تتجه العلاقات بين موريتانيا و إيران إلى الجمود بعد تغييب السفير الإيراني من حضور مؤتمر دولي حول التطرف ، انتظم بالعاصمة نواكشوط وحضره جميع السلك الديبلوماسي المعتمد في البلاد. واحتجت سفارة إيران في نواكشوط على الحكومة الموريتانية أمس السبت، لاستثنائها من الدعوة التي وجهتها للسلك الدبلوماسي المعتمد في البلاد لحضور افتتاح مؤتمر دولي حول "التطرف في ميزان الشرع" الذي احتضنته الشهر الماضي. ويرى المراقبون أن هذه الخطوة هي مقدمة لتأزم العلاقات بين البلدين واستجابة من الحكومة الموريتانية للمطالب الداخلية المنادية بضرورة قطع العلاقات مع إيران خاصة بعد تزايد نشاطها داخل البلاد ومحاولاتها اختراق ثقافة المجتمع الموريتاني. ويقول بوبكر ولد الحبيب ناشط في إحدى الجمعيات المدنية لـ"العربية.نت" في هذا السياق، إنه "في وقت من الأوقات عرفت العلاقات بين البلدين تقاربا كبيرا وقدمت إيران مساعدات مالية إلى موريتانيا خاصة في المناطق الفقيرة لكن التطورات الأخيرة تكشف تحول هذا التقارب إلى جمود وتوتر وهو ما يدل على أن هذا الدعم المالي لم يذهب إلى مكانه خاصة مع وجود مؤشرات تدل على مطامح إيرانية لمحاولة اختراق المجتمع الموريتاني ونشر ثقافتها داخله، مما دفع الدولة للتدخل لوقفه استجابة للضغوط الداخلية وتنفيذا لالتزاماتها مع دول الخليج". وتعالت الأصوات الداعية لقطع العلاقات مع إيران في الفترة الأخيرة في موريتانيا خاصة من قبل عدد من نواب البرلمان والناشطين بعد انتشار المد الشيعي في البلاد وخروجهم إلى العلن. وكان مفتي الدولة وإمام المسجد الجامع بنواكشوط أحمدو حبيب الرحمن، دعا الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى الاستجابة للمطالب الجماهيرية وقطع العلاقات بين موريتانيا وإيران من أجل وقف النفوذ الإيراني في المنطقة، الذي وصفه بـ"المد الصفوي الفارسي"، مشيراً إلى أن "هذا المد يقوم على أمور عقدية مخالفة للمذهب السني للبلاد". ويذكر أن موريتانيا سبق وأن صنفت "حزب الله" الذي تربطه علاقات وثيقة بإيران منظمة إرهابية استجابة لقرار جامعة الدول العربية ومنعت مزاولة أي أنشطة للمنظمات القريبة منه داخل البلاد.
الاحد ١٩ ÑÌÜÜÈ ١٤٣٨ هـ - الموافق ١٦ / äíÓÜÜÇä / ٢٠١٧ م