رصدت صحيفة بريطانية الاستعدادات التي تجري للاحتفال بخروج الصحافي العراقي المعتقل، منتظر الزيدي من سجنه، مشيرةً إلى أن العروض والهدايا العربية تنهال عليه. وكان الصحافي العراقي الغاضب قد رمى، قبل 9 أشهر، فردتي حذائه نمرة 10 في وجه الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، أثناء مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، في آخر زيارة لبوش للعراق، وصرخ فيه قائلًا "هذه قبلة الوداع أيها الكلب، هذه من أجل أرامل وأيتام العراق"، فيما قال شقيقه إنه كان يتوقع أن يتلقى طلقة نارية من سلاح أحد حراس بوش السريين لكنه لم يكن خائفًا من الموت. وقالت صحيفة "الجارديان" إن الموقف الذي قام به الزيدي لم يتوقف صداه في كل مكان منذ شهر ديسمبر، مضيفةً أن ما تلاه من صور ومواقف ودعوات جعلت من الصحافي العراقي الشاب أسطورة في أعين محبيه ومؤيديه، وتحول إلى بطل في العالم العربي. وأوضحت الصحيفة أن الزيدي نال أعجاب الملايين لأنه قام بفعل تحد، جبن عن فعله قادة البلاد الجدد، مشيرةً إلى أن العراقيين وجدوا فيه بطلًا جديدًا في بلد اختفى منه الأبطال، ولهذا أحلوه المقام العالي. وأضاف أنه "لا غرابة من انتشار صوره التي تزين العديد من شوارع بغداد والمطبوعة على القمصان في مصر وألعاب الأطفال في تركيا". ونقل الصحيفة عن صلاح الجنابي، وهو بائع من وسط بغداد، قوله "عندما تكتب كتب التاريخ، فسيعود المؤرخون إلى هذه الحركة وينظرون إليها بإعجاب عظيم، فحذاء الزيدي كان مقلاعًا". إعادة المشهد بشكل أكثر درامية:هذا، ولن يعود منتظر إلى الصحافة عقب خروجه من السجن، حيث أنه قرر فتح دار لرعاية الايتام، حسب شقيقه. وأفاد مقربين من منتظر أنه بعد اعتقاله تعرض للتعذيب وأنه خسر أحد أسنانه ومن هنا سيغادر العراق للعلاج ويعود إليه ليستقر فيه. وعلى صعيدٍ آخر، أشارت "الجارديان" إلى أن المشهد الذي مثله الزيدي أثناء زيارة بوش، ولم يستغرق سوى ثوان قليلة سيعاد مرة أخرى عندما يخرج من السجن، بعد أربعة أيام، وسيأخذ شكلًا آخر أكثر درامية. وقالت إن الزيدي في زنزانته يشعر بما يرتب له من احتفالات لكن لا يعرف حجم هذه الاحتفالات. قائمة كبيرة من الهدايا: وأوضحت الصحيفة أن هناك قائمة كبيرة من الهدايا تجهز له، منها: منزل جديد مكون من أربع غرف نوم بناه له مديره الذي كان يعمل عنده سابقًا، بالإضافة إلى سيارة ونساء وأموال وخدمات صحية وطبية بدأت "قناة البغدادية"، التي كان الصحافي يعمل لديها أثناء وقوع الحادث، بالحديث عنها. ونقلت "الجارديان" عن عبد الحميد السايج، محرر "البغدادية" قوله "لقد اتصل أحد العراقيين الذين يعيشون في المغرب وعرض أن يرسل ابنته ليتخذها منتظر زوجة له، بينما اتصلت نسوة أخريات وقلن إنهن يردن الزواج منه". وأضاف "لقد اتصل شخص آخر من السعودية وعرض مبلغ 10 ملايين دولار أمريكي لشراء حذاء الزيدي، بينما عرض ثالث من المغرب عليه حصانًا بسرج من الذهب". وقالت الصحيفة إن مزارعًا من بلدة قرب مدينة نابلس الفلسطينية يدعى أحمد جودة دعا عائلته إلى ديوانية العائلة واقنعهم للتبرع للوفاء بمصاريف الدفاع عن الزيدي القانونية، وقررهو نفسه بيع نصف ما يملكه من ماشية، فيما عرض أحد أفراد العائلة ابنته كزوجة للزيدي. وقال جودة إن عائلته كانت مستعدة كي تقدم للزيدي عروسًا مثقلة بالذهب، وأوضح أن الفلسطينيين يدعمون العراقيين لأن ما حل بهم يشبه مرارة ما يصيب الفلسطينيين الآن وما جرى عليهم في الماضي، مشيرًا إلى أن ما قام به الزيدي كان من أجل العرب جميعًا وليس العراقيين فقط.
الخميس ٢٠ ÑãÖÇä ١٤٣٠ هـ - الموافق ١٠ / Ãíáæá / ٢٠٠٩ م