كشفت مجلة ( تايمز ) الامريكية، النقاب عن تقرير يحتوى على مجموعة من الوثائق تؤكد ان وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـ( سي آي أيه ) تعرضت للخداع فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق . واوضحت المجلة في تقرير لها نشر مؤخرا ان الولايات المتحدة قادت الحرب ضد العراق عام 2003 استنادا على معلومات استخبارية زائفة، تسببت بمقتل اربعة الاف (486) جنديا امريكيا و (318) من جنود الدول الاخرى التي شاركتها في غزو واحتلال هذا البلد، الذي فقد مئات الالاف من ابنائه الابرياء نتيجة الجرائم والوحشية التي اقترفتها قوات الاحتلال خلال السنوات التسع الماضية .. لافتة الانتباه الى انه عندما يثبت طرف ما انه خدع، تصبح هذه المعرفة عاملا ثقيلا في حسابات وقواعد التحليل الاستخباري . وأكد التقرير ان العراق تعاون بشكل كبير مع مفتشي الأمم المتحدة ووكالة الطاقة الذرية التي كانت اكثر تدخلا مما كان متوقعا، حيث غيّر العراق ـ الذي كان يعاني من عقوبات أممية جائرة ـ من وجهته الاستراتيجية عن طريق تبني سياسة الكشف عن المواقع المزعومة وتحسين التعاون مع المفتشين الدوليين في هذا المجال . الجدير بالذكر ان الادارة الامريكية برئاسة ( بوش الاب ) شنت وبالتعاون مع تابعتها الذليلة الحكومة البريطانية، في السادس عشر من كانون الأول عام 1998 اكبر هجوم غادر على العراق بعد انتهاء الحرب العراقية ـ الايرانية عام 1991، أطلقت عليه اسم ( ثعلب الصحراء ) استمر اربعة ايام، حيث طالت الضربات الجوية والصواريخ مواقع عسكرية وعلمية وتكنولوجية استراتيجية، بينها مراكز الصواريخ العراقية ومركز البحوث البيولوجية في جامعة بغداد، ومصانع زيت الخروع في مدينتي الفلوجة والحبانية ، ومراكز تطوير بحوث الصواريخ في الانبار ونينوى، ومواقع تصنيع المحركات والصواريخ وغيرها من المواقع الاستراتيجة، بذريعة رفض الرئيس الراحل صدام حسين التعاون مع مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة الذين انسحبوا من العراق قبل فترة قصيرة من بدء ذلك الهجوم السافر، ولم يعودوا اليه حتى نهاية عام 2002.
الثلاثاء ٢٤ ÔÜÜæÇá ١٤٣٣ هـ - الموافق ١١ / Ãíáæá / ٢٠١٢ م