عاد الحديث عن سعر العملة الإيرانية وانهيارها أمام الدولار، إلى عهد ما قبل الاتفاق النووي حيث واصل "التومان" الإيراني سقوطه أمام العملات الأجنبية وانهار إلى مستوى غير مسبوق لاسيما خلال الأشهر الماضية. وبعد توقعات نشرتها الوكالات العالمية حول احتمالية عدم مصادقة دونالد ترمب بالتزام إيران لبنود الاتفاق النووي، انهارت العملة الإيرانية من جديد أمام الدولار بشكل مفاجئ في اليومين الأخيرين. وشهدت أسعار صرف الدولار أمام العملة الإيرانية اليوم الثلاثاء ارتفاعاً كبيراً، حيث سجل الدولار مستويات قياسية لم تشهدها المصارف الإيرانية خلال العامين الماضيين. ووصل سعر صرف الدولار أمام الريال الإيراني بالسوق السوداء في طهران، الثلاثاء، إلى 4048 ريالا، مسجلاً قفزة كبيرة بحوالي 1500 ريال إيراني مقارنة بيوم الأحد الماضي. ويرى محللون اقتصاديون أن تصريحات ترمب الأخيرة حول احتمالية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وقرب خطابه الشامل حول سلوكيات إيران المثيرة للجدل، كانت العامل الرئيسي في إشتعال الدولار أمام العملة الإيرانية. ونشر موقع "مثقال" المختص في أخبار العملة والذهب في إيران أسعار سعر الريال الإيراني أمام العملات الأخرى حيث واصلت أسعار اليورو والجنيه البريطاني والدرهم الإمارتي ارتفاعها أمام العملة الإيرانية. من جانبها كتبت وكالة تسنيم المقربة من الأمن والحرس الثوري الإيرانيين تقريرا حول تأثير هبوط العملة في البلاد، كشفت فيه عن ارتفاع الأسعار في الأسواق إثر إنهيار الريال الإيراني أمام الدولار الأميركي والعملات الأجنبية الأخرى. وأضافت تسنيم أن المحلات الكبرى في بازار طهران، قامت بتغيير قائمة أسعار بضائعها، بحجة ارتفاع العملات الأجنبية لاسيما الدولار، أمام الريال الإيراني. وكان النشطاء الاقتصاديون يتوقعون أن إبرام الاتفاق النووي بين طهران والدول الست الكبرى يعكس تأثيراً إيجابياً على الأسواق الإيرانية، لكن ذلك لم يشفع للاقتصاد الإيراني الذي يعاني أساسا من الفساد وسوء الإدارة، كما زاد الأمر سوء معارضة الرئيس ترمب للإتفاق الذي يصفه بـ "السيئ" و"الغبي".
الاربعاء ٢٠ ãÍÑã ١٤٣٩ هـ - الموافق ١١ / ÊÔÑíä ÇáÇæá / ٢٠١٧ م