منعت تركيا نوابا من البرلمان الألماني من زيارة الجنود الألمان في قاعدة إنجرليك الجوية كانت مقررة غدا الثلاثاء، وسارعت الحكومة الألمانية إلى التنديد بهذا المنع، كما لوحت برلين بنقل جنودها إلى دولة أخرى. فقد قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الاثنين إن حكومتها ستنقل جنودها إلى دولة أخرى إذا لم تمنح أنقرة إذنا لنواب من لجنة الدفاع البرلمانية لزيارة الطاقم الذي يخدم حاليا في إطار قوات حلف شمال الأطلسي بالقاعدة الجوية التركية. وطالبت ميركل في مؤتمر صحفي بضرورة تمكن النواب من زيارة أكثر من 250 جنديا يخدمون في قاعدة إنجرليك، حيث يشاركون في مهمة للحلف بقتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وأضافت "سنستمر في التحاور مع تركيا ولكن بموازاة ذلك علينا البحث عن وسائل أخرى للوفاء بالتزاماتنا" مشيرة إلى أن الأردن أحد البدائل المطروحة. وبينما قالت مصادر من وزارة الخارجية التركية لوكالة رويترز إن المشرعين لم يحصلوا على موافقة لزيارة القاعدة لاعتبارها زيارة غير مناسبة في هذا التوقيت، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شويفر إنه من "غير مقبول بالمرة" أن تمنع تركيا المشرعين من زيارة الجنود. وأضاف شويفر "يتعين السماح بزيارة المشرعين" مشيرا إلى أن وزير الخارجية زيغمار غابرييل سيثير المسألة مع نظرائه من دول أخرى أعضاء في حلف الناتو في واشنطن غدا الثلاثاء. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية ينس فلوسدورف أفاد بأنه في حالة إذا ما قررت برلين تغيير موقع قواتها وطائراتها التورنيدو التي تقوم بمهمات استطلاع أو إمداد فوق أراض يسيطر عليها تنظيم الدولة في سوريا، فإن الأردن سيكون البديل. وتشتبه برلين في أن أنقرة تريد معاقبة ألمانيا هذه المرة لأنها منحت عددا من الجنود الأتراك اللجوء السياسي، استجابة لطلب تقدموا به بعد عمليات التطهير التي تلت الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز الماضي. يذكر أن العلاقات بين تركيا وألمانيا توترت أكثر في مرحلة التحضير للاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا في 16 أبريل/نيسان الماضي عندما منعت ألمانيا مسؤولين وساسة أتراكا من الحديث في تجمعات للأتراك المقيمين بأراضيها. واتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حينها برلين باستخدام أساليب "تشبه سياسات النازية". وسبق لتركيا أن منعت العام الماضي مشرعين ألمانيين من زيارة القاعدة نفسها لمدة أشهر ردا على قرار للبرلمان الألماني اعتبر قتل قوات الدولة العثمانية للأرمن في عام 1915 "إبادة جماعية" وهو تعبير ترفضه أنقرة.
الاثنين ١٩ ÔÚÈÜÜÇä ١٤٣٨ هـ - الموافق ١٥ / ÃíÜÜÇÑ / ٢٠١٧ م