شهدت الفترة الواقعة
بين انبثاق ثورة 17-
30 تموز 1968، وقيام
النظام الايراني بفرض
الحرب على العراق في
الرابع من ايلول1980،
توسعا كبيرا في
علاقات العراق
الاقتصادية الخارجية،
ونموا ملحوظا في
دورالعراق الاقليمي
والدولي. فلقد نجحت
القيادة في
بناءعلاقات اقتصادية
واسعة ومتطورة مستندة
على ثوابت مبدئية
وعلى اسس ومفاهيم
وطنية وقومية
وانسانية اهمها:
الموقف من الثورة في
العراق، الموقف من
القضايا القومية ومن
القضية الفلسطينية
تحديدا، بالاضافة الى
المتطلبات
الاستثمارية لخطة
التنمية القومية.
اعطت القيادة اولوية
خاصة للعلاقات مع
الاقطارالعربية
تحقيقا لاهداف
التكامل الاقتصادي
العربي، واهتمت
بتطوير العلاقات
الاقتصادية مع دول
المعسكر الاشتراكي
بشكل يدعم العلاقات
السياسية المتميزة مع
تلك الدول. كما انها
اعارت اهمية خاصة الى
موضوع دعم قضايا
التنمية والتقدم
الاقتصادي والاجتماعي
في الدول النامية
ومساعدتها على التخلص
من قيود الاستغلال
التي فرضتها التبعية
للاقتصاد الرأسمالي
الدولي.
سنقدم في هذا الفصل
عرضا موجزا
لتطورعلاقات العراق
الاقتصادية الخارجية
خلال الفترة من
17-30- تموز 1968 الى
نهاية عام 1980. ان
سعة تلك العلاقات
وتشعباتها فرضت علينا
تقسيم علاقات العراق
الخارجية الى ست
مجاميع اساسية :
الاقطار العربية،
الدول الافريقية،
الدول الاسيوية، دول
المعسكر الاشتراكي،
الدول الصناعية
المتقدمة واخيرا دول
امريكيا اللاتينية
ودول البحر الكاريبي.
علاقات العراق مع تلك
المجاميع تم عرضها
وتحليلها من خلال :
- الاتفاقيات
الموقعة.
- حجم القروص والمنح
المقدمة من العراق.
- حجم التبادل
التجاري.
- بالاضافة الى تحليل
حجم الصادرات النفطية
والكبريتية.
كما وسنقدم في نهاية
الفصل تحليلا عاما
لتطور تجارة العراق
الخارجية خلال الفترة
المذكورة.
اولا: الاتفاقيات
الاقتصادية والتجارية
الموقعة مع الاقطار
العربية
احتلت قضية
تطويرعلاقات العراق
الاقتصادية مع
الاقطار
العربية حيزا كبيرا
من جهد القيادة
العراقية
واهتمامها.فسعت
القيادة منطلقة من
مبادىء الحزب واهدافه
الى تعضيد التبادل
التجاري والتعاون
الاقتصادي وبشكل
يساهم في تسريع آليات
التكامل الاقتصادي
العربي وتحقيقه.
لقد ساعدت الزيادة
الحاصلة في دخل
العراق القومي، اثر
السيطرة الوطنية على
عمليات انتاج وتسويق
النفط العراقي عام
1972، والزيادة
الكبيرة في اسعار
النفط عالميا، على
توسيع علاقات العراق
الاقتصادية ورفع حجم
التبادل التجاري ولا
سيما حجم
الاستيرادات. ورفعت
من قدراته على تقديم
المساعدات المالية
والعينية للاقطار
العربية غير النفطية.
فعقد العراق خلال هذه
الفترة عددا كبيرا من
الاتفاقيات مع
الاقطار العربية
تجاوزعددها المجموع
الكلي للاتفاقيات
الموقعة مع الاقطار
العربية منذ تاسيس
الدولة العراقية.
من مراجعة فقرات
الجدول رقم (1/5)
الذي يستعرض
الاتفاقيات
الاقتصادية المعقودة
مع الاقطار العربية
خلال الفترة
1968-1980 يمكن تثبيت
الملاحظات التالية:
1. بلغ العدد الكلي
للاتفاقيات المعقودة
خلال الفترة
المذكورة (40)
اتفاقية، اتسم معظمها
بالشمولية وفي
تغطيتها الكثير من
جوانب التعاون
الاقتصادي والتبادل
التجاري .
2. نجاح العراق في
توقيع اتفاقيات
اقتصادية وتجارية مع
معظم الاقطارالعربية
وان اختلف حجم
التعاون تبعا لقدرات
القطر العربي
الاقتصادية،
ولعلاقاته السياسية
مع الحكومة العراقية.
3. الجدول يتضمن
الاتفاقيات المقتصرة
على جوانب التعاون
الاقتصادي والتبادل
التجاري، ولا تشمل
الاتفاقيات المتعلقة
بالجوانب الاخرى،
كاتفاقيات التبادل
العلمي والثفافي،
والاتفاقيات العسكرية
والسياسية، وغيرها من
الجوانب.
4. ان الغرض الاساس
لاكثر الاتفاقيات
تمثل في تمويل
المشاريع التنموية
للاقطار العربية غير
النفطية، وانشاء
مشاريع وشركات
مشتركة. |