تناولت مجلة فورين بوليسي الأميركية خطاب التنصيب الذي ألقاه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وأشارت إلى إن المخاطر والتهديدات التي تحدث عنها لم تشهد لها الأمة مثيلا منذ أيام السياسي الأميركي وعضو مجلس الشيوخ الجمهوري جوزيف مكارثي في خمسينيات القرن الماضي. فقد نشرت مقالا للكاتب جيمس تروب انتقد فيه سياسة ترمب، وقال إن التهديدات التي تحدث عنها تذكر الأمة بتلك التي كان يحذر منها السناتور مكارثي قبل عقود، وهو الذي طالما زعم أن أعدادا كبيرة من الشيوعيين والجواسيس والمتعاطفين مع السوفيات موجودون داخل الحكومة الأميركية. وأشار الكاتب إلى الشاعر جون بيريمان الذي سبق أن قال إن الإنسان يمكنه أن يعيش كامل حياته في بلاده دون أن يعرف إذا ما كان جبانا، وأوضح تروب أن هذه ربما تعد نعمة ينبغي لنا أن نكون لها من الشاكرين، لكنها في الوقت نفسه تعد لعنة. وأضاف أن الليلة التي ارتقى فيها ترمب إلى سدة الرئاسة وألقى فيها خطاب التنصيب الذي اشتمل على العديد من التحذيرات إزاء ما يتربص بالأمة الأميركية من مخاطر وتهديدات داخلية وخارجية، تذكر المرء بما اشتملت عليه رواية الكاتب الأميركي روث فيليب "مؤامرة ضد أميركا" من رؤى مرعبة وغموض. اضطهاد الخصوم وانتقد الكاتب النظرة التشاؤمية والطريقة الهجومية للرئيس ترمب، وأشار إلى المؤتمر الصحفي الأول الذي عقده في البيت الأبيض قبل أيام، وقال إن ترمب تعامل مع وسائل الإعلام على طريقة القط الذي يهاجم الفأر المحصور في الزاوية. وأضاف تروب أنه سبق أن شاهد عمدة نيويورك السابق رودي جولياني وهو يوجه الإهانات إلى الصحفيين ويعاقب منتقديه، لكنه لم يهتم كثيرا لأن الصراخ الصادر عن عمدة لا يشكل كبير خطر على الجماهير. لكنه قال إن ترمب أيضا يمضي قدما في اضطهاد منتقديه، وذلك ليس لكونه يحمل سيف السلطة فحسب، ولكن لأن لديه الميل والموهبة في تحويل الحشود إلى غوغاء، وسط الضحكات والصرخات والتصفيق الذي يصاحب تصريحاته وخطاباته. ومضى الكاتب بالحديث بإسهاب عن ما ورد في خطاب ترمب وفي انتقاده، وقال إن ترمب سيفشل في تحقيق وعوده الواحد تلو الآخر، الأمر الذي ينم عن فقدان الأمة الأميركية آمالها في تحقيق أحلامها الموعودة.
الاحد ٢٤ ÑÈíÚ ÇáËÇäí ١٤٣٨ هـ - الموافق ٢٢ / ßÇäæä ÇáËÇäí / ٢٠١٧ م