وضعت مؤسسة ميرسر البريطانية للاستشارات الادارية بغداد في نتائج مسح أجرته في ذيل قائمة تتعلق بجودة المعيشة ( رغم التحسن الطفيف !!!) الذي طرأ على بنيتها الاساسية والخطوات التي اتخذها العراق لتشجيع الاستثمار. ولا تزال الحياة اليومية صعبة في العاصمة العراقية حيث يؤدي النقص الشديد في المياه والكهرباء الى زيادة الاعباء على الشركات والسكان. وبات صوت مولدات الكهرباء باهظة الثمن التي تعمل بوقود الديزل من ثوابت الحياة اليومية وأصبح منظر اسلاك الكهرباء المتشابكة مألوفاً في احياء بغداد. وذكر وليام وردة رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان انه لم يفاجأ بالتقييم الضعيف لبغداد. وقال وردة "بلا شك لا نستغرب أن تكون بغداد على رأس قائمة أسوأ العواصم بالعالم. حقيقة أنا أقول هذا ليس تجني على بغداد لكنها هذه حقيقة. هناك انهيار للبني التحتية منذ 2003 والي اليوم لا نتلمس هناك جهود حثيثة للنهوض بواقع البلد.هنالك أزمة الكهرباء..أزمة مستديمة ويمكن أن تقول هي أزمة أزلية. وهناك موضوع المجاري والنفايات. النفايات ترمي في الساحات وفي الشوارع". ويضطر سكان بغداد الذين يقدر عددهم بنحو 6.5 مليون نسمة الى أداء اعمالهم في حر الصيف القائظ حيث لا تكفي الكهرباء لتشغيل أجهزة تكييف الهواء فضلاً عن انقطاع المياه في اجزاء كبيرة من العاصمة العراقية. ويشتري كثير من المواطنين مياه الشرب المعبأة متكبدين نفقات اضافية يصعب على سكان بغداد الذين يتقاضون رواتب زهيدة صعوبة في تحملها. والعيش في بغداد ليس صعباً فحسب بل ينطوي على خطورة ايضا حيث ما زالت أعمال العنف الطائفية وهجمات المسلحين أمراً محتملاً في اي وقت. ولا تزال الهجمات المتواترة والسيارات الملغومة تودي بحياة عدد كبير رغم التراجع الحاد في أعمال العنف اجمالاً منذ ذروة الصراع الطائفي في عامي 2006 و2007. واجبر العنف آلاف العراقيين على الفرار من منازلهم واللجوء الى مبان حكومية تعرضت للقصف يعيشون في غرف خاوية بدون مياه او كهرباء او صرف صحي او اماكن للتخلص من القمامة. وقال وردة "الموطن العراقي ليس ملاحق فقط بالمفخخات والقتل وملاحق بالاوبئة التي تأتي نتيجة هذه النفايات والتلوث البيئي وعدم الاهتمام. يعني هو محاط بوضع سيئ بغض النظر عن الحالة الامنية السيئة حيث القتل والدمار والتهجير. ولكن أيضاً شوارعه وأزقته والمياه ليست صالحة للشرب. كل هذه العوامل تؤثر علي وضعه الصحي". وتابع ان القضية ليست في القمامة ولا تداعي البنية الاساسية فحسب بل في نقص التعليم ايضاً. وقال في هذا الاطار "الموضوع ليس فقط النفايات والشوارع..هناك نقص في الثقافة المجتمعية. ليس هنالك توعية للمجتمع بأن يحافظ علي نظافة المدينة. كما تعلم بأن النظافة هي جزء من الثقافة..ثقافة المجتمع. وهذه الثقافة حقيقة نجدها في بغداد غريبة. لم تكن بغداد هكذا. وعلى النقيض من بغداد احتلت مدن غرب اوروبا مراكز متقدمة في نتائج مسح ميرسر رغم تراجع الاقتصاد العالمي حيث تصدرت العاصمة النمساوية فيينا عواصم العالم في جودة المعيشة.
الخميس ١٩ ÑÌÜÜÜÜÈ ١٤٣١ هـ - الموافق ٠١ / ÊãæÒ / ٢٠١٠ م