ديرهام- حذر وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس من أن نحو عشر سنوات من القتال في العراق وأفغانستان زاد من الاتجاهات التي ربما تحدث في نهاية الأمر انسلاخا بين الجيش والمجتمع الأمريكي الذي يدافع عنه. وقال غيتس في كلمة بجامعة ديوك الأربعاء إن الضباط والمجندين في الجيش الأمريكي أصبحوا يأتون بشكل متزايد من المناطق الريفية والبلدات الصغيرة في الجنوب وفي الغرب وهو تحول ربما يفصل بينهم سياسيا وثقافيا وبين سكان الحضر الذين يشكلون معظم سكان الولايات المتحدة. كما أشار إلى أن أقل من واحد في المئة من السكان الأمريكيين حاربوا في العراق وأفغانستان خلال أطول فترة تقضيها الولايات المتحدة في حالة من القتال المتواصل مما يجعل الحرب مغيبة بصورة كبيرة عن أذهان الغالبية ويزيد الفجوة بين الجيش وباقي المجتمع. وقال غيتس: بمرور كل عقد يقل أكثر وأكثر عدد الأمريكيين الذين يعرفون شخصا ما له تجربة عسكرية في عائلتهم أو في محيطهم الاجتماعي. واستشهد بدراسة أظهرت أن عدد الشبان الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما ولديهم آباء من المحاربين القدامى تراجع من 40 في المئة في 1988 إلى 18 في المئة بحلول عام 2000. ولم يقدم غيتس المتوقع أن يغادر الإدارة العام القادم حلولا للقضايا التي أثارها. ثم بدأ غيتس في الرد على أسئلة الطلبة وقال لهم إن شرق أفغانستان يتحول بشكل متزايد إلى عصبة بغيضة من الجماعات الإرهابية التي تتعاون معا وهي القاعدة وشبكة حقاني وطالبان الباكستانية وطالبان الأفغانية وجماعات مثل عسكر طيبة. نجاح جماعة واحدة نجاح لها جميعا. وقال وزير الدفاع الأمريكي إنه في حين أن الجيش يمثل الآن البلاد ككل يتزايد تمركز وتجنيد أفراده من مناطق ريفية وبلدات صغيرة في الجنوب والغرب. وأضاف: أسفرت تغييرات في التمركز بالقواعد في السنوات الأخيرة عن نقل نسبة كبيرة من أفراد الجيش إلى نقاط في خمس ولايات فقط هي تكساس وواشنطن وجورجيا وكنتاكي وهنا في كارولاينا الشمالية. ومضى يقول: هناك خطر في أن يتكون بمرور الوقت كادر من الزعماء العسكريين الذين تقل بشكل متزايد النقاط المشتركة سياسيا وثقافيا وجغرافيا بينهم وبين الناس الذين أقسموا للدفاع عنهم.
الخميس ٢١ ÔæÇá ١٤٣١ هـ - الموافق ٣٠ / Ãíáæá / ٢٠١٠ م