كشف تقرير لمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) عن تأثر 15 مليون طفل عراقي بشكل مباشر بأعمال العنف أو يعتبرون محرومين من أبسط الحقوق الأساسية التي يتمتع بها أقرانهم في الدول الأخرى. يأتي ذلك ليكون دليلاً واضحاً على فشل الاحتلال الأمريكي للعراق منذ 2003، في توفير أبسط الحقوق لأطفال العراق، ويثبت للعالم حقيقة الأهداف الاستعمارية والأطماع النفطية التي جاء من أجلها الأمريكان المستعمرين إلى العراق، وليس ما زعمه بوش من أن الغزو الأمريكي للعراق يهدف توفير الحرية للعراقيين والدفاع عن حقوقهم الإنسانية.وأضاف التقرير أن ثلاثة ملايين طفل عراقي يعيشون على نحو دولارين في اليوم الواحد، كما أن مليون ونصف المليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، ونحو نصف مليون من الفتيات ومعظمهن من المناطق الريفية غير مسجلات في المدارس الابتدائية. ونقل راديو "سوا" الأمريكي عن التقرير :"أن نحو نصف مليون من الفتيات غير مسجلات في المدارس الابتدائية، معظمهن في المناطق الريفية، كما أن الملايين من أطفال العراق يعيشون في أكثر المناطق عزلة في البلاد". كما سجلت المنظمة الدولية وفاة 35 ألف طفل عراقي قبل أن يكملوا سنة واحدة من العمر ووفاة أكثر من ألف سيدة عراقية سنويا خلال عملية الولادة أو بعدها. مأسآة اللاجئين العراقيين في سورياوكانت منظمة (اليونيسف) قد أفادت قبل عدة أيام، أن العديد من أطفال اللاجئين العراقيين في سوريا يكافحون من أجل البقاء في مدارسهم في حين يضطر عدد كبير منهم للانقطاع عن التعليم والبحث عن عمل مدفوع الأجر للمساعدة في تعزيز دخل أسرهم. وعلقت ممثلة المنظمة في سوريا شهرزاد بوعليا على ذلك، بقولها :"يلعب التعليم دوراً محورياً للغاية لمستقبل جميع الأطفال، إن وجود جيل غير مجهز للمشاركة في اقتصاد بلده أمر لا يخدم أحداً". وكانت سوريا، التي استقبلت ما يقرب من 1.2 مليون لاجئ عراقي فروا من ديارهم هرباً من العنف الطائفي في أعقاب حرب عام 2003 في العراق، قد فتحت أبواب مدارسها الحكومية أمام الأطفال العراقيين، ولكن العديد منهم غير قادر على الاستفادة من ذلك. فغالباً ما يضطر الأطفال للبحث عن عمل للمساعدة في تعزيز دخل أسرهم خصوصاً في ظل عدم سماح القوانين السورية للعراقيين بالعمل واقتصار ما توفره فرص العمل في السوق السوداء في الكثير من الأحيان على 100 ليرة سورية (2 دولار) في اليوم الواحد، وفقاً للاجئين. وأوضحت اليونيسف أن عدد أطفال اللاجئين العراقيين الذين ينقطعون عن المدارس قد شهد ارتفاعاً مضطرداً خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
السبت ١٦ ÔæÇá ١٤٣١ هـ - الموافق ٢٥ / Ãíáæá / ٢٠١٠ م