنها هذه العقيدة تجاه غير اليهود,انها تبحث البارميتزفا(Bar Mitzvah) والدور المتصاعد للذكور قائلة ما يلي: (هناك سلسلة من التبريكات يقولها الرجل اليهودي اثناء صلواته كل صباح تتضمن:شكرا لك يا رب اذ لم تجعلني غير يهودي ,ولم تجعلني امرأة). هذي هي المساوات بين الذكر والانثى التي دعى لها العالم وخاصة الغربي منه والكثير منا لا يعرف اصول تلك الدعوة اليهودية المبنية على نظريات فرويد في التحليل النفسي المبني كليا على الجنس والذي اطاح بحظ المراة الغربية المسيحية هناك,حتى راحت تبحث عن منقذ من هذا الضياع الذي اسمه تحرر المراة ومساواتها مع الرجل .. لقد عشت فترة شبابي الاولى بعد الجامعية مباشرة في الغرب وتحديدا في بريطانيا ولفترة زمنية استيطيع من خلالها ان اختلط واتقن اللغة الدارجة هناك واتعلم طبائعهم بعد ان عايشتها .. لقد وجدت ان المرأة هناك تعيش الضياع الحقيقي وعندما تلتقي بها وتتعرف عليها وتدعوها على فنجان شاي او وجبة عشاء او ما شاكل ذلك وتدفع مبلغ دعوتك تندهش تلك المرأة النظيفة (لماذا انت التي تدفع ولما لا انا اشارك بالمثل؟),لارد عليها انا الرجل وانت المرأة وهنا وجب ان يقع حمل اكبر علي .. تستغرب وتندهش لتقول:لقد اضعنا حياتنا وانوثتنا الحقيقية التي ما عادت ذات قيمة هنا في بلادنا لانها رخيصة .. اضعنا من يحمينا من جور الحياة وكل ذلك دفعناه بدعوى المساوات مع الرجل وبدعوى تحرر المرأة .. ايها الشرقي النبيل هل يمكن ان اكون لك زوجة كي تحميني من تلك الوحوش الكاسرة التي تستغل ضعفي وحاجتي فتهوي على جسدي كما تهوي الغربان على فطيسة .. ايها الشرقي اما بامكانك ان تصاحبني كزوجة .. تكررها ثانية وثالثة واربعة .. واني على استعداد ان اتبع تقاليدك واتبع دينك .. صور للمراة الغربية المسكينة لا يمكن ان انساها ولا تغيب عن مخيلتي ابدا وكلما حاولت نسيانها يذكرنني الداعيات من بلادي الى تلك المأساة من خلال الدعاوى هنا للمساوات والتحرر وعلى غرار مفاهيم فرويد وتعليمات اليهودية العالمية نتيجة الجهل بأزمة المرأة التي تعيشها هناك والجهل بالثمن الباهض الذي تدفعه الغربية هناك مقابل المساوات والتحرر, ومعدلات الطلاقات المفجعة هناك والضياع ..