اتهمت منظمة العفو الدولية ، اليوم الخميس، الحكومة الحالية وقوات القمعية المدعومة من التحالف الدولي ، باهمال اطفال الموصل ومحيطها بمحافظة نينوى ، في توفير مرافق طبية مناسبة للتعامل مع الإصابات المروعة التي تعرض لها الأطفال ، جراء العدوان الانتقامي الغاشم على المدينة والمعارك الدائرة في بعض الاحياء السكنية منذ اكثر من شهرين ، مؤكدة ان العمليات العسكرية خلفت صورا ومشاهد مروعة . وقالت المنظمة في تقرير لها اصدرته مؤخرا إن "محنة ستطال جيلا من الأطفال اليائسين تلوح في الأفق مع اضطرام المعركة الدموية للسيطرة على الموصل وتهدد بأن تتحول إلى كارثة إنسانية، لافتة إلى أنها التقت أطفالا من جميع الأعمار عانوا من إصابات مروعة عقب محاصرتهم بالنيران المتبادلة جراء المعارك بين مسلحي ( داعش ) والقوات الحكومية، المدعومة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة". ونقل التقرير عن "دوناتيلا روفيرا" كبيرة المستشارين لمواجهة الأزمات في المنظمة قولها، إن "الأطفال الذي حوصروا في مرمى نيران معركة الموصل الوحشية قد رأوا أشياء لا ينبغي لأحد، مهما كان عمره، أن يراها أبداً ، فقد التقيت أطفالاً لم تلحق بهم إصابات مرعبة فحسب، وإنما رأوا رؤوس أقربائهم وجيرانهم تقطع بسبب انفجار قذائف الهاون، أو يتحولون إلى أشلاء نتيجة انفجار السيارات المفخخة أو الألغام، أو يسحقون تحت ركام المنازل". وأضافت أن "الأطفال الذين جرحوا بسبب الحرب يجدون أنفسهم بعدئذ في مستشفيات تكتظ بالمرضى، أو في مخيمات للنازحين، حيث تزيد الظروف الإنسانية البائسة من صعوبة تعافيهم جسدياً ونفسياً مما لحق بهم، بينما يستمر حصار آخرين كثر في مناطق يضطرم فيها القتال، مؤكدة أن الحاجة ماسة إلى أن تقر السلطات في العراق وشركاؤها الدوليون أنظمة أفضل للرعاية، وإعادة التأهيل والحماية للمدنيين المتضررين فالعناية بالضحايا المدنيين، ولاسيما الأشد ضعفاً بينهم، ينبغي أن يحظى بالأولوية المطلقة ولا أن يؤجل حتى ينقشع غبار المعارك". وأشارت روفيرا إلى أن "التحضيرات للحملة العسكرية لاستعادة الموصل استغرقت مدة طويلة، وكان من الممكن للسلطات في العراق وشركائها ، أن يعدوا بصورة أفضل للتعامل مع الإصابات المحتمة في صفوف المدنيين، خاصة مع علمهم بأن مستشفيات كردستان ستتعرض لضغوط شديدة بسبب التدفق الهائل للجرحى جراء القتال".
الخميس ٢٢ ÑÈíÚ ÇáÇæá ١٤٣٨ هـ - الموافق ٢٢ / ßÇäæä ÇáÇæá / ٢٠١٦ م