قم للمعلم وفِّهِ التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولاأعلمت أشرف أو أجل من الذي *** يبني وينشئ أنفسا وعقولا مع أطلالة الأول من آذار تحتفي الأسرة التعليمية في قطرنا العزيز بيومها السنوي عيداً للمعلم ، تقديراً وعرفاناً بالدور الكبير الذي يقوم به المعلم في أرساء قواعد العلم والمعرفة وتنشئة جيلٍ متمكن من بناء مجتمعٍ حضاري متقدم يواكب ركب المجتمعات المتقدمة ويسهم في البناء الحضاري له ، أضافة الى تغذيته بروح التضحية والأيثار في سبيل الوطن آخذاً به الى طريق الرفعة والمجد والعلى . يا حملة رسالة العلم والفكر والنور أن الدور الذي يقوم المعلم لا يقتصر أبداً على أعطاء المعلومات التي أصبحت اليوم ومن خلال التكنولوجيا متاحة لمن يطلبها بل أنه دور مقدس يعني القدرة على بناء الأجيال وتحصينها وضخ القيم والمبادىء والأخلاق الصالحة مما يعني بناء ألانسان بالشكل الذي أراده الله في تعاليم السماء وما تمتاز به قيم ورسالة أمتنا العربية التي هي خير أمةٍ أخرجت للناس . من هنا وتأسيساً على دوركم العظيم هذا فاننا نرى ان الحال المتردي الذي وصلت اليه العملية التربوية في عراقنا الحبيب منذ ارتكاب جريمة العصر باحتلال بلد الحضارات ورمز عزة الامة ورقيها وحتى يومنا هذا لايسر أحداً أبداً ، حيث الأهمال المتعمد لدور المعلم وشخصيته وكيانه المعنوي والمادي ، أضافة الى المنهجية التي اعتمدتها حكومات ما بعد الاحتلال بتدمير العملية التربوية ومحاولة هدم البنى والركائز العلمية الرصينة التي أقامها النظام الوطني قبل الاحتلال وقدم كل التضحيات وتحدى الصعاب والظروف القاسية التي مرت على العراق في سبيل اقامة صروح علمية حضارية يشار لها بالبنان أضافة الى تميز العراق بوجود جيش من العلماء والكفاءات في شتى الاختصاصات ... هذه المنهجية التي أعتمدتها السلطة العميلة مضافاً اليها عملية التجهيل المقصود في الكثير من المجالات ، أدت الى وصول اعداد الاميين الى رقم ٍ مخيف والى حالة التسرب الكبير للتلاميذ من المدارس ، والطامة الاكبر هي في الاصرار على التلاعب وتغيير المناهج الدراسية الرصينة واستبدالها بكل ما يشيع الفرقة والدس والتحريف ويخدم المرامي الشعوبية القذرة . يا جماهير الاسرة التعليمية .. أن الظروف التي يمر بها عراقكم الأغر وامتكم المجيدة تضيف اليكم المزيد من المسؤوليات الجسام وتحتم عليكم الوقوف مع شعبكم الصابر في التصدي لمؤامرة تدمير العراق وانهاء دوره الرسالي والحضاري ، واليوم تدعوكم نقابة المعلمين باعتبارها ممثلكم الشرعي والمعبر عن همومكم ومعاناتكم لأخذ دوركم التاريخي في تحصين الشعب ضد المخططات الرامية لتجهيله وسلخ كل المفاهيم والقيم الوطنية والقومية التي تربى عليها وجعله تابعاً ذليلاً بلا سيادة وكرامة ... اليوم يومكم ايها المعلمون والمعلمات .. دوركم كبير ومتميز في بناء واعداد جيل ثائرٍ مقتدر يرفد ثورة تشرين بكل ما يعزها ويقرب انتصارها وليس ذلك اليوم ببعيد . مبارك لكم عيدكم الإغر .. مبارك لكم ما تقومون به من دور مقدس رغم الصعاب وجور وأضطهاد السلطة العميلة . ويبقى عيدنا الأكبر ، عيد النصر والتحرير وعودة العراق حراً أبياً ، سيداً عزيزاً ، مهاباً قويا . نقابة المعلمين/ المركز العام بغداد في الأول من آذار 2022
الثلاثاء ٢٨ ÑÌÜÜÈ ١٤٤٣ هـ - الموافق ٠١ / ÃÐÇÑ / ٢٠٢٢ م