أفادت مصادر صحفية في محافظة البصرة جنوب العراق بأن قوات حكومية شنت حملة دهم وتفتيش منذ فجر اليوم الثلاثاء في مناطق مختلفة من المحافظة. ونقلت الأنباء الواردة عن المصادر قولها: إن الحملة شملت اعتقالات ومداهمات، وقد بلغ عدد المعتقلين حتى اللحظة نحو 200 شخص من مختلف الأعمار. ومنذ صباح اليوم الثلاثاء، تعرض قضاء الزبير للتطويق بالكامل بحيث لا أحد يدخل أو يخرج، ولا تزال حملة الاعتقالات مستمرة حتى هذه اللحظة، تشرف عليها قوة عسكرية موجهة من بغداد. وبحسب المصادر نفسها، فإن معلومات وردت عن وجود تخطيط لتنظيم تظاهرة في البصرة على غرار ما يحدث من عصيان مدني في مدن غرب العراق ووسطه كالرمادي والفلوجة والموصل وتكريت وسامراء وكركوك. يأتي ذلك بعد ما أعلن مجلس الأعيان في محافظة البصرة يوم أمس الاثنين تضامنه مع المتظاهرين في محافظة الأنبار وتأييده لمطالبهم، ودعا حكومة المالكي إلى تلبيتها. وقال أمين عام مجلس الأعيان -الذي يضم عشرات من شيوخ العشائر- الشيخ كاظم عبود القطراني: إن المجلس أصدر بياناً أعلن فيه تضامنه مع المتظاهرين من أبناء محافظة الأنبار وتأييده لمطالبهم، مضيفاً أن المجلس سيببقى يؤيد المتظاهرين طالما أنهم يعبرون عن احتجاجهم بشكل سلمي. ودعا القطراني رئيس الوزراء نوري المالكي إلى الاستجابة لمطالب المتظاهرين ولا سيما المتعلقة منها بمنح المواطنين حقوقهم التي ضمنها لهم الدستور، وفي مقدمتها إطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين وتوفير الخدمات الأساسية. وكشفت مصادر داخل اللجان الشعبية المنظمة لاعتصام الأنبار عن إعدادات موسعة للمشاركة في صلاة جمعة موحدة في مدن الأنبار كافة تحت شعار (جمعة العِزَّة) استمراراً للاحتجاجات ضد الحكومة. في الوقت نفسه، توقع أكثر من مصدر عشائري ورسمي مشاركة آلاف من المعتصمين من مختلف أنحاء العراق في فعالية اليوم، وسط توقعات بتطويق قوات الأمن الحكومية منافذ الوصول إلى منطقة الاعتصام أو خروجه عن نطاق السيطرة، وتنفيذ التهديد بزحف المعتصمين إلى مدينة بغداد نفسها. وقد استمر توافد آلاف المواطنين من داخل الأنبار ومن بقية المحافظات للمشاركة في الاعتصام المفتوح بالقرب من جسر البوفراج شمال مدينة الرمادي. وأكد شهود عيان أن حشوداً كبيرة جاءت من جميع مدن الأنبار للمشاركة في الاعتصام، وأن وفودا عدة جاءت من محافظات جنوبية أيضا. وتشهد محافظة الانبار منذ 26 كانون الأول 2012 تظاهرات حاشدة على الطرق الدولي السريع قرب مدينتي الرمادي والفلوجة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين. وقد قطع المتظاهرون الطريق الدولي، ورفع بعضهم العلم العراقي ذي النجوم الثلاث، وبينها ( الله أكبر ).
الثلاثاء ١٨ ÕÝÑ ١٤٣٤ هـ - الموافق ٠١ / ßÇäæä ÇáËÇäí / ٢٠١٣ م