حاولت إيران أيضًا تكرار نظامها المزدوج حيث يكون للنظام غير المنتخب وميليشياته اليد العليا، بينما تكون الحكومة المنتخبة وقوات الجيش النظام بلا رأي يذكر، في إيران يملك الزعيم الأعلى سلطة فوق الحكومة كما تستطيع الميليشيات أن تدلي برأيها في الموازنة العامة، لكن في العراق تدير الحكومة المنتخبة الدخل القومي وتعتمد الميليشيات الموالية لإيران على بغداد لدفع رواتبها، وبذلك تمكنت إيران من امتصاص الحكومة العراقية لتمويل صراعاتها الإقليمية.وأدى اكتشاف النفط قبل قرن من الزمان إلى ازدهار العراق، لكنه جعل الشعب العراقي معتمدًا على مساعدات الدولة، فعلى أساس نصيب الفرد تعد الدولة واحدة من أكبر دول العالم حسب أرباب العمل، لقد انتهت العقوبات التي كانت مفروضة في عصر صدام حسين منذ زمن، لكن الحكومة ما زالت توفر الحصص الغذائية لكل العراقيين بغض النظر عن مستوى الدخل.وتدفقت عائدات النفط أيضًا في جيوب المسؤولين الفاسدين والميليشيات المدعومة من إيران، لذا ازداد الفقر في العراق، فالبصرة ثاني أكبر مدينة عراقية من حيث عدد السكان تطفو على احتياطي النفط وتقع بين التقاء أكبر نهرين في البلاد، ومع ذلك فربما تكون أكثر المدن تخلفًا في الشرق الأوسط، حيث أصيب سكانها بالعطش نتيجة ارتفاع مستويات تلوث النهر بشكل غير مسبوق.
الثلاثاء ٢٨ ÑÈíÚ ÇáÇæá ١٤٤١ هـ - الموافق ٢٦ / ÊÔÑíä ÇáËÇäí / ٢٠١٩ م