كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن أعدادًا من النواب العراقيين الذين كانوا قد وعدوا أهالي مناطقهم الانتخابية بتحسين أوضاعهم المعيشية قد ابتعدوا كلية عن البلاد رغم الأزمة السياسية الراهنة.وقالت الصحيفة: "لقد قضى عدد من النواب عطلات من 200 يوم مدفوعة الأجر كاملة في نزه وفسح في الخارج إضافة للمميزات الأخرى التي يحصل عليها النائب أو النائبة البرلمانية". وأضافت: "لم يجتمع البرلمان إلا مرة واحدة ولم يستغرق الاجتماع سوى 19 دقيقة وظل المجلس المنتخب مثل الدولة بلا رئيس ولا ناطق باسم النواب". وأردفت "نيويورك تايمز": "في المرحلة الانتقالية هذه التي لم يتم تحديد من يشكل الحكومة واختار الكثيرون مناطق وبلدانًا لا مشاكل فيها وغنية ولا تسمع فيها أصوات التفجيرات لقضاء النزه، كما أن البيوت والشاليهات الفارهة التي نزلوا فيها متوفرة فيها حمامات سباحة تنبعث منها رائحة الكلورين المنعشة، وذلك في كل من الأردن وسوريا وإيران ودبي".وأشارت الصحيفة إلى بقاء مجموعة صغيرة من النواب في العراق تحملوا حر الشمس الحارقة مع بقية العراقيين، بينما الفريق الآخر ومنهم الذين لم يتصيفوا في الأماكن الجميلة فقد قاموا برحلات لزيارة العائلات التي تقيم في الخارج والتي وفرت لهم مواعيد مع متخصصين وأطباء بارزين في مراكزهم الخاصة من أجل إجراء فحوص طبية وهناك من انتهز الفرصة وخرج من العراق تحت ذريعة المشاركة في عزاء بعزيز رحل بعيدًا عن الوطن أو المشاركة بفرح وأعراس. واعترف عدد من النواب بأنهم كانوا يتابعون الأخبار والتطورات السياسية عبر التلفاز أو من خلال الصحف وقالوا إن الأخبار كثيرة عن الحكومة لكن التقدم بطيء.وقالت الصحيفة: "النواب لا يخفون شعورهم بالإحباط والغضب والحرج من أنهم لا يعملون شيئًا فيما وصل الوضع ببعضهم لنقطة الغليان نتيجة للضغوط والمطالب التي يتعرضون لها من الناخبين الذين صوتوا لصالحهم". ويتحدث آخرون عن فراغ نفسي نتيجة لصدمة عدم انعقاد البرلمان، حيث أحبطوا بسبب انهيار أحلام وآمال في التغيير، لكنهم يعوضون ذلك بالحصول على الراتب الشهري الذي لم ينقطع (11050 دولارًا أمريكيًا) وبدل البيت وثلاث سيارات مصفحة جديدة مع 30 حارسًا، وجواز سفر دبلوماسي جديد يسهل رحلاتهم في المطارات الدولية، بالإضافة إلى تسهيلات أخرى.
الثلاثاء ١٩ ÔæÇá ١٤٣١ هـ - الموافق ٢٨ / Ãíáæá / ٢٠١٠ م